ﺃﺧﺒﺎﺭ

اختتام مُنتدى الدوحة ومُؤتمر إثراء المُستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط

الدوحة - قنا
الأربعاء 13-05-2015م

 

 

من إحدى جلسات اليوم الختامي لمُؤتمر إثراء المُستقبل الاقتصادي

 

 

 

اختتمت اليوم أعمال مُنتدى الدوحة الخامس عشر ومُؤتمر إثراء المُستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط والذي استمر 3 أيام بمشاركة أكثر من 100 دولة استمرت مناقشاتهم ما يزيد على 27 ساعة عمل تناولوا خلالها موضوعات الربيع العربي وآفاق التحوّل الديمقراطي وقضايا الأمن الاجتماعي والاستقرار الإقليمي والدولي وقضايا التنمية الإنسانيّة وأمن الإنسان والاقتصاد والطاقة والإعلام وحقوق الإنسان بالإضافة إلى التحدّيات والأزمات الإقليميّة مثل تدخل القوى الإقليميّة في شؤون الدول وأيضاً الإرهاب والهجرة الذي يجب التعامل معها بجدّية والتصدّي لها بالحوار والوسائل السلميّة.


كما تطرّق المُتحدّثون إلى مسائل مهمّة مثل أهمّية الإستقرار والتنمية في شرق أفريقيا والأمن والعدالة والمساواة ومكافحة الإرهاب في العراق والاستقرار الحقيقي المطلوب والذي تأمل الشعوب في الحصول عليه من خلال المنظمات الدولية والمجتمع الدولي ومجلس الأمن.
وفي كلمته بالجلسة الختاميّة للمُنتدى أوضح سعادة السيّد محمد بن عبد الله الرميحي مُساعد وزير الخارجيّة للشؤون الخارجيّة أن مُنتدى الدوحة تناول على مدى ثلاثة أيام بالبحث والدراسة والتمحيص ومن خلال النقاش الحرّ والشفاف المحاور المدرجة على جدول الأعمال وأشار إلى أن المُشاركين في هذا المُنتدى كانوا على دراية بأهمّية القضايا والموضوعات التي تمّت مناقشتها ولذا فقد جاءت النتائج بصورة إيجابيّة كما كنا نتطلع إليها جميعاً.
وأضاف إن المُنتدى قدّم نظرة شاملة للقضايا الساخنة المتعلقة بالديمقراطيّة والتنمية والتجارة في الشرق الأوسط والدول العربيّة والعالم مُنوّهاً بأنه من خلال النقاشات فقد توصّل الجميع إلى رؤى مشتركة حول مسائل مصيريّة تتصل بالقضايا السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والأمنيّة والاستراتيجيّة في المنطقة التي تعيش حالة من عدم الاستقرار بسبب العجز الواضح للمجتمع الدولي.


وأضاف الرميحي بأن دولة قطر تؤكد على أن تعزيز وحماية حقوق الإنسان تعد من أهمّ مطالب الشعوب العربيّة التي طالبت بالتغيير والالتزام بمبادئ الحكم الرشيد كضمان حقيقي للحرية وتحقيق العدالة الاجتماعيّة.
وتابع بالقول "نرى أن تحقيق تطلعات الشعوب من شأنه أن يؤدّي إلى توفير الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي ويحقق التنمية الشاملة كما أن تحقيق التنمية مسؤوليّة مشتركة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني من خلال الاهتمام بالمشاركة في جهود التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة"، مؤكداً أن السلام هو الخيار الأمثل والاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط معرباً عن ثقته بأن مُنتدى الدوحة عبر المناقشات قد توصّل إلى استنتاجات تصبّ في هذا الاتجاه.
وتطرّق مُساعد وزير الخارجيّة للشؤون الخارجيّة إلى القضيّة السوريّة بقوله إنها تمثل فشلاً ذريعاً للمجتمع الدولي الذي تقاعس عن إيجاد حلّ لمعاناة الشعب السوري الشقيق جرّاء عمليات التدمير وجرائم الإبادة والتشريد على يد نظام تجاوز الأخلاق والقوانين والأعراف الدوليّة والقيم والمبادئ الإنسانيّة.
وأضاف: من هذا المنطلق فإن دولة قطر تطالب مجلس الأمن بتحمّل مسؤوليّاته باتخاذ جميع الإجراءات التي يكفلها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني للحفاظ على أمن وحماية الشعب السوري وتحقيق تطلعاته المشروعة وِفق قرارات جنيف.


بدوره قال البروفيسور ستيفن سبيغل مدير مركز تنمية الشرق الأوسط – جامعة كاليفورنيا – لوس انجلوس رئيس الجلسة الختاميّة إن المُشاركين في مُنتدى الدوحة قضوا 27 ساعة من المناقشات حول عديد القضايا والتحدّيات التي تواجه منطقة الشرق الاوسط لافتاً إلى قناعتهم بأن الولايات المتحدة بدأت تنسحب من المنطقة في نفس الوقت الذي تزداد فيه شكوك سكان المنطقة حول التدخل الغربي بها.
وأشار سبيغل إلى اتفاق المُشاركين على ان الصراعات التي تشهدها المنطقة في العراق واليمن وسوريا ليست طائفيّة أو مذهبيّة ولكنها صراعات لتحقيق طموحات جيوسياسيّة وأكدوا أن الدول ذات التعدّدية الطائفيّة لم تكن تشهد أي صراعات من هذا النوع حتى جاء المحتلّ أو الحكومات الفاسدة وصعدت طائفة على حساب أخرى فظهرت المذهبيّة والطائفيّة والدليل على ذلك بمجرّد تعرّض العراق للغزو الأمريكي تحوّل الى صراع طائفي وحين أحسّ الأسد بالخطر في سوريا حول الصراع إلى طائفي.


ولفت إلى تناول المُشاركين في مُنتدى الدوحة ثورة الغاز الصخري وبدائل الطاقة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأنها قللت من اعتماد الغرب على الشرق الأوسط وأن التحوّل التجاري باتجاه الشرق ربما يصرف الاهتمام أكثر عن الشرق الأوسط.
وتابع: على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعم دعوات الإصلاح في المنطقة لأن أمن الشرق الأوسط يؤثر على أمن الغرب كما حث المُشاركون الغرب على اتباع استراتيجيّة أكثر وضوحاً ودعماً لحقوق الإنسان والإصلاحات السياسيّة ودعم هذه الإصلاحات بالموارد اللازمة.
وأضاف، هناك كثير من المؤشرات على افتقار أمريكا لسياسة واضحة في المنطقة كما رأى المُشاركون أن المحاولات الأمريكيّة لإبرام اتفاق مع إيران لا تستجيب لبواعث القلق بالمنطقة ولا تتعامل مع تدخلات إيران في اليمن وسوريا. مؤكداً أن مشكلات المنطقة لن يتمّ حلها إلا عبر دول الإقليم ومن خلال الحوار والتفاهم المتبادل وليس الحروب.


من جانبه أشار البروفيسور جين بلوك رئيس جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس في كلمته إلى تركيز المُنتدى على قضايا مهمّة تسعى إلى استشراف المُستقبل الاقتصادي للمنطقة مؤكداً أن المُنتدى وفّر منبراً لالتقاء جميع المُهتمّين بمُستقبل المنطقة وأصبح يحظى بسمعة دوليّة كبيرة.
وأضاف، أن الموضوعات التي تمّ تناولها، ناقشت قضايا تاريخيّة استمرّت في المنطقة لعقود ولكنها تصدّت لقضايا وتحدّيات ما بعد الربيع العربي والتي تصدّرت واجهة الأحداث بما فيها البطالة والفجوة بين الجنسين والرعاية الصحّية ودور الديمقراطيّة والشباب.


وأشار بلوك إلى أنه خلال فترة التغيير كان هناك ثابت واحد حيث قدّم مركز تنمية الشرق الأوسط منبراً وآلية حوار بين كافة القطاعات الأكاديميّة والحكوميّة والاقتصاديّة والدبلوماسيّة وفي العام الماضي قدّم المركز جائزة الدوحة للابتكار الاقتصادي خلال المُنتدى وفاز بها خمس شباب من روّاد الأعمال لمشروعاتهم في تحفيز الاستثمار في المشروعات الصغيرة والمتوسّطة وهذا العام أكثر من 500 مُشارك يُمثلون أكثر من 100 دولة قضوا على مدار 3 أيام في مُناقشة قضايا وتحدّيات اقتصاديّة ملحّة تواجهها المنطقة كما ناقشت قضايا أمنيّة وسياسيّة ينبغي التصدّي لها ومُناقشتها على هذا المُستوى.