أخبار

في افتتاحه أعمال مُنتدى "أمريكا والعالم الإسلامي".. رئيس الوزراء:
المسؤوليّات المُشتركة بين العالم الإسلامي وأمريكا عزّزت السلم والأمن الدوليين

الدوحة - إبراهيم بدوي - هيثم القباني وقنا:
الثلاثاء 2/6/2015م

 

http://www.raya.com/Views/Shared/news/shared/images/detailed2_bullet_arrow.jpgاستمرار الاحتلال الإسرائيلي ما زال قلب المشكلة في المنطقة
http://www.raya.com/Views/Shared/news/shared/images/detailed2_bullet_arrow.jpgمأساة الشعب السوري تزداد تفاقماً بسبب تقاعس المجتمع الدولي

 

أكد معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليّة أن المصالح المتبادلة والمسؤوليّات المشتركة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكيّة قد أثمرت عن ترسيخ فهم مشترك وعلاقات متميّزة تؤكد في مضامينها ضرورة مواصلة العمل لتعميق أواصر هذه العلاقات على أسس من الحوار والتفاهم وتعزيز أطر التعاون في شتى المجالات وتحقيق الشراكة الفاعلة بين العالم الإسلامي وأمريكا خاصة في القضايا التي يضطلع فيها الدور الأمريكي بأهمية خاصة لا سيّما في تحقيق السلم والأمن الدوليين بما يخدم المصالح المشتركة للجانبين.
وأوضح معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليّة في افتتاح أعمال الدورة الثانية عشرة من مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي الذي تنظمه مُؤسّسة بروكينجز بالتعاون مع اللجنة الدائمة لتنظيم المُؤتمرات بوزارة الخارجيّة القطريّة بفندق شيراتون الدوحة صباح أمس أن هذا المُنتدى يكتسب أهمّية كبرى في الوقت الراهن في ظلّ الظروف التي يشهدها العالم والتي زادت فيها حدّة الانقسامات نتيجة لمظاهر التوتر والنزاعات وعدم الاستقرار في مناطق عديدة من العالم.
وقال معاليه: لقد كرّست الشرائع السماويّة الحوار بوصفه من أهمّ ركائز استمرار الحياة الإنسانيّة وتحقيق الخيرات لكل الشعوب وقد تضمّن القرآن الكريم العديد من الآيات التي تشير إلى ذلك مثل قوله تعالى:"يا أيّها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا...." صدق الله العظيم. وأضاف معاليه إنه من هذا المنطلق عملت دولة قطر ولا تزال على تبنّي الحوار بين الحضارات والثقافات وإيجاد آليّات لتعميق التفاهم وتحقيق السلم بين الشعوب عبر حوارات مستنيرة تناقش قضايا الشعوب المزمنة والمعاصرة وتحدّيات المستقبل للتوصّل إلى الحلول الناجعة التي تحقق تطلعات الشعوب في الأمن والاستقرار والتنمية المُستدامة وأن هذا المُنتدى هو خير دليل على ذلك.
وشدّد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليّة على أنه لا ينبغي أن يكون الحوار موجهاً فقط إلى نبذ الخلافات وتقريب وجهات النظر بل يتعيّن أن يكون الحوار صورة سامية للتعاون البنّاء لمواجهة القضايا الملحة التي تواجه الشعوب كأخطار التغيّر المناخي والإرهاب وتحقيق السلم والأمن الدوليين ونقص المياه والتصحّر والقضاء على الفقر والأمّية والجوع وتحقيق التنمية المُستدامة.
وقال معاليه إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربيّة ما زال هو قلب المشكلة لدى الشعوب العربيّة والإسلاميّة، مشيراً إلى أن الرغبة في تحقيق السلام تمثل شعوراً وتطلعاً لدى جميع شعوب العالم وأن الولايات المتحدة الأمريكيّة بمقدورها أن تسهم على نحو ملموس وكبير في تحقيق السلام الحقيقي العادل في منطقة الشرق الأوسط.
ونوّه معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني إلى أن الجميع يدرك أن تعثر عمليّة السلام في الشرق الأوسط يرجع إلى مواقف الحكومة الإسرائيليّة المتعنتة فبدلاً من أن تسير إسرائيل على طريق الحلّ الصحيح الذي يوفر لها الأمن ويقرّ بالحقوق الشرعيّة للشعب الفلسطيني وفي مقدّمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقيّة فإنها تتمادى في انتهاك القانون الدولي وقرارات الشرعيّة الدوليّة ومحاولتها فرض سياسة الأمر الواقع باستمرار احتلالها للأراضي العربيّة ومواصلتها لسياسة تهويد القدس الشريف وتكثيف مستوطناتها الاستعماريّة في الأراضي الفلسطينيّة وآخرها ما تمّ الإعلان عنه في أول قرار استيطاني للحكومة الإسرائيليّة الجديدة ببناء 90 وحدة استيطانيّة جنوبي القدس.
وأضاف معاليه إن قضيّة المستوطنات الإسرائيليّة من أخطر قضايا السلام الفلسطيني الإسرائيلي لأنها تشعر الجانب الفلسطيني أن ما يتبقى من فلسطين على التفاوض في تناقص مستمرّ وأنه لا توجد نيّة إسرائيليّة جدّية في تحقيق عمليّة السلام، لذا فإنه يتعيّن على المجتمع الدولي وفي الطليعة منه الولايات المتحدة الأمريكيّة ومجلس الأمن التخلي عن الانتقائيّة وازدواجية المعايير التي تخالف الشرعيّة الدوليّة والتصدّي لقرارات الاستيطان الصادرة من الحكومة الإسرائيليّة والعمل الجادّ بالضغط على إسرائيل للانصياع للإرادة الدوليّة لتحقيق السلام مع الفلسطينيين عبر إنهاء الاحتلال وفق قرارات الشرعيّة الدوليّة والمبادرة العربيّة وفقاً لمبدأ حلّ الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي من خلال صدور قرار مُلزم من مجلس الأمن تحت الفصل السابع ودون هذا القرار المُلزم سنظلّ أمام ضوضاء من كلمات القانون تبدّده سياسة الأمر الواقع.
وأوضح معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني أن مأساة الشعب السوري الباحث عن الحرية وحقوقه المشروعة تزداد تفاقماً بسبب تقاعس المجتمع الدولي وخاصة إخفاق مجلس الأمن وعدم الوقوف بحزم تجاه ما يجري في سوريا، وانطلاقاً من هذه الحقائق والأوضاع بات لزاماً على المجتمع الدولي التعامل مع هذه التداعيات المؤسفة للأوضاع في سوريا بشكل مختلف عبر اتخاذ موقف دولي حازم وتقديم الحماية الدوليّة للشعب السوري ومساعدته لتمكينه من الدفاع عن نفسه أمام الجرائم البشعة التي ترتكب في حقه وتضافر الجهود لإيجاد الحلّ السياسي الصحيح بأن يترك للشعب السوري تقرير مصيره الذي يكفل لسوريا سيادتها ووحدتها ويُعيد الاستقرار إلى ربوعها ويلبّي مطالب شعبها المشروعة، مؤكًداً أن ظاهرة الإرهاب باتت مصدر خطر على جميع الشعوب، وما زالت الأعمال الإرهابيّة تختبر إرادة المجتمع الدولي على محاربتها.
وجدّد معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليّة إدانة دولة قطر واستنكارها لحادثي التفجير الإجرامي اللذين وقعا خلال الأسبوعين الماضيين أحدهما في أحد مساجد القطيف والآخر الذي استهدف مسجد العنود بمدينة الدمام بالمملكة العربيّة السعوديّة الشقيقة، مؤكداً موقف دولة قطر وتأييدها للمملكة العربيّة السعوديّة الشقيقة في كل ما تتخذه من إجراءات وتدابير للحفاظ على أمنها واستقرارها.
وأكد معاليه أن مناطق التوتر والصراعات ساهمت في تواجد المنظمات الإرهابيّة، كما ساهم تقاعس المجتمع الدولي عن التصدّي لبؤر التوتر والصراعات في تهيئة البيئة الراعية لتنفيذ العمليّات الإرهابيّة، وفي هذا الإطار يُلقي الإرهاب بعواقبه الوخيمة على عاتق الدول والشعوب تحديّات سياسية وأمنيّة واقتصاديّة خطيرة، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي التعاون وتضافر الجهود واتخاذ جميع التدابير الكفيلة بمحاربة هذه الظاهرة بوصفها خطراً يهدّد الأمن الفردي والجماعي ويُهدر حقوق الإنسان.
وشدّد معاليه على أنه لا يوجد دين يدعو للإرهاب وأن الأديان كلها تدعو إلى القيم النبيلة والتسامح والتعاون والحوار البنّاء لصالح المجتمع البشري ومن غير المعقول تحميل الدول الإسلاميّة أوزار بعض الضالين من المُنتسبين إليها.

وفي ختام كلمته تطلع معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليّة أن تكون نقاشات المنتدى عاملاً مهماً ورافداً مساعداً في سبيل تقوية الروابط القائمة بين العالم الإسلامي وأمريكا لما فيه المصالح المشتركة والقضايا الأساسيّة.

 

  • جونز: تحدّيات كبيرة يواجهها الشرق الأوسط هذا العام

 

أعرب د. بروس جونز نائب الرئيس مدير برنامج السياسة الخارجيّة بمؤسّسة بروكينجز - واشنطن في كلمته بالجلسة الافتتاحيّة عن خالص شكره للحكومة القطريّة على إقامة هذا المُنتدى لافتاً إلى أهمّية مثل هذه اللقاءات لمعالجة العديد من المشكلات ذات الاهتمام المشترك بالنسبة للولايات المتحدة والعالم الإسلامي.
وأشار إلى أن هذا العام يشهد الكثير من التحدّيات في الشرق الأوسط مثل تنظيم الدولة الإسلاميّة داعش ومسألة البرنامج النووي الإيراني ونشوء التحالفات الإقليميّة والدوليّة منوّهاً بالتغيّرات التي تشهدها المنطقة في دولة مثل العراق.
وقال د. جونز إن هناك سوء فهم كبير لطبيعة الاقتصاد الأمريكي باعتباره الاقتصاد المهيمن وأنه لا بدّ من مواكبة التطوّرات المتلاحقة والعمل على تحقيق السلام والتنمية من خلال التعاون المشترك وأن مُنتدى هذا العام سيُناقش بعض هذه التحدّيات من خلال عدد من المحاور أبرزها استراتيجيّات الولايات المتحدة والشرق الأوسط بالمنطقة والدور الإيراني والحروب الأهليّة ودور المرأة في شرق أوسط غير مستقر معرباً عن أمله أن تساهم هذه المناقشات والتحليلات في حلحلة هذه المشكلات.

 

  • غني: يجب تغيير السياسات العسكريّة لمُواجهة الإرهاب

 

أكد سعادة رئيس جمهوريّة أفغانستان الإسلاميّة أشرف غني أن بيئة الإرهاب تستغلها قوى إقليميّة ودوليّة لتحقيق مآربها مستغلة عدم الاستقرار السياسي في أفغانستان.
وأشار إلى أن الجماعات الإرهابيّة تتلوّن وتتخذ مقرات وأماكن مختلفة تستطيع من خلالها تنفيذ مخططاتها، ما يعني ضرورة تغيير الدول لسياساتها العسكريّة لتتماشى مع تلك التحوّلات في سلوكيّات الجماعات الإرهابيّة.
وقال إن فشل الحكومات في الإصلاح السياسي والاقتصادي يهيئ البيئة أمام كثير من الشباب للجوء لتلك الجماعات، لتبسط التنظيمات الإرهابيّة يدها في كثير من المواقع وابتلعت منافسيها وأصبحت قوى مدمّرة.
ودعا الرئيس الأفغاني إلى توحيد الصفوف لمواجهة الإرهاب مستشهداً بالانتصار على القوّات الروسيّة بفضل تعاون كافة الدول مع الأفغان، مثمنا دور حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكيّة في إنهاء مهامهم القتاليّة العام الماضي.

 

  • مستشار السبسي: تونس تمر بثورة هادئة

 

أكد السيّد محسن مرزوق، وزير الشؤون السياسيّة، ومستشار رئيس الجمهوريّة التونسيّة، في كلمته بالجلسة الافتتاحيّة أن تونس تستعد لثورة ثانية هادئة، وطويلة المدى، شعارها الإصلاحات، ويقودها شباب الثورة التونسيّة، لافتاً إلى عودته إلى الدوحة مسؤولا في الحكومة التونسيّة بعد عمله لسنوات طويلة بها أثناء فترة حكم الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.
ونوّه مرزوق بالزيارة الأخيرة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى واشنطن، قائلاً إنها أدّت إلى رفع مستوى العلاقات التاريخيّة بين البلدين على كافة الأصعدة.
وتحدّث مرزوق عن المراحل التي مرّت بها التجربة التونسيّة نحو الديمقراطيّة بعد ثورة الياسمين، قائلاً إن تونس بتجربتها الديمقراطيّة تعتبر نفسها عضواً كامل الحقوق في نادي الديمقراطيّات العالميّة، ما يشكل كسراً لفكرة أن العرب والمسلمين لا يصلحون للديمقراطيّة، معترفاً في الوقت ذاته أن ذلك يتقاطع مع انتشار العنف في المنطقة، حيث تبدو الأخبار السيّئة من عالمنا مهيمنة على الإعلام.

 

وتابع، أصبحنا نسمع عن الاستثناء التونسي في هذا العالم، لكن نحن لسنا مرتاحين لأن نكون استثناء، ونفضّل الحديث عن تجربة تونسيّة ولا نريد تصديرها شرقاً ولا غرباً لافتاً إلى مشاركة تونس للدول العربيّة في القلق من انتشار العنف والإرهاب الذي يقوّض الديمقراطيّة والسلم في العالم.
وقال مرزوق إن التجربة السياسية التونسية تمثل التوازن بين الاستحقاقات السياسيّة والتوافقات والتفاهمات، ورغم تأرجح المصادمات الهويتيّة، لكن المنطق السياسي العام اتجه نحو البراغماتيّة.
ونوّه بأن الانتخابات في تونس أفرزت تفاهماً وتوافقاً أدّى لتقاسم السلطة، ومن راهن على عجز أي طرف لتحقيق الأغلبيّة المطلقة لم ينجح، موضّحاً أن الواقع السياسي التونسي يتلخص في أن هناك تياراً ذا أفق علماني، وآخر ذا أفق محافظ، والحل في تعايش الطرفين ضمن لعبة ديمقراطية.
وبيّن وزير الشؤون السياسيّة التونسي أن الرهان المستقبلي للنظام في تونس يتمثل في ضرورة تحقيق الانطلاقة الاقتصاديّة، وتلبية مطالب مجتمع عاش الحرّية ويطالب بحقوقه، معتبراً أن التحدّي السياسي مهما كان مهماً، إلا أن التحدّي الاقتصادي أشدّ خطورة.

 

  • مستشار الأمن القومي الامريكي.. د. كولن كال:
  • اهتمام خليجي بالإجراءات الإيرانيّة
  • التزامنا بأمن الخليج أمر محسوم

 

أكد د. كولن كال مستشار الأمن القومي لدى نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن التزام الولايات المتحدة الأمريكيّة بأمن الخليج ومواجهة أي تهديدات طارئة مشيراً إلى أن برنامج ايران النووي سيبقى تحت مراقبة المجتمع الدولي.
وقال كال فى كلمته بالجلسة الأولى بمُنتدى "أمريكا والعالم الاسلامي" المنعقد فى الدوحة أمس "التزامنا بتعزيز أمن شركائنا في الخليج أمر تمّ حسمه، إلى جانب التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى المنطقة ومواجهة التهديدات الطارئة".
وركّزت الجلسة الأولى على التحوّلات التاريخية في الحقائق الجيوسياسية التي تؤثر على دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعلى كيفيّة تغيّر العلاقات التي تربط أمريكا ببعض دول المنطقة.
تعاون خليجي - أمريكي
وافتتح كال الجلسة بالحديث عن إمكانية الوصول إلى اتفاقٍ شامل مع إيران بشأن الملف النووي، وتأثيرات اتفاق مماثل على الاستقرار الإقليمي.
واكد مستشار الامن القومي الأمريكي عمق التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة ودول الخليج، مشيراً إلى وجود 35 ألفاً من القوّات الأميركيّة في منطقة الخليج وتشمل حاملة الطائرات تيودور روزفلت والطراد يو إس إس نورماندي الذي يحمل الصواريخ الموجّهة والمدمّرة الدفاعيّة ايجيس للصواريخ الباليستيّة وعدداً من الأصول البحريّة الأخرى.
وأشار إلى أنه يوجد بالمنطقة عشر بطاريات باتريوت منتشرة في منطقة الخليج والأردن إضافة إلى أنظمة رادار AN-TPY - 2 المتطورة والقادرة على تعقب الصواريخ التي تطلق من أي مكان في المنطقة، وقال:"قدرة أي بلد في المنطقة للدفاع ضد تهديدات الصواريخ تتضاءل بالمقارنة مع قدرة دول مجلس التعاون الخليجي ككل وبصفة خاصة إذا كانت أنظمتها الدفاعيّة أكثر تكاملا للدفاع المشترك ضد أي تهديدات".
وقال كال انه في حالة تعرض دول الخليج لتهديد فان الولايات المتحدة ستدرس استخدام القوة العسكرية للدفاع عنها وهي ملتزمة بذلك..
وأشار إلى أن "هناك اهتماماً كبيراً في دول مجلس التعاون الخليجي حول الإجراءات التي تتخذها إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وهذه ستكون فرصة على حدّ سواء لمراجعة وضع المفاوضات، فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي، ولكن أيضاً لمراجعة جهودنا للتصدّي لتلك الأعمال، التي تزعزع الاستقرار في بلدان مختلفة في جميع أنحاء المنطقة". وأضاف أن "التزامنا بتعزيز أمن شركائنا في الخليج أمر تمّ الحسم فيه، إلى جانب التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى المنطقة ومواجهة التهديدات الطارئة".

 

نظم الإنذار المبكر
وأوضح مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي أن من بين القضايا العسكريّة التي نناقشها مع شركائنا في دول مجلس التعاون الخليج نظم الإنذار المبكر ودمج الدفاعات الجويّة والصاروخيّة اضافة الى سبل تحسين الأمن البحري، وتحسين حماية البنية التحتيّة ومواجهة الهجمات الإلكترونيّة عبر الإنترنت وتوسيع التعاون الاستخباراتي وتعزيز الإجراءات الرامية لمكافحة تدفق المقاتلين الأجانب ومواجهة التهديدات الإرهابيّة في المنطقة. وأضاف: "هذا بالإضافة إلى الاتفاق على مزيد من التدريبات العسكريّة المشتركة والمناورات والطرق التي يمكن من خلالها تبسيط حصول شركائنا على المعدات اللازمة لتنفيذ المهام".

 

تعزيز الشراكات
وقال كال أن واحداً من الموضوعات التي سيركز المسؤولون الأميركيّون على مناقشتها هي كيفيّة العمل على تعزيز الشراكات في أماكن مثل اليمن والعراق.
وتابع :"هناك أمران يجب الأخذ بهما في الاعتبار وهما التهديدات التي تواجه الدول الخليجيّة مثل الإرهاب والهجمات الإلكترونيّة والأمن البحري والتهديدات التي تتعرض لها البنية التحتية ومفتاح القضية هو معرفة السبل لدفع دول الخليج للعمل بشكل جماعي وبطريقة أكثر تكاملاً ورفع قدرة الاستفادة القصوى من الأنظمة المتطوّرة للدفاع الجوي وأنظمة الدفاع الصاروخيّة والقدرات البحريّة".

 

الأزمة السوريّة
وفي ما يتعلق بالأزمة السوريّة، قال كال إن الرئيس باراك أوباما وزعماء دول الخليج العربيّة سيبحثون الاستراتيجياّت الخاصة بسوريا. وأكد أن البيت الأبيض لا يمانع من تقييم خيار فرض منطقة حظر طيران للمساعدة في إنهاء الصراع السوري لكنه قال إن الإجراء لا ينظر إليه باعتباره وسيلة ناجعة للتعامل مع القتال في المناطق الحضريّة. وأضاف أن البيت الأبيض لم يتحقق بشكل مستقلّ من تقارير جديدة عن استخدام أسلحة كيمائيّة في سوريا. والولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي للتحقيق في تقارير عن استخدام غاز الكلور في قنابل لها تأثير اسلحة كيماوية في سوريا.

 

قضيّة فلسطين
وفى القضيّة الفلسطينيّة، قال كال إن بلاده ما زالت مقتنعة بأن حل الدولتين الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينيّة تعيش جنباً الي جنب مع اسرائيل، يعدّ الحلّ الأمثل لتحقيق السلام في الشرق الاوسط. وأضاف أنه يعتقد أن حلّ الدولتين هو أيضاً الأفضل لأمن إسرائيل على المدى الطويل.

 

  • الكتبي: الخليج غير راض عن الأداء الأمريكي في الملف النووي
  • المعشر: غياب الإصلاحات يدفع الشباب إلى التطرّف

 

أكدت ابتسام الكتبي مؤسّسة ومديرة مركز الإمارات للسياسات أن دول الخليج العربيّة غير راضية عن أداء الولايات المتحدة تجاه الأزمة النووية الإيرانيّة.

 

وأشارت خلال مناقشات الجلسة الأولى بالمُنتدى إلى أن الولايات المتحدة ذهبت لعقد اتفاق مع إيران حول ملفها النووي ضاربة عرض الحائط برغبات دول الخليج ومصالحها في المنطقة لافتة إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم الدعوة لدول الخليج للتوافق حول هذا الاتفاق، وهو ما سبب حالة من القلق لديهم.
وأوضحت أنه في الوقت الذي تدّعي الولايات المتحدة مقاومة النفوذ الإيراني في اليمن تتعاون معها في العراق، ولا تقاوم نفوذها في سوريا ولبنان، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا تمللك رؤية أو استراتيجيّة واضحة ثابتة تطمئن دول الخليج العربيّة.
وأشارت إلى أن دول الخليج تشعر بقلق إزاء السياسة الأمريكيّة تجاه السنة في المنطقة مستشهدة بوقوف الولايات المتحدة مع نور المالكي على حساب إياد علاوي في انتخابات العراق الأخيرة. ونفت الكتبي إدعاءات البعض أن التطرّف الإسلامي متمثل في السنة مشيرة إلى وجود طوائف وميليشيات شيعيّة متطرّفة مثل حزب الله وميليشيا الحشد الشعبي وغيرها.
ونوّهت بأن المواقف الأمريكيّة تنمّ عن عدم معرفة الولايات المتحدة بشكل كاف بتوجّهات شعوب المنطقة وثقافتها ما يجعلها تبني سياسات لا تصب في مصلحتها. وقالت مؤسسة ومديرة مركز الإمارات للسياسات إنه إذا كانت الولايات المتحدة ترى أن الاتفاق المبرم مع إيران يصبّ في صالح دول المنطقة فإن ذلك لا يعني أن تلك الدول ترى الشيء ذاته. وأضافت إن الولايات المتحدة الأمريكيّة تتعامل مع العرب بمعايير مزدوجة في كافة القضايا ولا توجد رؤية واضحة لديها، متسائلة: هل أمريكا مع أم ضدّ الربيع العربي؟ فكيف تبحث عن الاستقرار مهما كان وفي الوقت ذاته تسعى لتصدير الديموقراطيّة.

 

نمو الإرهاب
بدوره، تحدّث أيمن محيى الدين مراسل (إن بي سي) عن نمو ظاهرة الإرهاب في المنطقة مشيراً إلى أن السبب الرئيسي في تفشيها هو حالة الركود السياسي والاقتصادي وغياب أي إصلاحات حقيقية من قبل الحكومات مشيراً إلى أن كثيراً من الشباب يضطرون في النهاية للجوء إلى تلك المنظمات الإرهابيّة مثل داعش وغيرها بحثاً عن حلول لتلك المشاكل.
وحول الوضع في غزة، قال محيى الدين إن الوضع مأساوي حيث تجاهلها كل من الحكومات العربيّة وكذلك الحكومة الأمريكيّة والمجتمع الدولي.
ولفت إلى أن إحصاءات البنك الدولي أشارت إلى أن الاقتصاد في غزة منهار وهو ما يتسبّب في زيادة معاناة الشعب الفلسطيني مشددا على ضرورة تقديم الدعم بكافة صوره لغزة حتى لا يتحوّل الوضع إلى كارثة مستقبليّة تنعكس سلباً على دول الجوار.

 

غياب الإصلاحات
وقال مروان المعشر، نائب رئيس قسم الدراسات بمؤسّسة كارنيجي للسلام الدولي، إن الولايات المتحدة تتحرّك في المنطقة بنصف خطى ليس مع الملف الإيراني فحسب بل مع كافة الملفات الأخرى.
وانتقد المعشر توقيع الاتفاق مع إيران بحجة أن إيران بحاجة إلى رفع الحصار عنها نظراً لتعرّضها لأزمة ماليّة، متسائلاً: كيف تكون إيران في أزمة ماليّة في الوقت التي تدعم حزب الله في سوريا والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن؟ وكيف سيكون الوضع بعد رفع الحصار؟
وقال: أتفهّم دوافع الولايات المتحدة لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران لكن ينبغي عليها في الوقت ذاته أن تبعث برسائل تطمئن بها حلفاءها الخليجيين.
وأشار إلى أنه في ظلّ زيادة وتيرة الثورات المضادة في المنطقة وغياب الإصلاحات ستشهد المنطقة مزيداً من الصراعات والاحتقان بين الشباب ما يدفعهم للجوء إلى الجماعات المتطرّفة.

 

  • في الجلسة الثانية حول التعدّدية في العالم الإسلامي.. مشاركون:
  • تونس ضربت مثالاً غير مسبوق على تعايش الدين والتعدّدية

 

اكد المشاركون في الجلسة الثانية بأعمال مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي على أهمّية التعدّدية في المجتمعات العربيّة ووجود تخوّف لدى بعض المجموعات من ضياع الدولة الوطنيّة مؤكدين أن تونس ضربت مثالاً غير مسبوق على تعايش الدين والتعدّدية.

 

انتماءات طائفيّة
واستعرض الدكتور شبلي تلحامي من مؤسّسة بروكينجز واشنطن موشرات رصد لسلوك المجموعات السكانيّة التي تنتمي لانتماءات طائفية محددة في دول مثل العراق ولبنان، وقارن بين سلوكها الطائفي والوطني وأكد على تخوف هذه المجموعات من ضياع الدولة الوطنيّة. وقال تلحامي إن سنوات الربيع العربي الأولى خلقت شعوراً كبيراً بالتفاؤل ورؤية مختلفة للمواطنة ورصد ذلك من خلال عدّة دول عربيّة.
فيما أشار السفير مروان المعشر، نائب رئيس وقف كارنيجي للسلام العالمي، إلى ان التجربة التونسيّة شهدت ميزان قوى حيث أظهر التونسيون أن النجاح ممكن، لأن كثيرين يرون أن الدين والتعدّدية لا يجتمعان، والديمقراطيّة لا تطبق في الوطن العربي، لكن تونس ضربت مثالاً غير مسبوق.

 

لسنا استثناء
بدورها قالت محرزية العبيدي عضو البرلمان التونسي عن حركة النهضة إننا في تونس لا نريد أن نعتبر أنفسنا استثناء فنحن دولة عرفت تاريخا أفضى إلي هذه النتيجة فالوقائع التاريخيّة تجعل من تونس دولة أكثر تجانسا من معظم الدول العربيّة فليس لدينا المجموعات الإثنيّة المتعدّدة، لدينا البربر والأمازيغ ومجموعات من تركيا والأندلس لكن البوتقة جعلتهم جميعا تونسيين.
وأضافت محرزية إن في تونس ليس هناك كثير من الفئات المذهبيّة مثل الشيعة والسنة، فالأغلبية في تونس سنة مالكيّة، وأيضاً هنالك عدد من اليهود، لكن عند الصراعات تعرف هذه المجموعات على أنها تونسيّة أولاً، وعلى الرغم من ذلك أدّت القضيّة الفلسطينيّة إلى توتر مع تلك المجموعات وأدّت إلى هجرة عدد من اليهود.

 

المجتمع المدني
وأكدت أن التعدّدية السياسيّة كانت وما زالت مطلباً للتونسيين بعد الثورة، وجاء الاختبار لهذا المطلب إذ لا بدّ من إتاحة الفرصة للجميع حتى نتعايش، وعلى الرغم من مرورنا بأزمة شديدة جدا جراء الاغتيالات إلا أننا تعلمنا أن نتحاور، بالإضافة إلى علمنا بأهمّية دور المجتمع المدني كونها ضمير ناشط في دفع الأحزاب السياسيّة إلى الاعتراف بنفسها وبالتعددية السياسيّة فالسياسة هي مسألة الاعتراف بالآخر حتى لوكان هذا الآخر منافساً.

 

ثلاث خطوات
وقالت إن لدينا ثلاث خطوات أساسيّة أولاً علينا أن نعزز ونقوي التعدّدية لأنها الآن وليدة حديثة للديمقراطيّة، وثانياً يجب أن نواصل الحوار فيما بيننا إذا أن أي أزمة مهما اشتدت يمكننا حلها من خلال الحوار وقد أطرنا هذا من خلال الدستور والحوار الوطني كما نسمّيه، كذلك على الجهات السياسيّة أن تتخلى عن مطلب إقصاء الآخر إذ كنا على وشك أن نصادق على قانون الإقصاء السياسي وأنا مسرورة لأنه لم يتمّ المصادقة عليه، إذ علينا العمل بروح التوافق والتنافس وعدم اعتبار الآخر عدواً.

 

ولفتت إلى أن الديمقراطيّة وحدها ليست كافية بل يجب علينا أن نوفر فرص العمل والتنمية ونحفظ الكرامة، بالإضافة إلى مكافحة العنف والإرهاب لأنه لا يمكن أن نرى مجموعات تريد أن تفرض أفكارها عن طريق القوّة، بالتالي علينا أن نتّحد ضد العنف.

 

نوايا أمريكا
ومن جانبه أوضح ظفر أن حكومة بلاده لديها مصالح اقتصاديّة كبرى في الشرق الأوسط وهذا الاضطراب يؤثر على مصالحها بشكل كبير لذا فمن غير المعقول أن يكون هدفها إثارة البلبلة وتحريك النزاعات وتعزيز الطائفيّة فيها لأن ذلك كله يتعارض مع مصالحها كما أن أمريكا ليست اللاعب الوحيد في المنطقة بل هناك شركاء إقليميّون تعمل معهم ويتبادلون الآراء ويتشاورون قبل اتخاذ أي قرارات مصيريّة في المنطقة وضرب مثالاً على كلامه بموقف أمريكا من العراق والذي تمثل في أن تعبر الحكومة هناك عن جميع أطياف المجتمع دون إقصاء أو تهميش لأي طائفة أو جماعة.