ﺃﺧﺒﺎﺭ

وفد من حوار الأديان لتقصّي أوضاع أفريقيا الوسطى

 

صحيفة العرب
الدوحة - محمد الشياظمي | 2014-03-27

 

اختتم مركز الدوحة لحوار الأديان مساء أمس مؤتمره الحادي عشر، الذي عقد تحت عنوان "الشباب ودوره في تعزيز قيم الحوار"، بحضور أكثر من 350 مُشاركاً ومُشاركة، يُمثلون كل أتباع الأديان السماويّة والثقافات الأخرى، بإصدار عدد من التوصيات المهمة التي تصبّ في سبيل تعزيز الحوار بين الأديان خاصة بين فئات الشباب.


أوصى المؤتمر بتدريس قصص الأنبياء الشباب لأتباع الديانات، والمُستوحى من نصوص الكتب المُقدّسة، وتذليل الصعوبات والتحدّيات التي تحول دون ممارسة الشباب لدورهم الريادي في الحوار، والعمل على بلورة خطاب إعلامي يُكرّس ثقافة الحوار والتعايش السلمي.

 

ودعا المؤتمر وسائل الإعلام ووسائط الاتصال الاجتماعي إلى تبني الموضوعيّة وثقافة التعايش والسلام والأمن، كما دعا المؤسّسات وشركات الإنتاج إلى إعداد برامج شبابيّة، تكرّس روح التعاون والمحبة والسلام بين اتباع الديانات السماويّة والثقافات الأخرى، والاستفادة من الوسائط الإعلاميّة والتقنيّات الحديثة في ميدان المعلومات لبناء جسور التواصُل والتعاون، وتكريس ثقافة التنوّع والتميّز في المناهج التعليميّة والبرامج الإعلاميّة.

 

كما دعا المؤتمرون الجامعات والمعاهد والمؤسّسات لإيجاد مراكز أبحاث تعنى بدراسة الحال والواقع والمآل في التعامل مع التحدّيات التي تواجه الشباب في الواقع المعاصر، ومراجعة وتصحيح صورة الآخر في المناهج التعليميّة عند جميع الأديان، ودعوة المنظمات والمؤسّسات المحليّة والإقليميّة والدوليّة إلى إشراك الشباب في تعزيز ونشر ثقافة الحوار، وتفعيل مؤسّسات المجتمع المدني للحوار في أوساط الشباب بقصد تحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي، خاصة في مجتمعات الأقليّة.

 

 

ولم يغفل المؤتمرون دعوة صناع القرار السياسي في دول الأقليّات لتحقيق المواطنة والاندماج الإيجابي في ظلّ مُراعاة الخصوصيّة والهويّة لدى الأقليّات، كما أوصى المؤتمرون بإرسال وفد منهم للوقوف على حقيقة ما يجري في أفريقيا الوسطى من اعتداء على الإنسان، والعمل على تقديم مُقترحات لتحقيق السلم والأمن والاستقرار والعيش المُشترك، ودعوة الأمم المتحدة والهيئات الإقليميّة والدوليّة لاستصدار قوانين وتشريعات تكرس حرية الفرد والمعتقد وحقوق الأقليات في ممارسة الشعائر التعبدية، ورفض كل أشكال معاداة السامية والمسيحيّة والإسلام والعنصريّة والتمييز، وأيضاً دعوة مركز الدوحة لحوار الأديان إلى عقد ندوات وورشات عمل، ومؤتمرات في بلدان الأقليات، تجسيداً لرسالته وتفعيلاً لتوصيات المؤتمرات السابقة.


ونوقش خلال أيام المؤتمر عدد من المحاور التي تطرقت إلى نظرة الأديان للشباب، توزّعت على خمس جلسات علمية، وأيضاً مناقشة الفرص والتحدّيات التي تواجه الشباب وتوزع على ثماني جلسات تعليميّة.

 

أما باقي المحاور فتوزّعت حول حوار الأديان وما قدّمه للشباب، وماذا قدّم الشباب لحوار الأديان، إلى جانب عقد جلسة طلابيّة، سادت فيها روح الحوار والتسامح والتعايش في فضاء علمي أكاديمي، جسد حقيقة التنوع والاختلاف المشروع.


وأكد الدكتور ابراهيم النعيمي أن عنوان مؤتمر الدوحة الحادي عشر لحوار الأديان يُجسّد اهتمام قطر ومركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بالشباب، مشيراً إلى أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يعمل على أن يكون مركزاً نموذجياً من خلال الدورات التدريبيّة التي يُنظمها للمعلمين والمعلمات بهدف نقل الحوار داخل المدارس.

 

وأشار إلى أن المؤتمر في ظلّ الاهتمام المتعاظم بالشباب، سينظم في إحدى جلساته مُناظرة بين الشباب المسلم والمسيحي بهدف تعزيز الحوار بين الأديان، ولفت النعيمي أن من أهداف المركز العناية بالشباب من أجل بناء مجتمع يؤمن بالحوار من واقع أن الشباب هم أجيال المستقبل.


وبيّن أن ما يحدث من صراع في عدد من الدول العربية والإسلاميّة، يُعتبر أمراً غير مقبول داعياً إلى أهمية الرجوع للأصل والتحاور، ومبيّناً أن الجميع فوق كوكب الأرض هم أبناء الإنسانيّة، ويجب أن يعملوا من أجل إعمار الأرض، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المؤتمر سيرسل رسالة يخاطب من خلال الجميع بضرورة نبذ العنف، مبيّناً أن ما يحدث الآن لا يقبله المذهب ولا العقل ولا الإنسانيّة.

 

وعلى امتداد ثلاثة أيام خلصت جلسات المؤتمر إلى أهمّية بناء الشباب، لأنهم هم نبض الأمة ومستقبلها ومرآة تاريخها وحضارتها، وهم بالتالي عماد الأمة النامية، ومشروع نهضتها.


وجاء في عدد من الجلسات أنه بخلاف التكهنات التي راجت في القرن الماضي حول انحسار دور الدين فإن الشباب يدخل الألفيّة الجديدة وهو أكثر اهتماماً بالدين، واحتراماً لمقاصده وغاياته، وفي الوقت نفسه فإنه معني بالتنوّع الحيوي في العالم بين أتباع الأديان، وهو موجود في سائر النشاطات التي تقوم بها المؤسّسات الدينيّة في العالم، ومن حقه أن يشارك بشكل موضوعي وفعّال في نشاطات حوار الأديان العالميّة، وأن يستفيد من تجارب الكبار، وأن يقدّم رؤيته وحاجاته وإبداعاته الكبيرة في هذا السبيل.

 

وفي ختام المؤتمر رفع المؤتمرون أسمى عبارات الشكر والتقدير والامتنان لدولة قطر أميراً وحكومة وشعباً، كما ثمّن المُشاركون جهود مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ودوره الريادي في بناء جسور التواصُل مع أتباع الديانات والثقافات وإسهاماتها المتميّزة في العمل المُشترك.