أخبار

مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي يختتم فعاليّاته

مجلة الحدث الآن
11 يونيو 2014م

اختتم مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي فعاليّاته اليوم بنجاح كبير سواء من حيث فاعليّة وإيجابيّة المُناقشات والنتائج أو من حيث المُشاركة الواسعة والمُميّزة التي حظي بها من الجانبين الإسلامي والأمريكي.


وقد أصدرت مجموعات عمل المُنتدى عدّة توصيات لدعم وتعزيز الحوار ونبذ العُنف والتطرّف ومُعالجة المشاكل والقضايا التي تواجه الجانبين وتقوية مُنظمات المُجتمع المدني والمُساواة بين الجنسين.


وفي هذا الصدد دعت مجموعة عمل "تمكين المُجتمع المدني في باكستان من مُواجهة التطرّف" إلى العمل مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة لمُواجهة مثل هذا التطرّف العنيف ومن بينها مُنظمات المُجتمع المدني حسنة السمعة وأعضاء الجمعيّة الوطنيّة والشرطة المحليّة وخرّيجي البرامج التي تموّلها الحكومة الأمريكيّة لبناء السلام والتصدّي لهذا التطرّف، مُؤكدة على أهمّية الشراكة بين الحكومة المحليّة والمُجتمع المدني بصفة خاصة.


كما أوصت مجموعة العمل هذه بتحسين عمليّات التدريب طويلة المدى وإنشاء قاعدة بيانات مركزيّة للشركاء المحليين، فضلاً عن التوصية بتحديد سُبُل مُساعدة الشعب الباكستاني في فهم قيود الحكومة الأمريكيّة ومُساعدة الحكومة الأمريكيّة على تحسين فهم قيود ومعوقات وبيئة مُنظمات المُجتمع المدني الباكستاني عبر مجلس استشاري لمُنظمات المُجتمع المدني مُنخرط في بناء السلام.


أما مجموعة عمل "العدالة فيما بعد الصراع: الشريعة الإسلاميّة والمُجتمعات الإسلاميّة باعتبارهم أصحاب مصلحة في التحوّل الناجح" فقالت في توصياتها إنها ستواصل تحديد مبادئ العدالة فيما بعد الصراع التي تتسق وتتناغم مع مبادئ الإسلام. وأكدت على ضرورة أن تكون المبادئ مُفيدة وصالحة للعمل بها في الدول التي في خضم الصراع والدول الأخرى التي تشهد مرحلة التحوّل فيما بعد الصراع. ونوّهت بأن هذه المبادئ يجب أن تكون جزءاً من جهد واسع النطاق لعلاج معوقات التطوّر الإنساني في العالم الإسلامي.


من ناحيتها أكدت مجموعة عمل "المُجتمعات الإسلاميّة في أوروبا وأمريكا الشماليّة: الحوار عبر الأطلسي على السياق الديني" على أن جهود تطوير مناهج سياقيّة أكثر إلى الإسلام في أوروبا وأمريكا الشماليّة تحتاج إلى مُواجهة تغيّرات رئيسيّة حول عدم المُساواة بين الجنسين، كما أكدت على الحاجة الماسة لتوفير دعم مُؤسّسي لفتح إمكانيّة وضع حلول سياقيّة للقضايا التي يُواجهها المُسلمون، وقالت إنه من أجل الوصول لهذه الغاية هناك حاجة للعمل الخيري الاستثماري من المُسلمين وغيرهم من أجل زيادة القدرة التعليميّة والبحثيّة لتطوير الرؤى الاستراتيجيّة والفكريّة.


وقالت مجموعة عمل "نهضة تيمبكتو" إن جُهود نهضة تيمبكتو وهي مدينة في جُمهوريّة مالي، تعدّ نهجاً مُتكاملاً لدعم وإحياء الثقافة في مالي ومُكافحة الإرهاب وإيجاد نمو اقتصادي. وأشارت إلى أن الحكومة الماليّة تحتضن وتدعم عدداً من مثل هذه المُبادرات.


ووصف الدكتور ابراهيم النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي بالناجح كالمُنتديات التي سبقته وذلك من حيث المُناقشات والنتائج الإيجابيّة أو من حيث المُشاركات الواسعة من الجانبين الإسلامي والأمريكي.


ودعا الدكتور النعيمي في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الختاميّة للمُنتدى اليوم بفندق الريتز كارلتون إلى العيش في إطار حياة إسلاميّة قوامها السلام والتراحُم بين بني البشر جميعاً وفي كل العصور والأزمان، كما أوصى بذلك الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى ما أكدت عليه الأديان السماويّة جميعها من أن أول خطوات العيش في حياة دينيّة صافية، هو التخلص من التحيّز ونبذ التعصّب ضدّ بعضنا البعض وألا ننظر بدونيّة لإخواننا الذين يُشاركوننا العقيدة أو لأولئك الذين نعتبرهم وننظر إليهم بأنهم أقلّ نضوجاً رغم تطوّرهم الفكري والاقتصادي.. وشدّد على أن هذه هي نقطة البداية للشعور بالانتماء لأمّة واحدة.


وشدّد الدكتور النعيمي في كلمته على أن موقف دولة قطر يُعتبر علامة فارقة ونموذجاً في ضوء تمسّكها بالأخلاقيّات الوسطيّة الإسلاميّة وما دعا إليه ديننا الإسلامي من مبادئ وقيم العدالة والمُساواة. وقال إن المُجتمع القطري قائم على هذه المبادئ والقيم ومُتمسّك بنهج دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم بإقامة العدل وتحقيق التوافق والأخوة والوئام.


وتابع الدكتور النعيمي قائلاً "سمعنا خلال المُنتدى مُناقشات مُطوّلة عن سوريا وفلسطين وأعربنا عن دعمنا الأخلاقي لتطلعات الجماهير حتى وإن كان ذلك ضدّ الحُكام والمُحتلين"، مُؤكداً على أن الحلول الحقيقيّة هي دائماً في أيدي الشعوب نفسها.


وأضاف "نؤمن بقول الحقيقة لمن يملك القوّة ونأمل أن يتعلم الآخرون ذلك وينهجوا ذات النهج". ونبّه إلى أن العدالة هي الطريق الوحيد لاختصار التطرّف.
وناشد النعيمي المُسلمين بعدم تجاوز حدود الأخلاق الإسلاميّة والوسطيّة والعمل على إقامة مُجتمعات عصريّة عادلة، وقال إنها ذات القيم التي اعتمدتها قطر، فضلاً عن جُهودها نحو التوفيق بين الأطراف المُتنازعة وإحلال السلام بينها، واستدلّ في هذا السياق بالنجاحات التي حققتها البلاد في العديد من الدول.
وتطرّق الدكتور النعيمي إلى ما حققه مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان من نجاحات عديدة على مدى السنوات الماضية بعقده حتى الآن 11 مُؤتمراً عالميّاً، بالإضافة إلى جُهوده الجبّارة في الكثير من مناطق النزاعات ونشره لرسالة الحوار بين أتباع الديانات السماويّة.


وعبّر عن أمله في أن يقوم المُشاركون في هذا المُنتدى بنقل رسالة دولة قطر المُتمثلة في الحوار بين الأديان إلى دولهم.
وأشار إلى الشاعر الأمريكي راليف والدو إمرسون الذي نوّه بالمبادئ الأخلاقيّة للإسلام ودافع عن انتشاره ليس بحدّ السيف، لكن بالإيمان بالله والدعوة الكونيّة والمحبّة والتي وجدها الكثير من الناس في الإسلام. كما شدّد إمرسون على أن رسالة الإسلام هي رسالة شاملة لصالح العالم وخير ورفاهيّة البشريّة بأسرها. وقال إن الإسلام بهذه القيم استطاع في سنوات قليلة أن يُؤسّس لإمبراطوريّة أكبر من تلك التي كانت قائمة آنذاك في روما.

 

وقد ناقش المُنتدى على مدى أيّام انعقاده الثلاثة مواضيع تُعنى بالصراع في سوريا والقضيّة الفلسطينيّة وتمكين المُجتمعات المدنيّة في باكستان من مُواجهة التطرّف والعُنف والمُجتمعات الإسلاميّة في أوروبا وشمال أمريكا و"نهضة تيمبكتو" في مالي والتعايُش مع التنوّع الديني، وغير ذلك من المواضيع التي تهمّ الجانبين الأمريكي والإسلامي.