أخبار

الإرهاب والإصلاح السياسي تحدّيات تواجه العالم الإسلامي

الدوحة - الراية:
الخميس 17/8/1436 هـ - 4/6/2015 م

 

أكد سعادة السفير محمد الرميحي مُساعد وزير الخارجيّة للشؤون الخارجيّة أن العالم الإسلامي والعالم بصورة شموليّة يُواجه تحديّات يتصدّرها المنظمات الإرهابيّة والتطرّف الديني والنزاع الإقليمي والمذهبي والسلام في الشرق الأوسط إضافة إلى التنمية المُستدامة والعدالة وسيادة القانون، مُشدداً على أن أهمّ التحدّيات هو الإصلاح السياسي.


وأعرب في كلمته بختام أعمال مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي بالدوحة أمس عن خالص شكره للمُشاركين في مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي في دورته الثانية عشرة، مُعرباً عن أمله أن يكون المُنتدى أثمر عن رفع مُستوى التفاهم والتسامح وقبول الآخر بين الدول الإسلاميّة والولايات المتحدة الأمريكيّة وكذلك تحقيق الأهداف التي تمّ من أجلها إطلاق هذا المُؤتمر منذ 12 عاماً عام 2003م.


الأمن والاستقرار
وأشار الرميحي إلى ما عبّر عنه معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليّة عن مجموعة من الأفكار والهواجس التي تهمّ المنطقة وما يواجهه العالم الإسلامي والمسلمون من تحدّيات سياسيّة واقتصاديّة وتنمويّة وإنسانيّة وأمنيّة، ومدى الحاجة إلى إيجاد حلول عادلة ممكنة لتحافظ على الأمن والاستقرار والرخاء في العالم الإسلامي والعالم بصورة شموليّة.


وتابع: إن ترسيخ فهم مشترك وعلاقات متميّزة أصبح ضرورة لمواصلة العمل لتعميق أواصر هذه العلاقات على أسس من الحوار والتفاهم. وأهمّية تحقيق الشراكة الفاعلة في القضايا التي يضطلع فيها الدور الأمريكي بتحقيق الأمن والسلم الدوليين في ظلّ الظروف التي يشهدها إقليم الشرق الأوسط والتي زادت في حدّة الانقسامات. وأن يكون الحوار صورة سامية للتعاون البنّاء لمواجهة القضايا الملحّة. كما أن الرغبة في تحقيق السلام تمثل شعوراً متطلعاً لدى جميع شعوب العالم الإسلامي.


وأضاف إن مأساة الشعب السوري تزداد تفاقماً بسبب إخفاق المجتمع الدولي وعدم الوقوف بحزم تجاه ما يجري فى سوريا وتقديم الحماية الدوليّة للشعب السوري وإن مناطق التوتر والصراعات ساهمت في إيجاد وخلق المنظمات الإرهابيّة وهي من التحدّيات التي تواجه العالم الإسلامي.


مجموعة تحدّيات
وقال سعادة مُساعد وزير الخارجيّة للشؤون الخارجيّة إننا نواجه مجموعة من التحدّيات التي تمّ طرحها على جدول أعمال المُنتدى منها الإرهاب والتطرّف الديني والنزاع الإقليمي والمذهبي والسلام في الشرق الأوسط والتنمية المُستدامة والعدالة وسيادة القانون وأهمّها الإصلاح السياسي.
وطرح الرميحي مجموعة من التساؤلات منها هل تعزّزت القدرة على احتواء الأزمات ومواجهة التحدّيات لدى الدول الإسلاميّة وفي الغرب؟ هل ستأتي التدخّلات الأجنبيّة في منطقتنا وفي العالم الإسلامي بنتائج إيجابيّة؟ هل نجح الربيع العربي في إنتاج حكومات ناجحة؟ هل ينجح الدور الأمريكي في الحفاظ على التوازن والاستقرار في العالم الإسلامي؟ لافتاً إلى أن هذه مجموعة من التساؤلات التي ما زالت تطرح نفسها علينا وعلى هذا المُنتدى.
وقال: لاحظنا أيضاً أن هناك مجالات كثيرة يجب أن تطرق ويتمّ البحث فيها مثل التعليم والثقافة والرياضة وكيف ينظر كل منا إلى ثقافة الآخر وتعليم وحقوق الآخر في المجالات المختلفة.

 

الحضور الأمريكي
وأضاف: لقد شارك في هذا المُنتدى العديد من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء والوزراء وكبار المفكرين والمسؤولين من العالم الإسلامي وكذلك أعضاء من مجلس الشيوخ ونواب ووزراء من صنّاع القرار في الولايات المتحدة الأمريكيّة وما زلنا نتطلع وكنا نتوقع حضوراً أمريكياً معبّراً عن مدى اهتمام صانع القرار الأمريكي بالعمل الإسلامي وبهذا المُنتدى بجلساته المهمّة، مؤكداً أن هذا المُنتدى أصبح فرصة هامة لتبادل الأفكار والتوجّهات.
وأعرب الرميحي في ختام كلمته عن خالص شكره للقائمين على المُنتدى بمعهد بروكينجز - واشنطن ومركز بروكينجز الدوحة ووزراة الخارجيّة القطريّة وخاصة اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات سعادة السفير عبد الله فخرو وأعضاء اللجنة ورئيس اللجنة سعادة مُساعد وزير الخارجيّة السيّد راشد الخليفة. كما أعرب عن شكره لكل من ساهم بورقة عمل أو رأي أو مداخلة أو بالحضور خلال جلسات المُنتدى ونؤكد لكم أن دولة قطر ستظلّ حريصة على مواصلة استضافة هذا المُنتدى الرائع.

 

  • جون إلين المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي:
  • التحالف يحتاج ترابطاً إستراتيجياً لمواجهة داعش

 

كتب - إبراهيم بدوي:
أكد اللواء جون إلين المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام "داعش" أن التحالف يحتاج إلى ترابط إستراتيجي لمعرفة مدى خطر المنظمات والجماعات التي ترتبط بداعش من بلدان مختلفة ومتباعدة لمعرفة مدى ترابطها ومواجهتها وهل هناك تبادل للأموال بينها والرسائل العقائديّة التي يحملونها، مُشدّداً على أن إلحاق الهزيمة بداعش في العراق والشام كفيل بالقضاء على المنظمات التابعة له في البلدان المختلفة.


إطار إستراتيجي
وأوضح اللواء الين في كلمته الرئيسيّة بختام الدورة الثانية عشرة لمُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي التي عقدت بالدوحة أمس أن عدد المجموعات التي تنضوي تحت داعش نواجهه وندرسه في التحالف. وأضاف: عندما أعلنت الخلافة قبل سنة، شاهدنا تنظيمات تحاول الارتباط بداعش، لكن ليس أي مجموعة ترفع الراية السوداء تمثل نفس الدرجة من الخطر. ونحتاج إطاراً إستراتيجيّاً لمعرفة مدى اتصالات هذه المجموعة بداعش في العراق وسوريا، ولا بدّ من طرح أسئلة حول سيطرة داعش على هذه المجموعات، وكيف تنسّق دعاياتهم، وهل تتبادل معهم الموارد الماليّة، وهل يُمكن أن تهدّد التحالف؟


خطر عالمي
وشدّد اللواء إلين على أن يكون الهدف محاربة داعش في العراق وسوريا؛ ما يوجّه ضربات للمنظمات التابعة لها في دول أخرى. لافتاً هنا إلى أنه تمّ وضع آليّات لتشكيل شبكات قويّة لأن خطر داعش عالمي.
وأوضح أن خطة التحالف لمكافحة داعش في العراق تمرّ عبر مراحل: مرحلة الإخلاء لإزالة داعش من مناطق سكانيّة، ثمّ مرحلة الاستقرار وتأمين المناطق المحرّرة من الصراعات الطائفيّة، أما المرحلة الثالثة فهي إنشاء وتأسيس جانب متعلق بالحوكمة، من خلال جهود الاستقرار وتنفيذ صناديق خاصة بالاستمرار لبدء المشاريع.


خطوات استباقيّة
وقال إن التحالف خطا العديد من الخطوات الاستباقيّة في حربه ضدّ داعش منها منع الدعم العسكري واللوجستي عنه، والتعاون مع الشركاء ودول المنطقة في تبادل المعلومات لمنع الدعم المالي الخارجي والمحلي عنهم، ما اضطر زعماءه إلى اللجوء إلى السطو على السكان وبيع الآثار واتباع نشاطات إجراميّة كزراعة المخدّرات والاتجار فيها وممارسة عمليّات التهريب وغيرها من النشاطات الآثمة.


أفكار داعش
وتابع: واجه التحالف أفكار داعش في العالم كله من خلال الشركاء عن طريق إنشاء مراكز ثقافيّة وفكريّة في الإمارات العربيّة المتحدة والسعوديّة وغيرهما خاصة أن السجن والاعتقال ليس الحلّ الوحيد بل يجب إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع ومعالجة أفكارهم ضارباً المثل بأندونيسيا والسعوديّة اللتين استطاعتا دمج المقاتلين في المجتمع عن طريق الفهم الصحيح والاحترام المتبادل بين طوائف المجتمع واستيعاب الآخر والتناغم معه ودون السجن والعقوبات المشدّدة.
وتناول إلين دور التحالف في إيقاف تدفّق المقاتلين الأجانب عن طريق تشديد إجراءات التنقّل في الدول المحيطة والتضييق على المقاتلين، مشيراً إلى أن حدود تركيا مع سوريا هي آخر خط للوصول إلى داعش الذي يتمّ العمل على تأمينه خاصة أن الحدود بين البلدين تمتدّ لأكثر من 900 كيلومتر.


جهود متواصلة
وبيّن اللواء أن مكافحة داعش ستحتاج جهوداً متواصلة وأن نقيّم ما نحققه من إنجازات على الأرض والانتكاسات التي تعرّضت لها قوّات التحالف مثل سقوط الرمادي الشهر الماضي، واصفاً إيّاها بـ"الخسارة التي ينبغي أن نفهمها"، ودعا إلى ضرورة التعلم ممّا حدث على المدى البعيد، حيث تبيّن أن الإجراءات التي اتخذناها لم تكن كافية أمام حجم الخطر، لأن داعش مشكلة إقليميّة وليست عراقيّة وسوريّة فقط.


داعش سوريا
وبشأن خطر تنظيم الدولة الإسلاميّة على سوريا، نوّه إلى أن رؤية الإدارة الأمريكيّة وقوّات التحالف والشركاء واضحة بشأن المشكلة السوريّة، بالتركيز على داعش وفي الوقت نفسه ندعم السوريين لتقرير مستقبلهم مع عدم استمرار بشار الأسد في السلطة لأنه السبب الرئيسي لما آلت إليه الأوضاع في المنطقة وما حدث من مجازر وحشيّة في البلاد، مشيراً إلى أن الحلّ العسكري لا يمكن أن يكون حاسماً في هذا الوضع لكن دوره كبير في المفاوضات لإجباره على الحلّ السياسي.

 

  • تحدّيات متداخلة بين أمريكا والعالم الإسلامي
  • تحذير من استغلال المتطرّفين لإخفاقات التعدّدية السياسيّة

 

وخلال الجلسة النهائيّة للمُنتدى أكدت تمارا كوفمان ويتز المدير وزميل أول مركز سياسة الشرق الأوسط ومؤسّسة بروكينجز في كلمة حول حصاد المُنتدى أن ثمّة تحدّيات متداخلة بين أمريكا والعالم الإسلامي وأن الفكرة الأهمّ التي توصّلت إليها من خلال المناقشات تتلخص في "التفكير بشكل عالمي، والعمل في الداخل المحلي".
وأوضحت: إذا حاولنا أن ننظر إلى التحدّيات الموجودة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي نجد أننا متداخلون مع بعضنا البعض وهذه حقيقة يجب أن نقرّ بها، ولفتت إلى فشل عدد من دول المنطقة في ملفات مثل التعدّدية السياسيّة، والتنمية البشريّة وهذه الإخفاقات يُمكن استغلالها من قبل المتطرّفين.
وأكدت أن بعض السياسات التي اتبعت في الماضي خلقت أوضاعاً مثل الثورة الإيرانيّة، والحرب الأهليّة اللبنانيّة، والغزو العراقي وهذه السياسات غير المرغوب فيها أدّت إلى توترات طائفيّة في المنطقة وستؤدّي إلى عدّة مضاعفات لاحقة علينا أن نستعدّ لها.

 

  • في جلسة "المرأة في شرق أوسط مضطرب".. مُشاركون:
  • المرأة أولى ضحايا الصراعات والحروب في المنطقة

 

أكدت المتحدّثات في جلسة تطوير دور المرأة في شرق أوسط مضطرب في اليوم الختامي لجلسات مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي المنعقد بالدوحة على أن المرأة هي الضحيّة الأولى للصراعات والحروب التي تشهدها المنطقة، مشدّدين على أهمّية تعليم ودعم المرأة لتحقيق الأمان الاقتصادي والاجتماعي لدول الإقليم.


وقالت دكتورة سكينة يعقوبي من المعهد الأفغاني للتعلم إن التعليم في أفغانستان انعدم تماماً بعد غزوها من قبل روسيا ولمدّة 35 عاماً من الاحتلال، مشيرة إلى أن المرأة لم يكن لديها أي فرصة للتعليم طوال فترة الـ35 عاماً وأن مسألة تعلم المرأة من المسائل المهمّة جداً للقضاء على الفقر، فالتعليم يرتقي بوضع المرأة ويحدّ من الفقر خاصة أن النساء يزدن على نصف عدد السكان، ولفتت إلى أن تعليم المرأة يقود أيضاً إلى تعزيز وضعها في المشاركة السياسيّة.
من جانبها تحدّثت السيّدة عائشة حاج علمي الناشطة السياسيّة وعضوة البرلمان الصومالي عن تجربتها في تأسيس "العشيرة السادسة" التي فرضت نفسها على الساحة الصوماليّة وشاركت في مؤتمر العشائر الذي وضع حداً للحرب الأهليّة في البلاد.
وأوضحت أن هذه المبادرة نشأت في قلب الحرب الأهليّة وواجهت العديد من التحدّيات حتى تقوم بدورها في تثقيف المرأة الصوماليّة في ظلّ غياب التعليم وانتشار الخرافات والفقر والجوع.


المرأة السوريّة
بدورها أكدت منى جندي - ناشطة في مجال رعاية اللاجئين السوريين - أن المرأة في سوريا كان لها مساحة كبيرة من المشاركة إلا أنه مع ظهور الجماعات المتطرّفة مثل تنظيم الدولة أصبحن يقمن بعملهن من خلف الكواليس بعيداً عن عيون النظام والجماعات المتطرّفة.