ﺃﺧﺒﺎﺭ

نائب الأمير يستقبل عدد من الوفود المُشاركة بمُنتدى الدوحة

الدوحة - قنا:
الثلاثاء 12/5/2015 م – الدوحة، جريدة الراية

استقبل سمو الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني، نائب الأمير، عدداً من أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود المشاركة في مُنتدى الدوحة الخامس عشر ومُؤتمر إثراء المُستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط المُنعقد بفندق شيراتون الدوحة.
فقد استقبل سموّه كلا من معالي الدكتور إياد علاوي، نائب رئيس جمهوريّة العراق، ودولة السيّد عمر عبد الرشيد شارماركي، رئيس وزراء جمهوريّة الصومال، وسعادة السيّد محمد المنصف المرزوقي، رئيس الجمهوريّة التونسيّة السابق.
تمّ خلال المُقابلات بحث العلاقات الثنائيّة بين دولة قطر وتلك الدول وسُبل تعزيزها.. إضافة إلى بحث الموضوعات المطروحة على جدول أعمال مُنتدى الدوحة الخامس عشر ومُؤتمر إثراء المُستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط.
حضر المُقابلات معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليّة.

 

  • خلال الجلسة الافتتاحيّة للمُنتدى.. علاوي:
  • الإرهاب والتطرّف والطائفيّة أخطر التحدّيات

 

كتب - ابراهيم بدوي:

 

ثمّن الدكتور إياد علاوي، نائب رئيس جمهوريّة العراق الجهود المبذولة لإنجاح فعاليّات مُنتدى الدوحة الخامس عشر ومُؤتمر إثراء المُستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط التي انطلقت أمس في فندق الشيراتون بالدوحة.
واستهل علاوي كلمته في الجلسة الافتتاحيّة بالحديث عن أخطر التحدّيات التي تواجهها المنطقة وأبرزها الطائفيّة والإرهاب، مؤكداً ضرورة وضع تصوّرات لمواجهة هذه التحدّيات التي تموج بها المنطقة وأيضاً العمل على تحقيق تطلعات الشعوب العربيّة من أجل الوصول إلى السلام والاستقرار والتنمية المنشودة.
وشدّد أن الإرهاب والتطرّف والطائفيّة السياسيّة بأشكالها، تعدّ من أخطر التحدّيات التي تواجه المنطقة العربيّة، مؤكداً على أنها تقع في مقدّمة عوامل التهديد الجديد لكياناتنا الوطنيّة ونسيج مجتمعاتنا وإنجازاتنا الحضاريّة والثقافيّة.
وأضاف: التداخلات الخارجيّة ودعم بعض الدول للتطرّف قد فاقمت الأزمات في كل بلداننا ما يُشكل خطراً على كافة البلدان العربيّة، مُنوّهاً إلى أن الاحتقانات أدّت لإفرازات سلبيّة وفي مقدّمة تلك الإفرازات متغيّرات ديموغرافيّة، بسبب هذا الذي تشهده هذه المنطقة.
وأشار إلى أن هناك 7 ملايين نازح ومهاجر سوري، و3 ملايين في العراق بسبب الحروب، بالإضافة إلى المهاجرين، نتيجة الإرهاب والتطهير العرقي والمذهبي، وموت الآلاف غرقاً وجوعاً بحثاً عن حياة كريمة في دول أخرى.
وحذّر أن الخطر الأكبر من كل ما يجري يتمثل في أن تؤثر التغييرات الديموغرافيّة على إعادة رسم خرائط جديدة، جغرافيّة ومجتمعيّة. وقال إن العالم واجه صراعاً مريراً بين قوى التطرّف والإرهاب من جهة، وقوى العقلانيّة من جهة أخرى، في ظلّ تزايد الأزمات الاقتصاديّة العالميّة الخانقة، والتي عطلت قوى الاعتدال في العالم، وهو ما نتج عنه فشل ذريع في حلّ القضيّة الفلسطينيّة، وتراجع فرص السلام.

 

وأوضح نائب رئيس الجمهوريّة العراقيّة أن كل تلك العوامل قد ساهمت في إنتاج مناخات سياسيّة أدّت إلى زيادة التوترات، وأثرت سلباً على نوعيّة الحياة من كل جوانبها، مُنوّهاً إلى أن المنطقة تشهد إذكاء لفكر التطرّف، وزيادة التهميش والإقصاء وفقدان المُواطنة، وتراجع الإصلاحات السياسيّة والاقتصاديّة، وفقدان الهويّة الوطنيّة الجامعة، لصالح الطائفيّة والإرهاب، وكل ذلك ساعد في تهيئة الأرضيّة لتجذير التطرّف عقائديّاً وفكريّاً وسياسيّاً.
وطالب في كلمته بضرورة تقديم عدد من الإصلاحات، وإعادة النظر في هيكلة المؤسّسات الإقليميّة والدوليّة، مثل جامعة الدول العربيّة، والأمم المتحدة، مُوضّحاً أنه إزاء كل ذلك، فإننا مدعوون لتحقيق أهداف المُنتدى بتعزيز الحوار البناء وإيجاد آليّات مناسبة لحلّ الأزمات، وبناء حقوق الموطنة وإرساء السلام.
وأشار علاوي إلى دعوة العراق الذي يُصارع قوى الإرهاب والتطرّف والطائفيّة السياسيّة لعقد مُؤتمر إقليمي برعاية دوليّة، لإيجاد التفاهمات على قواعد واضحة، التي تقوم على تبادل المصالح، واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخليّة من جهة أخرى، لإعطاء فرص الأمن والأمان، وأضاف أن تلك الدعوة لقيت دعم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقال إن العراق يُكافح من أجل تحقيق المُصالحة الوطنيّة في العراق، عبر عدالة تنصف الضحايا وتعاقب المجرمين وإقامة دولة المؤسّسات وسيادة القانون، مُنوّهاً في هذا الإطار أيضاً إلى أن العراق طالب أيضاً بعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لوضع الحلول لمشاكل وآفة النزوح واللجوء السياسي التي تهدّد المنطقة.
ويُشارك في مُنتدى الدوحة الخامس عشر نخبة مُتميّزة من رؤساء الدول والحكومات الحاليين ويستقطب لفيفاً من قادة الرأي العالمي البارزين والمُفكرين والسياسيين وصنّاع القرار وأعضاء البرلمان ورجال الأعمال والخبراء والأكاديميين والإعلاميين.

كما يُشارك ممثلون عن المُجتمع المدني والمُنظمات الإقليميّة والدوليّة، الذين سيُساهمون في النقاش الحرّ العلمي والمُثير حول العديد من المواضيع المُدرجة على جدول أعمال المُنتدى، مع التركيز على آفاق الربيع العربي وما بعده من تداعيات، والتحوّل الديمُقراطي، وقضايا الأمن الجماعي، والاستقرار الإقليمي والدولي، وقضايا التنمية الإنسانيّة وأمن الإنسان، والاقتصاد والأعمال والطاقة، ومجالات التعاون الدولي، والمسائل المصيريّة وحقوق الإنسان والإعلام المُعاصر والتواصُل.

 

  • المنصف المرزوقي:
  • الدول البوليسيّة تفرض الاستقرار المُزيّف

 

أشاد سعادة السيّد المنصف المرزوقى رئيس تونس السابق في بداية كلمته بمُنتدى الدوحة بدعم قطر لبلاده.
وقال: وجدنا فيهما والشعب القطري طيلة هذه السنوات الدعم والأخوّة والمحبّة بدون أي خلفيّات أو أي ضغوط سياسيّة وهذا أمر نادر جداً.
وأشار إلى أن الثورة التونسيّة كانت بداية ما سمّي بالربيع العربي وأن الفترة التي نعيشها الآن هي مرحلة اللاإستقرار وهي مرحلة باهظة الثمن والتكاليف إنسانيّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً لكنها ضروريّة للقطع مع الاستقرار المزيّف والمرور إلى الاستقرار الحقيقي.
وقال: الاستقرار المزيّف هو الذي حاولت الدول العربيّة الكلاسيكيّة فرضه على شعوبها وعشنا نحن في تونس نموذجاً مرعباً منه، دولة بوليسيّة أحكمت غطاء القمع على المجتمع حتى تستطيع العصابات الفاسدة أن تنهب أموال هذا الشعب.
وقال: هذا النموذج هو الذي أدّى إلى نوع من الاستقرار المزيّف حيث يتمّ إسكات المعارضة بحجّة مُواجهة الإرهاب وكلنا نعلم أن الإرهاب يتغذّى على الاستبداد والاستبداد يتغذّى على الإرهاب وأنهما وجهان لنفس قطعة النقد.
وأضاف أن مُحاربة الإرهاب هدفها التغطية على نهب الثروات والتوزيع الظالم لها ونرى إحكام غطاء القمع على شعب أعزل وصمته يوحي بأننا في وضع استقرار والواقع أننا أمام استقرار المستنقعات والمقابر.
واستنكر المرزوقي تحسّر بعض الأطراف على الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب السوري للانتقال من تلك الفترة وكأن الشعب السوري كان أمامه خيار آخر.
وقال: أستغرب ممّن لم يستوعبوا الدرس وأنه لم يعد في الإمكان في هذا العصر العودة إلى الأساليب القديمة والتغني بالاستقرار المفروض بعنف الدولة والبوليس.
وأضاف: أستغرب أن يُعاد في مصر نفس النموذج في الحكم والحال أن نفس الأسباب تؤدّي إلى نفس النتائج والعاقبة معروفة والانفجارات الرهيبة ربما تكون أعنف ممّا عرفناه ودور العقلاء الآن هو وقف هذا التوجّه نحو إعادة نفس النموذج الذي أدّى إلى نفس المصائب.
وقال : كلنا نعرف ما هي خصائص الاستقرار الحقيقي، فنحن لسنا أول الشعوب التي تمرّ بهذه التجارب التاريخيّة ونعرف الوصفة الحقيقيّة للاستقرار الحقيقي وهي بالأساس الحوكمة الرشيدة أي النظام الديمقراطي والتنمية العادلة التي توزع الثروات وتقلص من الفوارق الطبقيّة وبطبيعة الحال التوليفة الإقليميّة التي تسمح بالتعاون في قضايا الأمن والتبادل التجاري وغيرها من القضايا المشتركة.
ونوّه بنموذج أوروبا التي تقاتلت بكيفيّة ربما أبشع من التي نتقاتل بها الآن وعرفت على امتداد أكثر من نصف قرن كل أصناف الهمجيّة النازيّة والفاشيّة والحروب والتدمير وفي الأخير اكتشفت هذه الوصفة من الحوكمة الرشيدة والديمقراطيّة والتنمية العادلة والتوافق الإقليمي الذي حدا بهم إلى إنشاء الاتحاد الأوروبي.

 

  • رئيس الوزراء الصومالي:
  • قضية اللاجئين اليمنيين تثير القلق

 

أعرب معالي السيّد عمر عبد الرشيد شرماكي، رئيس وزراء جمهوريّة الصومال الفيدراليّة عن شكره للقائمين على تنظيم المُنتدى لمُناقشة قضايا الاستقرار والسلام والديمقراطيّة والتنمية، حيث هناك عدد من النزاعات في مناطق من العالم، تستوجب تعميق النقاش حولها.
وقال: عالم اليوم يُعدّ عالماً مليئاً بالفوضى، ولا ينعم بالسلام، فهناك حروب في دول عديدة، وعلينا تجنّب توسّعها وانتشارها إلى مناطق أخرى.
وقال: فرص السلام في الصومال كبيرة جداً، لكن السلام ليس مجرّد وهم، إذ إنه واقع يُمكن الوصول إليه في حال توفرت الإرادة والجهود اللازمة.
وقال إنه في الصومال وبفضل الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي تمكّن من تجاوز بعض مشاكله، وبدأ يتّحد من أجل تحقيق الأمن، رغم أعمال العنف في مناطق عديدة، حيث توجد هجمات لمنظمة الشباب التي تقوم بأعمال إجراميّة في البلاد، لكن علينا النظر في السُبل التي تمنع انضمام عدد آخر من الشباب الصومالي إلى هذا التنظيم، وتوفير الشروط الكريمة لحياة أفضل لهم.
وحذّر من أن قضيّة اللاجئين اليمنيين الذين يَفدون بشكل مطرد هذه الأيام تعدّ أمراً باعثاً على القلق، حيث إنه في داخل الصومال هناك نازحون هربوا من مناطق ساخنة في البلاد، وبالتالي علينا بحث الجهود التي يُمكن بها إغاثة هؤلاء اللاجئين وتأمينهم.