أخبار

ختام أعمال منتدى أمريكا والعالم الإسلامي

الدوحة في 3 يونيو 2015م – قنا

 

 

 

اختتمت اليوم بالدوحة أعمال الدورة الثانية عشرة لمُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي والذي استمرّ ثلاثة أيام وناقش خلاله المجتمعون العديد من القضايا الهامة والاستراتيجيّة التي تهمّ المنطقة .
وخلال كلمته في ختام أعمال المُنتدى أعرب سعادة السفير محمد بن عبد الله الرميحي مُساعد وزير الخارجيّة للشؤون الخارجيّة عن خالص شكره للمُشاركين في المُنتدى وعن أمله أن يثمر رفع مستوى التفاهم والتسامح وقبول الآخر بين الدول الإسلاميّة والولايات المتحدة الأمريكيّة وكذلك تحقيق الأهداف التي نظم من أجلها هذا المُؤتمر منذ 12 عاماً.
وأضاف الرميحي: لقد عبّر معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخليّة عن مجموعة من الأفكار حول الهواجس التي تهمّ المنطقة وما يواجهه العالم الإسلامي والمسلمون من تحدّيات سياسيّة واقتصاديّة وتنمويّة وإنسانيّة وأمنيّة ومدى الحاجة إلى إيجاد حلول عادلة ممكنة لتحافظ على الأمن والاستقرار والرخاء في العالم الإسلامي والعالم بصورة شموليّة .
وأوضح أن من هذه الأفكار: ترسيخ فهم مشترك وعلاقات متميّزة أصبح ضرورة لمواصلة العمل لتعميق أواصر هذه العلاقات على أسس من الحوار والتفاهم وتحقيق الشراكة الفاعلة في القضايا التي يضطلع فيها الدور الأمريكي بتحقيق الأمن والسلم الدوليين في ظلّ الظروف التي يشهدها إقليم الشرق الأوسط والتي زادت من حدّة الانقسامات، وأن يكون الحوار صورة سامية للتعاون البنّاء لمواجهة القضايا المُلحّة وأن الرغبة في تحقيق السلام تمثل شعوراً تتطلع إليه جميع شعوب العالم الإسلامي .
 كما لفت إلى أن مأساة الشعب السوري تزداد تفاقماً بسبب إخفاق المجتمع الدولي وعدم الوقوف بحزم تجاه ما يجري في سوريا وتقديم الحماية الدوليّة للشعب السوري بالإضافة إلى أن مناطق التوتر والصراعات ساهمت في إيجاد وخلق المنظمات الإرهابيّة وهي من التحديات التي تواجه العالم الإسلامي .
وأوضح مُساعد وزير الخارجيّة للشؤون الخارجيّة أن المنطقة تواجه مجموعة من التحدّيات - التي تمّ طرحها على جدول أعمال المُنتدى- منها الإرهاب والتطرّف الديني والنزاع الإقليمي والمذهبي والسلام في الشرق الأوسط والتنمية المُستدامة والعدالة وسيادة القانون وكذلك الإصلاح السياسي الذي يعدّ أهمّ هذه التحدّيات .
وطرح الرميحي مجموعة من التساؤلات التي تطرح نفسها على الساحة الإقليميّة والدوليّة منها: هل تعزّزت القدرة على احتواء الأزمات ومواجهة التحدّيات لدى الدول الإسلاميّة وفي الغرب؟ هل ستأتي التدخّلات الأجنبيّة في منطقتنا وفي العالم الإسلامي بنتائج إيجابيّة؟ هل نجح الربيع العربي في إنتاج حكومات ناجحة؟ هل ينجح الدور الأمريكي في الحفاظ على التوازن والاستقرار في العالم الإسلامي؟  
وأضاف: لاحظنا أيضاً أن هناك مجالات كثيرة يجب التطرّق إليها والبحث فيها مثل التعليم والثقافة والرياضة وكيف ينظر كل منا إلى ثقافة وأفكار وحقوق الآخر وغيرها من المجالات المختلفة .
وأوضح سعادة السفير محمد بن عبد الله الرميحي مُساعد وزير الخارجيّة للشؤون الخارجيّة أن مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي شارك فيه العديد من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء والوزراء وكبار المفكرين والمسؤولين من العالم الإسلامي وكذلك أعضاء من مجالس النواب والشيوخ ومن صنّاع القرار في الولايات المتحدة الأمريكيّة ولا نزال نتطلع إلى مشاركات أوسع.. وكنا نتوقع حضوراً أمريكيّاً معبّراً عن مدى اهتمام صانع القرار الأمريكي بالعمل الإسلامي وبهذا المُنتدى بجلساته المهمّة، مؤكداً أن هذا المُنتدى أصبح فرصة هامة لتبادل الأفكار والتوجّهات .
وعبّر الرميحي في ختام كلمته عن خالص شكره للقائمين على المُنتدى بمعهد بروكينجز  واشنطن ومركز بروكينجز الدوحة ووزارة الخارجيّة القطريّة وخاصة اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات وكل من ساهم بورقة عمل أو رأي أو مداخلة أو بالحضور خلال جلسات المُنتدى، مؤكداً أن دولة قطر ستظلّ حريصة على مواصلة استضافة هذا المُنتدى الرائع .
وكانت السيّدة تمارا كوفمان ويتز المدير وزميل أول مركز سياسة الشرق الأوسط ومؤسّسة بروكينجز قد أكدت في كلمتها في ختام المُؤتمر أن الفكرة الأهمّ التي توصّلت إليها من خلال مداولات هذا المُنتدى تتلخص في "فكّر بشكل عالمي، واعمل في مجال محلي " ، وهذا يعكس أن بعض الفاعلين في المنطقة يفعلون ذلك .
وأضافت إذا حاولنا أن ننظر إلى التحدّيات الموجودة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي نجد أننا متداخلون مع بعضنا البعض وهذه حقيقة يجب أن نقرّ بها، ولفتت إلى فشل عدد من دول المنطقة في ملفات مثل التعدّدية السياسيّة، والتنمية البشريّة وهذه الإخفاقات يمكن استغلالها من قبل المتطرّفين .
وأقرّت بأن بعض السياسات التي اتّبعت في الماضي خلقت أوضاعاً مثل الحرب الأهليّة اللبنانيّة، والغزو العراقي وهذه السياسات غير المرغوب فيها أدّت إلى توتّرات طائفيّة في المنطقة وستؤدّي إلى عدّة مضاعفات لاحقة علينا أن نستعدّ لها .
وأوضحت أن إزالة النزاع لن تتمّ من خلال قرارات سياسيّة خارجيّة، بل من القوى الداخليّة، بالإضافة إلى الفاعلين غير الدوليين، مشيرة إلى الممارسات الطائفيّة التي تقودها القيادة السياسيّة في بعض الدول لكن هذه الممارسات يتمّ توسيعها من خلال الشبكات الاجتماعيّة .
وأكدت أن مكافحة وجود تنظيم الدولة الإسلاميّة على شبكة الأنترنت يتطلب تضافر كل الجهود ليس من قبل الحكومة فقط بل من القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وكل الفعاليّات المجتمعيّة .
وقالت تمارا علينا العمل مع بعضنا من أجل وقف سفك الدماء إذا كنا نريد إنقاذ النظام الدولي من التفتّت، مشدّدة على أن الحوار لا يكمن فقط في إبداء وجهة النظر ولكن يتضمّن أيضاً الإصغاء، منوّهة بعدم وجود رأي عربي وأمريكي واحد، ولكن هناك تنوّعاً ثريّاً سمعناه خلال جلسات المُنتدى التي امتدّت على مدى ثلاثة أيام .