مسؤولون أمميّون يُشيدون بدعم قطر للبرامج الإنمائيّة في المنطقة

 

19 / 02 / 2014

الدوحة - قنا  

 

أشاد مسؤولون أمميّون بالدعم الكبير الذي تقدّمه دولة قطر للأمم المُتحدة وبرامجها الإنمائيّة، مُنوّهين بجُهودها في تعزيز التنمية بالمنطقة والعالم، وذلك خلال الجلسة الافتتاحيّة للمعرض العربي الإقليمي الأول للتنمية القائمة على التعاون بين دول الجنوب، الذي بدأ أعماله بالدوحة أمس بحضور أكثر من 400 مُشارك من وزراء ومسؤولين حكوميين كبار ينتمون إلى 45 دولة ورؤساء ومُمثلين للمُنظمات الإقليميّة والدوليّة المعنيّة بالتنمية. وعبّر المُتحدّثون عن شكرهم وتقديرهم لاستضافة قطر لأعمال المعرض.. لافتين إلى أن هذه الاستضافة تأتي استمراراً لدورها الإيجابي في تعزيز التعاون الدولي

 

وقال السيّد مراد وهبة نائب مُدير المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المُتحدة الإنمائي في الدول العربيّة، إن دولة قطر منذ مدّة طويلة وحتى الآن دولة داعمة وبشكل كبير للأمم المُتحدة وللبرامج الإنمائيّة الخاصة بالمُنظمة الدوليّة.
وأضاف "نحن ممتنون جداً للدعم الذي تقدّمه دولة قطر ونوجّه تقديرنا لها باعتبارها لاعباً وعاملاً أساسيّاً في تطوير وتعزيز النمو في المنطقة".

 

 

ولفت السيّد وهبة إلى أن دولة قطر كجزء من المنطقة العربيّة تجسّد من زوايا عديدة أهداف وفرص التعاون فيما بين بلدان الجنوب.. وقال "في قطر يجد مُجتمع التنمية الدولي شركاء من الجهات الحكوميّة وغير الحكوميّة لديهم قدر استثنائي من الالتزام والريادة في مجال التعاون الإنمائي، ليس عبر المنطقة العربيّة فقط بل يتعدّى حدود المنطقة على نطاق واسع".
وتابع "هنا نشهد تجسيداً لرؤية ثاقبة تذكرنا بأن دول المنطقة العربيّة ودول العالم بأسره يُمكنها - بل ويجب عليها - أن تسعى نحو التقدّم البشري باعتباره قضيّة مصير مُشترك".

 

وأكد المسؤول الأممي أن دولة قطر استطاعت رفع مُستوى دعمها للتعاون الإنمائي لاسيَّما في سياق التعاون مُتعدّد الأطراف والإقليمي، وتابع:"ونحن على يقين من استمرار هذا النهج في السنوات المُقبلة تحقيقاً لمصلحة جميع الأطراف".

 

بدوره، نوّه سعادة السفير زولت أتسي نائب رئيس لجنة الجمعيّة العامة للأمم المُتحدة الرفيعة المُستوى المعنيّة بالتعاون بين بلدان الجنوب باستضافة قطر للمعرض ودعمها المُستمرّ للمُبادرات التي من شأنها تعزيز التعاون في المنطقة والعالم.. مُشيداً في هذا السياق بجهود مكاتب الأمم المُتحدة المعنيّة بالتنمية والتعاون بين دول الجنوب.

 

وقال السيّد أتسي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحيّة، إن "التعاون فيما بين بلدان الجنوب أضحى نهجاً أساسياً لبناء شراكة دوليّة قويّة من أجل التنمية من القاعدة إلى القمّة".

 

 وأضاف "علينا أن نبني على أساس هذا التعاون وعلى خصائصه الفريدة، ولكن يبقى أمامنا سؤال بخصوص كيفيّة تحقيق أفضل النتائج على المُستويين الدولي والإقليمي".
وأشار المسؤول الأممي إلى أن مُبادرة المعرض العربي الإقليمي الأول طرحت في نيروبي قبل أربعة أشهر لتتواصل الاجتماعات واللقاءات بعد ذلك، حتى أصبح حقيقة واقعة نعيشه في الدوحة اليوم.

 

وأكد أن المعرض يكتسب أهمّية كبيرة خاصة أن بلدان الجنوب شهدت نموّاً غير مسبوق وزيادة في المداخيل خلال العقود القليلة الماضية، مما أدّى إلى انتشال الملايين من براثن الفقر.
كما قال سعادة السفير ساشا سيرجيو لورينتي سوليز رئيس مجموعة 77: إن المعرض العربي الإقليمي الأول للتنمية القائمة على التعاون فيما بين بلدان الجنوب والذي يُعقد بالدوحة اليوم، يُركز على التعاون فيما بين بلدان الجنوب وعلى قضايا الشباب والنساء والطاقة المُتجدّدة والأمن الغذائي والمائي.
وتوجّه بالشكر إلى دولة قطر والمجهودات التي تبذلها من أجل استضافة هذا المعرض وذلك بالشراكة مع الأمم المُتحدة، آملاً أن يسهم المعرض في تحقيق نتائج إيجابيّة تعود بالنفع ليس فقط على بلدان الجنوب وإنمّا على جميع الدول وأصحاب المصلحة.

 

وأكد أن مجموعة 77 تدعم وبكل قوّة وبشكل تام أهداف هذا المعرض لكي تقوم بتكرار قصص النجاح ولكي تقوم بعمليّة التسويق لمُخرجاته، مُشدّداً على أن المعرض سيتمكن من توفير التعاون بين المُنظمات المُختلفة ودول الإقليم لكي تستفيد من الحُلول التي توفرها دول المنطقة ومجموعة 77.

 

وبيّن رئيس مجموعة 77 أن المجموعة تشجّع على أهمّية مُعالجة قضايا النساء وقضايا توفير فُرص عمل الشباب، وتؤمن بأن للنساء دوراً كبيراً في تحقيق النجاح للمُجتمعات، وتدعم الحُلول المُتعلقة بالطاقة بما في ذلك كفاءة استهلاك الطاقة وموارد الطاقة المُتجدّدة وكذلك استعمال مُبادرات التعاون فيما بين بلدان الجنوب لتحقيق أهداف الألفيّة، وكذلك التنمية المُستدامة.

 

وأعرب عن تفهّم مجموعة 77 أن قضايا إمكانيّة الحفاظ على الطاقة مُقترنة بإمكانات الوصول إلى التكنولوجيا وتوفير تكنولوجيّات نظيفة تساهم في تعزيز فرص التعاون فيما بين بلدان الجنوب، مُشيراً إلى أن المجموعة تولي أهمّية كبيرة لمُبادرات التعاون بين بلدان الجنوب، وتؤمن بأنه ينبغي أن تحصل تلك الدول من خلال الشراكات بين القطاع العام والخاص والمُنظمات الدوليّة، على ما يُمكنها من المُساهمة في الاقتصاد العالمي إلى جانب الحصول على حُصّة مُنصفة في منظومة العولمة.

 

من جانبه، أوضح السيّد موكهيسا كيتوبي الأمين العام لمُؤتمر الأمم المُتحدة للتجارة والتنمية الأونكتاد، أن المعرض العربي الإقليمي الأول للتنمية القائمة على التعاون فيما بين بلدان الجنوب أصبح مركز جاذبيّة للاقتصاد العالمي، لا سيَّما أن الاهتمامات الحاليّة تتركز بشكل كبير على النفوذ السياسي للدول النامية والتي تقوم بوضع حلول مُبتكرة ووجهات نظر جديدة للتحدّيات المُشتركة.


وأوضح أن معرض العام الحالي يختلف عن أي معرض أو مُؤتمر سبقه، إذ يشمل المعرض مُشاركة 120 عضواً من الأمم المُتحدة بما يُمكن من وصول النقاشات الاقتصاديّة إلى مُستوى عالمي يسمح بمُناقشة الفرص العالميّة واغتنامها، منوّهاً إلى أن التعاون بين بلدان الجنوب عبارة عن تعاون تكميلي وليس بديلاً للتعاون، وأن وجود الأمم المُتحدة يضمن الحفاظ على حقوق الدول وعدم التخلي عنها.

.