المريخي: المعرض الإقليمي ثمرة تعاون قطري - أممي

 

19 / 02 / 2014

الدوحة - نبيل الغربي

 

قال أحمد محمد المريخي مُدير إدارة التنمية الدوليّة بوزارة الخارجيّة: إن المعرض العربي الإقليمي الأول للتنمية القائمة على التعاون بين بلدان الجنوب يُعقد لأول مرّة في المنطقة العربيّة وهو ثمرة جهود التعاون لدولة قطر مُتمثلة في وزارة الخارجيّة والبرنامج الإنمائي للأمم المُتحدة ومكتب التعاون جنوب جنوب للأمم المُتحدة. وأوضح خلال مؤتمر صحافي أقيم على هامش المعرض أن هذه التظاهرة الدوليّة تجمع أكثر من 450 مُشاركاً من حكومات ومُنظمات ووكالات دوليّة والوكالات المُتخصّصة ومُنظمات المُجتمع المدني والقطاع الخاص وجامعة الدول العربيّة والبنك الإسلامي.

 

وقال:"يتطرّق هذا المُؤتمر في جلساته العامة والخاصة إلى عرض التجارب والخبرات والحُلول لأهم القضايا والتحدّيات التنموية التي تواجه المنطقة العربيّة وبالأخصّ في محاور تمكين المرأة والشباب والأمن الغذائي والطاقة المُتجدّدة عبر عرض الحُلول التي يمكن التعاون حولها وتبادلها وتوسيع نطاق النجاحات على الصعيد جنوب جنوب".

 

وأشار المريخي إلى أنه تمّ اعتماد 8 حلول تنموية قطريّة من أصل 40 قُدّمت خلال المعرض، لتقديمها في معرض الحُلول المُصاحب لهذه التظاهرة الدوليّة.

 

تعميق الحوار
وزاد مُدير إدارة التنمية الدوليّة بوزارة الخارجيّة:"كما يهدف هذا المُؤتمر إلى تعميق الحوار حول هذه القضايا ونقلها من التعاون الثنائي إلى أشكال جديدة كالتعاون الثلاثي والمُتعدّد الأطراف، كما يهدف إلى المُساهمة في إثراء الحوار الدولي الدائر حول التنمية المُستدامة ومرحلة ما بعد 2015م".

 

ونوّه المريخي إلى المُشاركة الهامة من الجهات القطريّة الحكوميّة وغير الحكومية في عرض تجاربها وحُلولها للعديد من التحدّيات.
وقال:"نحن حريصون على أن نخرج من هذا المُؤتمر بجملة من التوصيات تفيد التعاون التنموي المُستقبلي عبر إنشاء آلية تعمل على أن تعبر تلك التوصيات طريقها إلى

النور".

 

 

حلول مُناسبة
وأضاف أن هذا المعرض يتطرّق إلى محاور مُهمّة في التنمية، وما يُميّزه أنه لأول مرّة يُقام في المنطقة العربيّة، وأنه من المُهمّ أن يكون هناك نوع من النقاشات والتعاون بين هذه الدول ودول جنوب جنوب والمُنظمات الحكوميّة وغيرها للوصول إلى حُلول مُناسبة لثقافتنا واحتياجاتنا.
وحول النتيجة التي يُمكن أن تصل إليها أعمال المعرض قال المريخي:"دائماً في قطر نحرص من خلال تنظيم المُؤتمرات على الخروج بآليات عمليّة تحقق ما جاء من أجله المُؤتمر، لذلك طلبنا من الأمم المُتحدة أن يعتمد هذا المُؤتمر كوثيقة من الأمم المُتحدة حتى يكون آليّة يُمكن تنفيذها حتى ولو بعد حين ويُستفاد منها".

وأضاف:"من الأهميّة بمكان أن نُشارك دول جنوب جنوب ونتعاون معها، ومثل هذه المُلتقيات تسمح بإقامة لقاءات ثنائيّة ما بين كافة الشركاء، وكل واحد يُقدّم أفكاره وحُلوله وآليّاته فيتمّ من خلال هذا المُؤتمر مُناقشة هذا الآليّات تطويرها وتقييمها، لأن هذه الآليّات - رغم أنها تمّت تجربتها على أرض الواقع - تحتاج إلى التطوير ومُشاركة الآخرين خبراتهم في ذلك".

 

الأوّل من نوعه
من جهته، أوضح مُراد وهبة نائب المُدير الإقليمي لبرنامج الأمم المُتحدة الإنمائي أن هذا المُؤتمر هو الأوّل من نوعه في المنطقة العربيّة، وقال:"هذه ليست بالصُدفة، بل إننا في الأمم المُتحدة نُقدّر دور دولة قطر التنموي ليس فقط داخل قطر نفسها ولا في المنطقة العربيّة فحسب بل الدور العالمي كفاعل في التنمية المُستدامة والمُشاركة في التنمية عالميّاً". وأشار إلى أن هذا المُؤتمر يختلف عن المُؤتمرات الأخرى، بأنه يُقدّم حلولاً عمليّة وتجارب حقيقيّة لما تمّ من برامج تنمويّة في عدد من الدول العربيّة، بعضها عن طريق الأمم المُتحدة ومُنظماتها والبعض الآخر من طرف الدول وبالتعاون أيضاً من المُجتمع المدني، وقال:"أهمّ شيء أنها تجارب عمليّة يُمكن الاقتداء بها في دول أخرى". بدوره، أوضح ييبنج تشو مكتب الأمم المُتحدة للتعاون جنوب- جنوب أن ما يجعل المعرض فريداً من نوعه هو أنه يُقدّم حلولاً عمليّة تمّت تجربتها في بُلدان سابقة، وقال:"لا يعتني المعرض بحُلول نظريّة وإمكانيّة تطبيقها على أرض الواقع، بل يُقدّم حلولاً حقيقيّة أثبتت نجاحها في بعض البلدان المُشاركة".

 

وقال:"يعد هذا المعرض مُشاركة نحو 20 مُنظمة أمميّة بحُلول إنمائيّة يُمكن تطبيقها في البلدان العربيّة بالإضافة إلى مُشاركة الحُكومات ومُنظمات المُجتمع المدني، وهو ما يُشير إلى توحّد الجُهود بين البلدان المُشاركة في مُساعدة بعضها البعض".

 

وزاد:"نحن نُؤمن بأن الأمم المُتحدة عندما أطلقت أهداف الألفيّة الإنمائيّة، كانت هُناك الحاجة إلى توفير حُلول عمليّة لتحقيقها وليس مُجرّد سيناريوهات نظريّة، لذلك فأنا فخور باستضافة قطر لهذا المُؤتمر الأوّل من نوعه، مُعرباً أن أمله في أن تأخذ بقيّة البُلدان والأقاليم التي هي في طور النمو هذا المعرض كنموذج وتنسج على منواله".

 

ولفت تشو إلى أن هدف الأمم المُتحدة من تنظيم هذا المعرض هو عرض التجارب وتبادل الخبرات من خلال عرض لحُلول ناجحة أسهمت في تعاون جنوب - جنوب.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن المعرض يسعى إلى تنسيق الجهود بين مُختلف الأطراف المُتدخّلة في التعاون جنوب - جنوب، قائلا:"يُمكن لهذا المعرض الأوّل أن يكون قاعدة عمليّات ومُعطيات حول الجهود التي بذلت في تعاون جنوب – جنوب".

 

وأشار ييبنج تشو إلى المجهودات التي تبذلها دول المجموعة العربيّة في مجال التعاون جنوب - جنوب خاصة كل من المملكة العربيّة السعوديّة وقطر اللتين تعدّان من بين الداعمين الماليين الرئيسيين في التعاون وإنجاز المشاريع جنوب – جنوب.
وشدّد التأكيد على أن جهود دولة قطر لا يقتصر على الجانب الرسمي في دعم التعاون بل يمتدّ للجمعيّات الخيريّة والقطاع الخاص.