يواجه عالمنا اليوم خطرين: الأول هو التهديد الواضح للإرهاب، الذي اتفق الجميع على مواجهته، والثاني، وهو ليس أقل خطورة، وهو خطر تصاعد خطاب الكراهية، المبني على سلوكيات الإقصاء والتمييز، والتي تصنف الناس وفقًا لدينهم أو جنسهم أو لونهم.

علينا أن نعترف بأن التطرف الديني هو السبب الرئيسي للصراعات التي يواجهها عالمنا اليوم، إلى جانب عوامل أخرى، بسبب الفهم الخاطئ للأهداف الدينية والغايات السامية للإله في الخلق، واستخدام هذا التصور الخاطئ لدعم وجهة نظر استبدادية مدعومة بالنزعة القومية وممارسات الكراهية الدينية، والتي أنتجت نماذج متطرفة تؤجج خطاب الكراهية وترفض ثقافة الحوار والتعايش السلمي.

لطالما دعا مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، من خلال مؤتمراته، إلى تبني استراتيجية فعالة لمواجهة هذه الظاهرة من خلال القيم الدينية والأخلاقية والوسائل القانونية، حيث يعتمد الاستقرار المرجو على مدى الجهود المبذولة على المستوى الفردي والمؤسسي لتعزيز مبادئ السلام والتسامح.

نحن نعتقد أن الطريقة الوحيدة لمكافحة خطاب الكراهية هي القضاء على جذوره، واعتماد النقاش الفكري للكشف عن الخطأ الجوهري في الدعوات للطائفية والعنصرية ورفض الآخرين.

ومن هنا، سيناقش المؤتمر الدولي الرابع عشر لحوار الأديان في الدوحة موضوع “الأديان وخطاب الكراهية… النصوص والممارسة”.