أخبار

ضمن فعاليّات اليوم الثاني لمُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي.. خبراء:
الحلول الداخليّة الأنجع لصراعات المنطقة

كتب - ابراهيم بدوي:
الأربعاء 3/6/2015م، جريدة الراية - الدوحة

 

http://www.raya.com/Views/Shared/news/shared/images/detailed2_bullet_arrow.jpg  التدخلات الأجنبيّة في شؤون المنطقة تأتي بنتائج عكسيّة
http://www.raya.com/Views/Shared/news/shared/images/detailed2_bullet_arrow.jpg  المبعوث الأممي لليبيا: أيّ قيادة ترفض مقترحاتنا عليها تقديم البديل
http://www.raya.com/Views/Shared/news/shared/images/detailed2_bullet_arrow.jpg  شرقيّة: عدم تلبية مطالب الثورة وراء توترات اليمن

 

 

أكد عدد من المسؤولين الدوليين والخبراء المشاركين بأعمال الدورة الثانية عشرة من مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي المنعقدة حالياً بالدوحة أن إنهاء الحروب والتوترات التي تشهدها دول المنطقة لا بدّ أن يأتي من داخل هذه الدول وليس من الخارج وعبر تلبية مطالب الشعوب التي أصبحت تعاني من المشاكل الاقتصاديّة والاجتماعيّة والنفسيّة ما جعلها تكره الحروب والقتال الذي لا تجني من ورائه إلا الخراب والدمار والمزيد من المعاناة.
جاء ذلك ضمن فعاليّات اليوم الثاني للمُنتدى الذي تنظمه مؤسّسة بروكينجز بالتعاون مع اللجنة الدائمة لتنظيم المُؤتمرات بوزارة الخارجيّة القطريّة، حيث ناقشت جلسته العامة الثالثة محور"إنهاء الحروب الأهليّة". أدار الجلسة السيّد سلمان شيخ مدير مركز بروكينجز- الدوحة، وتحدّث فيها السيّد بيرناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا، والدكتور ابراهيم شرقيّة من مؤسّسة بروكينجز - واشنطن، والسفير مختار لماني من الأمم المتحدة، والدكتور شبلي تلحامي من مؤسّسة بروكينجز - واشنطن.

 

جهات متصارعة

وأكد المتحدّثون أن كل الجهات المتصارعة سواء في ليبيا أو اليمن أو سوريا أو العراق على قدم المساواة من حيث القوّة والهيمنة فلا يوجد طرف أقوى من الآخر أو يسيطر على الوضع أكثر من غيره وشدّدوا على أن التدخلات الأجنبيّة في شؤون المنطقة غالباً ما تأتي بنتائج عكسيّة وتزيد من الاضطرابات والنزاعات العرقيّة والحروب الطائفيّة لأنها دائماً ما تأتي نتيجة فهم خطأ لطبيعة المنطقة أو عدم وجود استراتيجيّة واضحة للحلّ أو لتداخل المصالح وتشعبها.

 

اختلاف الرؤى
وفي هذا السياق قال بيرناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا إن المجتمع الدولي يحتاج إلى سياسة دوليّة أكثر وضوحاً في المنطقة تعتمد على فهم أعمق للعوامل الإقليميّة والمحليّة ضارباً المثل بمصر التي تختلف رؤيتها عن تركيا وعن دول الخليج وكذلك الدول الغربيّة وأمريكا بالنظر إلى القضيّة الليبيّة فكل دولة لها سياساتها وتعاملاتها وسيناريوهاتها الخاصة والمتغيّرة مع الوضع هناك.
وأكد ضرورة اعتماد سياسات اقتصاديّة واجتماعيّة وسياسيّة واضحة يسير عليها المجتمع الدولي في تعاملاته مع المنطقة كلها تعزّز من حكم القانون وتقضي على الفقر والبطالة والاستقطاب السياسي وتحدّ من شدّة النزاع على السلطة.

 

أسباب الصراع
ولفت ليون إلى أن بعض أسباب الصراع داخل ليبيا تعود إلى طبيعة البلد مثل النزاعات القبليّة والاختلاف بين المنطقتين الشرقيّة والغربيّة في التكتلات الديموغرافيّة والتقدّم الحضاري، مشيراً إلى أن القوى في ليبيا متوازنة فلا هيمنة أو قوّة لطرف على الآخر ولذلك إذا لم يتمّ التوصّل إلى تقاسم للسلطة فإن النزاعات ستستمرّ لمدّة لا يعلم مداها إلا الله.
وشدّد مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا على أن معظم المجموعات المتنازعة في ليبيا تؤيّد الحلّ السياسي وأدرك المجتمع هناك أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي ازداد تأزّماً وتفاقماً وأصبح الجميع يكره القتال ولا يدعمه كما أن وجود تنظيم داعش في ليبيا دفع الأطراف المختلفة إلى التضامن لمواجهته إضافة إلى أن المجتمع الليبي منسجم وغير متنوّع ما يسهّل أمور الاتفاق ويبشّر بالخير.

 

مسودّة اتفاق
ونوّه ليون إلى أن اجتماعاً للقيادات السياسيّة الليبيّة من المتوقع أن يلتئم في الجزائر غداً للتوقيع على مسودّة اتفاق حوار رغم رفض بعض القيادات الليبيّة للمسودّة ورفض أخرى لبنود فيها، ومجموعة أخرى لا تريد التوصّل إلى اتفاق من الأساس، موضحاً أن أي قيادة ترفض مقترحات المسودّة عليها تقديم البديل.

 

الصراع في اليمن
بدوره أكد الدكتور إبراهيم شرقيّة نائب مدير مركز بروكينجز الدوحة أن الحلّ في اليمن لا بدّ أن يأتي من الداخل ثم إشراك القوى الإقليميّة لاحقاً، لافتاً إلى أن القوّة الدافعة للصراع والتوترات التي يشهدها اليمن ليست الطائفيّة حيث اعتادت الطوائف المختلفة على التعايش مع بعضها وإنما السبب الرئيسي يكمن في استمرار عدم تلبية مطالب ثورة 2011م أو تطبيق نتائج الحوار الوطني إضافة إلى دور الثورة المضادة بقيادة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ضد الثورة التي أسقطته.

 

وأكد شرقيّة أن أجندة الحوثيين سبب رئيسي للتوترات في اليمن وما تشمله من إحياء الإمامة والطموحات في أراضي دولة جارة ورغبتهم في السيطرة على الأحزاب السياسيّة مشيراً إلى أن هناك شيئاً من الارتباك حول ما يريده الحوثيّون، وإنهم القوّة الرئيسيّة وراء التوتر الموجود حالياً في اليمن.

 

أبعاد إقليميّة
من جانبه، قال سعادة السفير مختار لماني، الممثل الخاص للأمم المتحدة في دمشق (2012م – 2014م)، إن كل هذه الأزمات في المنطقة بدأت محليّة، عدا العراق، ثم أخذت لاحقاً في العراق وسوريا واليمن وليبيا أبعاداً إقليميّة ودوليّة.
واعتبر أن العامل المشترك في هذه المناطق هو التفكك الاجتماعي وليس السياسي فقط، إضافة إلى قدر كبير من فقدان الثقة بين الأطراف المحليّة، وعدم محاورتهم لبعضهم، كما أنهم لا يفرّقون بين الحوار والمفاوضات، موضحاً أن هذا ما عايشه من تجربته في ليبيا والعراق، حيث كان الساسة الذين يقابلهم يتحدّثون عن حكومة ومعارضات مختلفة، وليس هناك حديث عن الدولة.
وقال لماني: من خلال تجربتي في البلدين فإن الأمور تعقدت واتخذت بعداً دينياً، مع دخول أجندات متضاربة، مستشهداً بالبُعد الطائفي الذي طغى على الأحداث في سوريا، والذي وصفه بـ"الفظيع"، وعلق بقوله:"لا أستبعد حصول إبادة جماعيّة كبيرة، لأن عناصرها متوافرة، مثلما حدث في رواندا والبوسنة". 
وتابع "هناك مخاوف بسبب النزاعات الطائفيّة بين السنة والعلويين، والمسيحيين، وكل طرف يخشى أن يتعرّض للإبادة على يد الآخر، كما هو شأن الطائفة العلويّة الأقليّة، ما دفع بالنظام السوري إلى حصر الطيّارين الذين يقصفون المعارضة في الطائفة العلويّة فقط، ولا يسمح للسنّة بذلك.

 

حرب بالوكالة
فيما أكد شبلي تلحامي من مؤسّسة بروكينجز- واشنطن أن هناك مشكلة في تعريف الحرب الأهليّة، فالثورات العربيّة كانت ضد الحكومات الفاشلة، لكن هناك حرباً بالوكالة ووصف الحرب الأهليّة هنا غير دقيق، وهذه نقطة الانطلاق في النقاش، محذّراً في الوقت نفسه من أن الحروب الأهليّة ستكون لها عواقب على كل حكومات المنطقة.
وأوضح أنه بالنظر إلى تطوّر الأمور، لا يمكن أن نفهم هذا التطور، دون فهم دور العامل الخارجي، فما حدث من فوضى في العراق مثلاً هو نتيجة للتدخل الأمريكي، وفي ليبيا فشل القذافي في منع التدخّل الدولي، وفي اليمن كذلك. بينما في الحالة السوريّة، كانت ثورة ضد نظام استبدادي، ثم أصبح الوضع حرباً بالوكالة، مستدلاً بالتدخل الروسي الذي يقاوم تمرير أي قرار في الأمم المتحدة.
وختم حديثه قائلاً إن الخطيئة الأصليّة كانت حرب العراق، ونحن نعيش تبعاتها، أما الشأن المصري، فاعتبر تلحامي أن مصر ليست أولويّة في أجندة الإدارة الأمريكيّة حالياً، وهي على بعد أشهر من مغادرة البيت الأبيض، إلا إن حصلت أحداث غير متوقعة.

 

  • في جلسة حول الدور الإيراني بالمنطقة
  • جوردون: الاتفاق الأمريكي الإيراني لن يوقف قدرات إيران النوويّة
  • المنطقة تشهد حالة لا استقرار تستدعي مواجهتها بحزم

 

 

كتب - هيثم القباني:
قال دكتور فيليب جوردون من مجلس العلاقات الخارجيّة الأمريكي إن الكثيرين يقولون إن الاتفاق النووي مع إيران سيكون له تبعات، ولو أدى الاتفاق إلى علاقات أفضل مع إيران فإن هذا أمر جيّد، وإذا كان العكس وهو أن إيران تقوم بدور غير جيّد في المنطقة فإن دورنا يجب أن يكون منع إيران من الحصول على السلاح النووي.


وأضاف فيليب في جلسة عن دور إيران في المنطقة ضمن الجلسات الرئيسيّة بمُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي أن البعض يقول إن الاتفاق لا يقيّد القدرات النوويّة الإيرانيّة، وأنا أتحدّى فكرة أن هذا الاتفاق لا يمكن أن يوقف قدرات إيران النوويّة، إذا كان البعض يشعر بالقلق من أن هذا الاتفاق سيقرّب بين إيران وأمريكا وسيحرّر الأصول الماليّة لإيران، فإن هذا القلق ليس حول فحوى الاتفاق، علينا تجاوز نقطة العقوبات التي فرضت على إيران وأن نركز على أمر السلاح النووي وهذه هي الإجابة التي نقدّمها للذين يتساءلون عن الاتفاق مع إيران.
ومن جهته قال دكتور ناصر هاديان من جامعة طهران إننا في إيران نأمل أن يكون الاتفاق أول خطوة باتجاه تحقيق علاقات أفضل في المستقبل إذ إن الأمر لا يتعلق فقط باتفاق يدير العلاقات القائمة أو صراع المصالح ولكنه أيضاً خطة للثقة بين البلدين، ونحن نرى أن هنالك فرصة لمعالجة بعض القضايا المهمّة التي تؤثر علينا بشكل عام والجميع يعلم أن إيران متطلعة في كثير من الصراعات في المنطقة.


وأضاف أن هنالك رؤيتين داخل إيران تجاه هذه القضيّة، أولى هذه الرؤى تقول: إن إيران يجب أن تكون دولة تلعب دور الاستقرار في المنطقة خلال الخمسة عشر عاماً القادمة فنحن محاطون بحالة من عدم الاستقرار يجب أن لا نتجاهلها وهي حالة تؤثر على أمننا المحلي وأمننا القومي، ونحن نواجه مشاكل في أفغانستان وهنالك مليونا لاجئ أفغاني في إيران، وهنالك أيضاً قلق في باكستان وهي مهمّة للغاية وتأثير باكستان على إيران أكبر بكثير من تأثير أي بلد آخر، وهنالك موضوع العراق وهو أيضاً مهمّ جداً وعدم الأمن في العراق يؤثر بشكل مباشر على إيران وذات الأمر ينطبق على سوريا ولبنان، لكن موضوع إيران في اليمن تمت المبالغة فيه إلى حدّ كبير فعلى الرغم من أن إيران يمكن أن تكون سعيدة بما يحدث في اليمن لكن في واقع الأمر انخراطها في اليمن ليس كبيراً، فهو لا يتعدّى إنفاق بعض ملايين من الدولارات في اليمن، وتأثيرنا في اليمن محدود جداً فهو بلد بعيد عنا جغرافياً.
وأوضح أن باكستان وأفغانستان والعراق هي الدول الأهمّ لإيران تليها سوريا ولبنان، وأكد أن ما يحدث في اليمن فشل للسياسات الأمريكيّة، نحن ليس لدينا موارد للتعامل مع اليمن وحالة اليمن تختلف عن حالة البلدان الأخرى.


وقال للتعامل مع موضوع داعش علينا أن نعرف ما هو داعش، داعش ليس حركة إرهابيّة وأنا أصفه بحركة مقاومة، فإذا كان حركة معزولة لم يكن بإمكانه أن يسيطر على الموصل بسهولة، ولكنه حركة مدعومة بقاعدة اجتماعيّة كبرى، هنالك معسكر داخل إيران قلق تجاه محاربة داعش إذ يرى أن ليس لدينا الموارد للتعامل مع داعش وهؤلاء يقولون إننا في مقدّمة حرب ليست حربنا، فالحرب على داعش ليست حربنا، وداعش يمكنه أن يصل بسهولة إلى أراضينا وأن يزرع القنابل في شيراز وأصفهان وطهران ومشهد، وهذا لم يحدث لأنهم لم يتخذوا قراراً وليس لأنهم عاجزون عن القيام بذلك، وبالتالي السؤال لماذا نجعل أنفسنا هدفاً لحملات يمكن أن تقوم بها داعش وندفع ثمن حرب ليست حربنا، وعليه يجب أن نقلص انخراطنا في هذه الحرب لصالح الدفاع عن مناطقنا، وبالتالي هنالك مجموعة ترى أن علينا أن ننسحب من الحرب وأن نتوصّل إلى اتفاق مع داعش، وهذه رؤية غير الرؤية الأولى التي تدعو لمواصلة الحرب وهي الرؤية الرسميّة للحكومة الإيرانيّة، لكن الرؤية الثانية تتسع وتنتشر بين النخبة الرسميّة وغير الرسميّة، بين العلمانيين وبين المتديّنين، وبالتالي إن التفاهم مع داعش ممكن لا سيّما أنهم يعلمون أن ليس لديهم قاعدة في إيران ولكن لديهم قاعدة شعبيّة في كثير من الدول الأخرى وهذه هي مشكلة تلك الدول وليست مشكلتنا.
وبدوره قال دكتور أنور عشقي من معهد الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجيّة إننا لسنا ضد إيران بل ضد سياسة النظام الإيراني لأن إيران تعمل لنشر الإمبراطوريّة الفارسيّة وعندما تعتمد التدخل في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن والبحر المتوسط فإننا نقول إن بإمكانها أن تحلم ولكن لا يمكنك أن تعمل ضد الآخرين، وأشار إلى أننا نحتاج أن تكون معنا إيران كصديق وأن لا تتسبّب في عدم الاستقرار في المنطقة.


وأوضح عشقي أننا لا نريد أن تدخل منطقة الشرق الأوسط في تنافس على صنع القنابل النوويّة، وقال عشقي إنه زار إيران في عام 1979م ووجد إيران بلدا متقدّماً وقويّاً وكنت سعيداً جداً ولكن الآن عندما يدعونني في وزارة الخارجيّة الإيرانيّة للنقاش معهم وجدت إيران تراجعت إلى الوراء بصورة كبيرة وانتشر الفقر بصورة كبيرة، و70% من السكان تحت خط الفقر وهذا بسبب تكريس الإيرانيين لأموالهم في التدخل في البلدان الأخرى.
من جانبه أوضح الدكتور علي فخرو، مفكر سياسي ووزير التعليم السابق في البحرين أن هناك أساسيّات يجب التعاطي معها والبناء عليها في التعامل مع إيران أهمّها الجغرافيا فإيران تمثل نصف مساحة الخليج العربي وشعبها أكثر ثلاث مرات من عدد سكان الخليجيين، وإيران بلد إسلامي وثقافتها إسلاميّة، وثالث أساسيّات التعامل هو التاريخ المشترك والطويل بين إيران والعرب إضافة إلى عناصر أخرى مؤقتة مثل قضيّة احتلالها للجزر الإماراتيّة الثلاث فيجب حلّ هذه المشكلة وتدخل إيران في الشأنين البحريني والعراقي يجب أن يتوقف في الحال، وثالث هذه العناصر المؤقتة تنصيب إيران لنفسها كحامٍ للشيعة في المنطقة رغم أنهم لا يحتاجون إلى إيران للدفاع عنهم وهذه أخطاء يجب أن تضعها إيران في الحسبان.