ﺃﺧﺒﺎﺭ

الإعلام وعلاقته بالسياسة والإرهاب محور نقاش مُنتدى الدوحة

 

 

 

الدوحة في 13 مايو 2015م – قنا

ناقشت جلسة "الإعلام" التي أقيمت اليوم، ضمن فعاليّات اليوم الأخير لمُنتدى الدوحة، عدّة موضوعات هامة ومُلحّة هي "الإعلام الجديد وتأثيراته على الممارسة الإعلاميّة في الوطن العربي" و"الإعلام والإرهاب والسياسة: أيّة علاقة؟" و"الموضوعيّة والحياد في تغطية الأزمات" و"الإعلام والعلاقات بين الدول.. أيّ دور؟" تحدّث فيها السيّد جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق القطريّة والدكتور محمد البرجس رئيس تحرير جريدة السبق الكويتيّة والدكتور ميشال لودرس صحفي ألماني والسيّدة سونا غونارز مارتاينشدوتير المُستشارة السياسيّة لدى وزير خارجيّة أيسلندا.


وفي كلمته، أكد السيّد جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق القطريّة، على ضرورة تجديد الخطاب الإعلامي بما يُلائم "شباب الكي بورد" حسب تعبيره والذي يحتاج إلى طريقة خاصة في الوصول إليه ومخاطبته، مشدّداً على أنه لا وجود لوسائل الإعلام التقليديّة ما لم تعد صياغة أسلوبها بما يتناسب مع متطلبات العصر والتغيّرات الحادثة على المستويات كافة.


وأكد الحرمي، أن الإعلام الجديد وشبكات التواصُل الاجتماعي تشهد تطوراً كبيراً وتعدّ مصدراً هائلاً للمعلومات ونقل الأخبار ضارباً المثل بما حدث في مذبحة حماة السوريّة منذ أكثر من 30 عاماً وكيف أنه حدث تعتيم إعلامي كبير عليها بينما الحرب في سوريا الآن تنتقل إلينا تفاصيلها لحظة بلحظة.
واستنكر الحرمي ما تقوم به بعض وسائل الإعلام التي تريد تحقيق الانفراد أو السبق الصحفي فتقوم بنشر أخبار غير صحيحة ضارباً المثل بصحيفة الجارديان البريطانيّة بعد أن وقع الاختيار على قطر لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022م بفترة وجيزة نشرت تقريراً صحفيّاً تدّعي فيه وفاة المئات من العمّال في قطر أثناء بنائهم المنشآت الرياضيّة في حين لم تكن قطر قد شرّعت في وضع طوبة "طابوقة" واحدة في أي من الاستادات المخصّصة لهذا الحدث في حين أن كأس العالم الأخير الذي أقيم في البرازيل لم تكن الاستادات مؤهلة ومات الكثيرون من سوء التنظيم لكننا لم نسمع عن ذلك شيئاً.


ولفت رئيس تحرير الشرق القطريّة إلى أن كلمة "حرّية التعبير" لا تستخدم على النطاق العالمي إلا حين يُهاجمون الإسلام والمسلمين بينما بقيّة الديانات فلا حرّية ولا تعبير، موضّحاً أن أي شخص يحمل اسماً إسلاميّاً حين يرتكب جريمة تنسب جريمته للإسلام ويُقال إنه مسلم بينما أيّ شخص آخر من ديانة مختلفة لا يتمّ التطرّق لديانته إذا ارتكب مجازر ومذابح.


من جانبه، أكد الدكتور محمد البرجس رئيس تحرير جريدة السبق الكويتيّة، أن دولة قطر انتزعت تنظيم بطولة كأس العالم من دول كبرى ولذلك كان لا بدّ من مهاجمتها بشراسة، مرّة بحرارة الجو وأخرى بانتهاك حقوق العمّال وتارة بصغر مساحتها رغم أن هذه الأمور كانت معروفة وضمن ملف التنظيم الذي قدّمته للفوز بتنظيم هذا الحدث الأكبر في العالم.
وتطرّق رئيس تحرير جريدة السبق الكويتيّة إلى الحديث عن الحياديّة والموضوعيّة في تناول الأحداث بالنسبة لوسائل الإعلام والترابط بين هذين المبدأين في الصحافة وصعوبة تطبيقهما على أرض الواقع في ظلّ سياسات وسائل الإعلام المختلفة والمرجعيّات والخلفيّات والأغراض المتباينة ضارباً المثل باتخاذ الحدث الواحد والتصريح الواحد من قبل قناتي الجزيرة والعربيّة بطريقة مختلفة عن الأخرى بما يدعم أهداف كل منهما كما تحدّث عن التوظيف السياسي من وسائل الإعلام للموقف الواحد أو التصريح الواحد.


في سياق مختلف أكدت السيّدة سونا غونارز مارتاينشدوتير المُستشارة السياسيّة لدى وزير خارجيّة أيسلندا، أن تطوّر وسائل الإعلام ووسائل التواصُل الاجتماعي حقّق وفرة كبيرة في المعلومات لكنها قد تكون مضللة في كثير من الأحيان لشريحة عريضة من المتابعين.
ونوّهت سونا بأنه من التحدّيات الكبرى التي تواجه وسائل الإعلام الآن هو كيفيّة التعاطي وتحقيق التوازن في تناول الخبر مع هذا الكمّ الهائل من المعلومات، مشيرة إلى أن اعتماد القدوة والمثال الحسن والاعتدال في التناول والحفاظ على مصداقيّة رسائل وسائل الإعلام من الأمور الهامة التي يجب أن تعمل الحكومات ووسائل الإعلام على تحقيقها وإيصالها للمتابعين والجمهور.
بدوره، سلّط السيّد كريس دول (صحفي) الضوء على التطوّر السريع الذي تشهده الوسائل الإعلاميّة، فلم يعد تناول الأخبار مقصوراً فقط عليها بل انضمّت إليها وسائل التواصُل الاجتماعي وغيرها من المدوّنات التي هي نتاج للطفرة التكنولوجيّة، التي يشهدها العالم ويتمّ من خلالها تداول الأخبار بصورة سريعة سواء كانت هذه الأخبار صحيحة أو كاذبة.


وأكد على ضرورة تطوّر الوسائل الإعلاميّة واعتمادها التكنولوجيا الحديثة في نقل الأخبار وأيضاً تمكينها من توفير مصادر التمويل الخاصة بها، لتعزيز الحيادية وعدم انتهاج سياسات معيّنة تحيد بها عن الاعتدال في التناول خاصة وأن الإعلام قادر على تشكيل الرأي العام ونقل صورة للمتلقي قد تكون سلبيّة أو إيجابيّة.
وشدّد أيضاً على المخاطر التي تحدث نتيجة الحرّيات التي تتمتع بها وسائل التواصُل الاجتماعي والتي رغم إيجابيّاتها إلا أنها باتت مرتعاً للإباحيّة والتطرّف والإرهاب، فالقاعدة مثلاً كانت تفتح حسابات كثيرة على هذه الوسائل ممّا مكّنها من استقطاب الكثير من الشباب وتجنيدهم ضمن صفوفها.