ﺃﺧﺒﺎﺭ

خلال الجلسة الرئيسيّة الأولى لمُنتدى الدوحة.. المُشاركون: الحكومات المُستبدّة تهدّد الربيع العربي

 

 

 

كتب- سميح الكايد:
الأربعاء 13/5/2015م، الدوحة – جريدة الراية

http://www.raya.com/Views/Shared/news/shared/images/detailed2_bullet_arrow.jpgتحذيرات من الرسائل العنصريّة من أوروبا للعرب

 

 

تناولت الجلسة الرئيسيّة الأولى لمُنتدى الدوحة الخامس عشر ومُؤتمر إثراء المُستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط الخامس عشر مُـجريات الربيع العربي وتأثيراته الداخليّة والإقليميّة والدوليّة.
وأكد المُشاركون خلال الجلسة أمس أن عدم فهم الأنظمة لمطالب شعوبها وعجزها عن الإصلاح والمضي قدماً في استبدادها أهمّ أسباب تفجّر الثورات العربيّة، لافتين إلى أن خطورة تفاقم ظاهرة الطائفيّة وما تتبعها من حروب أهليّة وبروز حكومات مُستبدّة.


وحذّروا من بعث أوروبا لرسائل سلبيّة، مثل الإنطِـوائيّة ومُعاداة الإسلام والعنصريّة، ممّا سيُشكل، بالتراكم، موقِـفاً سلبياً لدى الرأي العام في الدول العربيّة.
وتصدّر الاحتلال الصهيوني لفلسطين وإرهاصاته وتبعاته على الفلسطينيين والمنطقة والعالم مُناقشات الخطوط العريضة للربيع العربي خلال الجلسة التي تحدّث فيها كل من وزير خارجيّة ماليزيا حمزة زين الدين ووزير الدولة والتعاون الخارجي الكمبودي أوتيش بوريث وريما خلف السكرتير التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لغرب آسيا "إسكوا"وماريو ديفيد حزب الشعب الأوروبي بلجيكا.


وأجمع المتحدّثون على أن عدم فهم الأنظمة لمطالب شعوبها وعجزها عن الإصلاح والمضي قدماً في استبدادها إضافة إلى التدخلات الخارجيّة وغياب العدل والمساواة والديمقراطيّة في هذه الدول أجّج الأوضاع وثورة الشعوب التي كان يُطالب سوادها بتحقيق الأمن الغذائي والحرّية والمساواة.
وأشاروا إلى ما جرى في سوريا على سبيل المثال لا الحصر حيث اعتمد النظام الخيار الأمني على خيار الشعب، لافتين إلى عدم فهم النظام للشعب المنسي والمهمّش والذي ضجر من قبضة النظام القويّة، وهو يريد الخلاص.
وحذّر بعض المتحدّثين من التعاطي مع الثورات العربيّة، بوصْـفها ظاهرة واحدة ومتجانسة، وقالوا "نحن نتكلّـم عن الديمقراطيّة، لكن هذه الزاوية هي أسوَأ مقاربة يُـمكن أن نفهَـم من خلالها الظواهر التي تهزّ العالم العربي، والتي هي ذات أبعاد اقتصاديّة واجتماعيّة".
وأكدوا أن التحوّلات الديمقراطيّة كانت سِـلميّة في الحوض الغربي للمتوسّط (تونس والمغرب)، التي باتت اليوم أكثر استقراراً، فيما كانت عنيفة بدرجات مُـتفاوتة في الحوض الشرقي (ليبيا ومصر).
وأبدى البعض اعتراضاً على القراءات التي تعتبر أن الديمقراطيّة كنظام سياسي يمكن أن تُطبّق في بلدان ولا تنبت في أخرى.

 

  • دعوا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.. المُشاركون:
  • مُعاداة الإسلام.. رسالة سلبيّة من أوروبا

 

الدوحة- الراية:
أكد بعض المتحدّثين أن أوروبا "تبعث برسائل سلبيّة للعرب، مثل معاداة الإسلام والعنصريّة، ممّا سيشكل، بالتراكم، موقِـفاً سلبياً لدى الرأي العام في بلداننا (العربيّة)، ويجعلها تميل إلى بدائل وخيارات ليست متَّـسقة مع خِـياراتنا، واعتبر أن الأنظمة التي حكمت تلك البلدان (العربيّة) بعد الاستقلالات، أقامت أنظمتها على أفكار وافدة، مثل الماركسيّة والاشتراكيّة والليبراليّة. أما اليوم، فنراها بعد انهيار تلك النظم، تعتمد أيديولوجيّات نابعة من داخلها.
وطرحوا رؤيتهم إزاء بواعث الربيع العربي بالقول غياب الديمقراطيّة وحقوق الإنسان والعدل والمساواة وبروز الطائفيّة والمصالح الذاتيّة والابتعاد عن الإصلاح السياسي وإعادة الهيكلة الحكوميّة وإهمال البناء الاقتصادي كلها شكلت قاعدة صلبة لعاصفة الربيع العربي وما آلت إليه من نتائج وخيمة في جوانب عدّة خاصة في الدول التي أدى الاستبداد الحاكم فيها إلى الإقصاء والتهميش.
ودعوا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وإنشاء خطاب عربي جامع بعيداً عن الطائفيّة والمذهبيّة مبني على حقوق الإنسان والعيش المشترك لضمان استمرار استقرار العالم العربي وأمنه.
كما شدّدوا على أهمّية تحقيق الديمقراطيّات والاستجابة لمطالب الشعوب تجنّباً لحدوث حروب أهليّة مؤكدين بالقول إن الديمقراطيّة هي الحاضنة القويّة لاستقرار الشعوب والدول والحكومات وازدهار اقتصادها والحفاظ على أمنها وتحقيق العدل والمساواة وهي أمور لو توفّرت سابقاً لما كان هناك ما يُسمّى بالربيع العربي.
وشدّدوا على أهمّية الإصلاح السياسي والاقتصادي والإعلامي والعمل على ضمان الانتقال السياسي السلمي كي تتواءم وعمليّات الحركات الشعبيّة ومطالب المجتمع ولا بدّ من تعزيز حرّية الرأي وتعزيز دور مؤسّسات المجتمع المدني.
وأشاروا إلى أن هناك دولاً عربيّة سارت على النهج الصحيح فلم يؤثر الربيع العربي سلباً عليها مثل تونس وبعضها عصرها الربيع بسبب ما سمّي بالثورات المُضادة وما زالت تعاني كالحالة المصريّة، فتونس يقودها دستور عملي قويّ متماسك مبنيّ على مبدأ التوافق العام ونهضة المجتمع والدولة فهو دستور تاريخي يعود للعام 1961م وقانون أحوال شخصيّة منذ عام 1959م مكّن المرأة من تحقيق ذاتها في المجتمع.
وأكدوا أن تونس متجانسة ليس للغرب مصالح كثيرة فيها كما الحال في مصر التي تتنازعها أهواء الغرب وسياساته.
وأشاروا إلى أن تونس تحتاج إلى دعم أصدقائها في هذه المرحلة الانتقاليّة فهي تقدّم رسالة أمل للمنطقة وعلى الجميع الاستفادة من التجربة التونسيّة.

 

  • د.عبد الله الشايجي:
  • الطائفية المذهبيّة تطغى على الصراع الإقليمي

 

أكد د. عبد الله خليفة الشايجي، أستاذ العلوم السياسيّة بجامعة الكويت أن الظاهرة المقلقة اليوم تكمن في مفارقة طغيان الصراع المذهبي السني - الشيعي.
وقال: حسب دراسة مركز مكافحة الإرهاب الوطني الأمريكي الذي يرصد ظواهر ومسارات الإرهاب يؤكد أن معظم الهجمات والضحايا بسبب تلك الهجمات يشنّها مسلمون ضد مسلمين.
وأضاف: معظم الهجمات والعنف من جماعات سنيّة ومعظم ضحاياها من السنة أيضاً، وأن الغرب أصبح هدفاً هامشيّاً لهجمات الإسلاميين الإرهابيّة، ولم يعد مركز هجماتهم قائم على صراع بين الحضارات بل صراع داخل حضارة الإسلام، بل صراع داخل الثقافة ذاتها.
وأشار إلى أن إيران تستفيد من أخطاء الولايات المتحدة الاستراتيجيّة والتكتيكيّة، مشيراً إلى أن الكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان وجّه نقداً لاذعاً للرئيس الأمريكي باراك أوباماً قائلاً له: للمرة الثالثة منذ 2011م نقاتل نحن الأمريكيين بالنيابة عن إيران، في 2002م دمّرنا طالبان، وهو عدو إيران الأول في أفغانستان، وفي 2003م دمّرنا صدّام حسين، عدو إيران الأول في العراق، والآن، ما هي مصلحتنا في محاربة آخر الدفاعات (يقصد "داعش") في وجه هيمنة إيران على العراق؟.. أين الاستراتيجيّة الناجحة ولماذا بعد 8 أشهر من القصف المتواصل لم تكسر أو تهزم داعش من تحالف 60 دولة ضد تنظيم لا يملك طائرات ولا دبابات ولا يصنع رصاصة؟
واستعرض الشايجي تقريراً لمنظمة هيومن رايتس ووتش من التجاوزات الخطيرة ضد المدنيين السنة وقتل المدنيين وحرق منازلهم وبلداتهم في تكريت والأنبار واستخدام شعارات طائفيّة ورفع أعلام مستفزة للسنّة.
وشدّد على أهمّية إصلاح الأمم المتحدة والعمل على زيادة الدول الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن لعمل توازن دولي يقضي على كثير من الصراعات والتي تحتدّ وتيراتها لمصالح دوليّة ضيّقة على حساب الشعوب.

 

  • حذّرت من العودة لما قبل ثورات الربيع العربي.. د. ريما خلف:
  • مطلوب إصلاح سياسي لتحقيق تطلعات الشعوب

 

في مقابل هذه الاجتهادات التي عكست حيرة في البحث عن التعاطي المناسب مع تداعيات الربيع العربي، قدّمت د. ريما خلف رؤية متكاملة حول بواعث الربيع العربي وتطوّراته وأبعاده.
وقالت: من المستحيل العودة إلى ما قبل 2011م لأن البديل سيكون زيادة مصادرة حقوق الإنسان في إطار حكومات أكثر استبداداً من السابق.
وحذّرت من تفاقم مسألة الطائفيّة التي من شأنها أن تؤدّي إلى هروب أهلية الدول العربيّة إلى كنتونات طائفيّة وبروز حكومات مُستبدّة تستعلي طائفة على حساب أخرى.


وأعربت عن قناعتها بأن الأمر برمّته يتطلب إقدام الدول على عمليّة الإصلاح السياسي بكل معانيه لتتلاقى مع مطالب الربيع العربي والعمل على تقوية المناعة لدى الدول التي لم يصلها الربيع العربي بعد عبر تحقيق العدل والديمقراطيّة والمساواة وتحقيق الأمن الإنساني الذي أدّى غيابه إلى استحضار الربيع العربي.
واعتبرت أن الربيع العربي جاء بسبب الفشل في إعداد الهيكليّة للحكومات العربيّة التي لم تستطع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وسياسته التوسّعية ولم تتمكن من القضاء على الجهل والتخلف والبطالة الأمر الذي أدى إلى إحداث ردّات غضب على هذا الوضع.


وقالت: الربيع العربي اندلع على القوى الجائرة وأصبح من ثم عبئاً على وجود الدول نفسها حيث إن الشعب فقد ثقته بالحكومات ممّا أدّى إلى التصادم العنيف. وقالت لا بدّ من إحلال سيادة القانون وخلق إرادة سياسيّة لإرساء العدل والإنصاف والمساواة.


وتناولت العلاقات العربيّة الدوليّة مؤكدة أن الشراكة الأورو - متوسّطية تحتاج إلى إعادة تأسيس، "إذ لا يُمكن اليوم أن نعود إلى المجتمعات المدنيّة (العربيّة) بنفس خارطة الطريق المقترحة عليها في الماضي، ولا أن نخاطبها في شأن القضية الفلسطينيّة بناءً على مسار سلام، اتّضح أنه افتراضي. لذا فإننا مطالبون اليوم بأن نبني شراكة جديدة، أساسها أن يعرف كل طرف في نهاية اليوم مَـن الذي سيكسب ومَـن الذي سيكسب أقلّ من الأول.
وقالت: لقد قبلنا بالشروط السابقة، لأنه من دون تلك الشراكة، لم يكن بِـوُسعنا أن نكسب حتى 10% ممّا كسَـبناه، أما في المستقبل، فلا يمكن تصوّر شراكة لا تُبْـنى على التكافُـؤ. والرِّهان اليوم هو، في إطار أية معادلة إقليميّة سنُـقيم شراكتنا، عِـلما أن الوضع بات أصعب الآن؟".
وأضافت: أن هناك أكثر من 5 ملايين عربي يعتمدون على المساعدات رغم أننا لا نمثل سوى 5% من مجموع سكان الغرب وشهدت 4% من الدول العربيّة حروباً أهليّة أو داخليّة كالحرب السوريّة مثلاً التي قتلت أكثر من 200 ألف وشرّدت أكثر من 11 مليون لاجئ فما نمرّ به الآن من كوارث سببه الربيع العربي ولا أعني هنا أن الربيع العربي هو السبب المباشر ولكن ما أدّى إلى حدوثه كان سبباً في خلق هذه الأزمات التي نعيشها الآن.