أخبار

مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي يدعو لعالم يتّسم بالعدل

الدوحة-[ alkhaleej.ae ]-[البشرى-متابعات]:
آسيا،الأخبار،العالم الإسلامي،الوطن العربي - 2014/06/10

أكد مُنتدى العالم الإسلامي والولايات المُتحدة في قطر أن الإسلام يدعو إلى التعايش السلمي مع كل البشر في أي مكان من العالم، ويضع لذلك المعيار الدقيق لضمان التعايش،كما يُحمّل البشريّة كلها واجب ومسؤوليّة حماية الإنسان، وضمان أمنه، واستقراره، وكفالة جميع حقوقه حيثما وجد، ودعا ضيفا المُنتدى الرئيس الألباني إلى بناء جسور قويّة للتواصُل بين الولايات المُتحدة والعالم الإسلامي، والمالي الذي دعا إلى عالم يتّسم بالعدل والسلم، فيما شدّدت مسؤولة أمريكيّة أنه لا حلّ للمُشكلات إلى تواجه المنطقة من دون مُشاركة دول الخليج العربي .


وقال رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليّة القطري عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني في الجلسة الافتتاحيّة للمُنتدى إن العالم يمرّ بفترة حاسمة تتطلب اليقظة والحذر لمُواجهة التطوّرات والتحدّيات العالميّة والإقليميّة، لاسيّما المُشكلات المُتعلقة بالسلم والأمن والتي تواجهنا في أكثر من منطقة في العالم. وشدّد على ضرورة ترسيخ مبدأ الحوار والعدالة، ودعم العمل المُشترك". وقال "إنه لا يتعيّن أن يكون الحوار مُوجّهاً فقط إلى نبذ الخلافات وتقريب وجهات النظر، بل يتعيّن أن يكون صورة سامية للتعاون البناء في مُواجهة مُشكلات عضال تواجه العالم، كأخطار تهديد السلم والأمن، وعدم تحقيق أهداف الألفيّة، ومشاكل التلوث، ونقص المياه، والتصحّر، والفقر، وغيرها من القضايا الأخرى". وشدّد على ضرورة التوصُّل إلى حلّ عادل وشامل للقضيّة الفلسطينيّة، وان تتضافر جهود المُجتمع الدولي للعمل على وقف إراقة الدماء، وتشريد السوريين، وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري. وأكدت مُساعدة وزير الخارجيّة الامريكي لشؤون الشرق الأدنى السفيرة آن باترسون أهمّية التعاون الاستراتيجي مع دول الخليج العربيّة قائلة ان بلادها تدرك أنه لا يُمكن حلّ المُشكلات التي تواجه المنطقة دون مُشاركة دول الخليج . وقالت باترسون إن "الولايات المُتحدة لن تدخل في أي حروب أخرى في المنطقة خاصة أنها تقود حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتلتزم بالدفاع عن حلفائها وأنها لا تزال تمتلك أكبر ميزانيّة دفاعيّة في العالم". وأشارت إلى أن "الولايات المُتحدة مُلتزمة بمُواصلة تعزيز القدرات العسكريّة في المنطقة وأن المُشاركة الاقتصاديّة والاجتماعيّة ستكون حجر الأساس في علاقاتنا في الشرق الأوسط". وشدّدت على أهمّية تحديد الأولويّات وكيفيّة عمل دول المنطقة للحفاظ على الاستقرار مُشيرة إلى أن الولايات المُتحدة تسعى لجعل العالم أكثر أماناً من خلال مُساعدة الشركاء والحلفاء في الدفاع عن مصالحهم وتعزيز هذه الشراكة .


من جانبه دعا رئيس مالي ابراهيم بوبكر كيتا إلى دعم الجهود التي يبذلها المُجتمع الدولي لبناء عالم يتّسم بالعدل والسلم والأمن من خلال الحوار البناء بين مُختلف الأديان والثقافات . وحذّر من ظاهرة الإرهاب التي تهدّد أمن العالم، وطالب في هذا الإطار بتكاتف جهود الدول وترك خلافاتها جانباً في سبيل مُحاربة هذه الآفة .
وأكد الرئيس الألباني بوجار نيشاني أن بلاده تشكل نموذجاً يُحتذى للتعايش بين الأديان المُختلفة وأكبرها الدين الإسلامي.. وقال:"نفخر نحن الألبان أننا نعيش في مُجتمع يتّسم بتعدّد الديانات، وأكبرها الدين الإسلامي، حيث يتعايش أتباع الأديان المُختلفة معاً ولقرون طويلة بسلام وانسجام".


وأوضح أن التعايش والتسامح الديني والانسجام ركائز مُهمّة لبنية الدولة الألبانيّة "التي يضطلع قادة المُؤسّسات فيها بدور مُهمّ في التوازن والانسجام دون تحيّز ديني".
كما لفت إلى أن الألبان نجحوا في تجاوز مُختلف التحدّيات والظروف التي مرّت بها منطقة البلقان خلال القرن العشرين، وأسّسوا نموذجاً للتعايش والسلام، ويضطلعون بدور مُهمّ لتعزيز الانسجام والديمُقراطيّة، وبناء الصورة الجديدة لمنطقة البلقان "وأعينهم في الوقت ذاته ترقب الأخطار التي تهدّدهم".

 

إلى جانب ذلك أكد خبراء مُشاركون في مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي أن التطوّرات التي شهدها العالم الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً، أثرت بشكل كبير في شكل العلاقة بين الولايات المُتحدة وتلك المنطقة التي باتت تواجه تحدّيات كبيرة على المُستويين الشعبي والرسمي. وأشاروا إلى أن الدور الأمريكي في السابق كان واضحاً في المنطقة وخاصة في العراق وأفغانستان، وكانت هناك آمال مُختلفة لتعامل الأمريكيين مع الصراع العربي "الإسرائيلي"، كما كانت هناك توقعات بأن الولايات المُتحدة ستعمل بصدق على حلّ مشاكل المنطقة، لكن الوضع كان مُختلفاً بعد ذلك في ظلّ تغيّر المُجتمعات العربيّة، وأصبح الموقف الأمريكي أصعب لأن الشعوب العربيّة من وجهة نظر البعض لم تعد تثق بشكل كامل في أمريكا، خاصة فيما يخصّ الصراع العربي "الإسرائيلي".