مؤتمر الدوحة الثاني عشر لحوار الأديان "الأمن الروحي والفكري في ضوء التعاليم الدينيّة" خلال الفترة من 16 إلى 17 فبراير 2016م الدوحة - قطر

"الأمن الروحي والفكري في ضوء التعاليم الدينيّة"

 

 

إذا نظرنا إلى  أحوال العالم المحيطة بنا، فإننا نشاهد أوضاع إنسانيّة مأساويّة طغت عليها لغة العنف والدم والتدمير ورائحة التشريد والتقتيل باسم الدين وباسم حبّ الله، فالقاتل يُشحن بمبادىء وأفكار وقيم لا يقبلها الدين ولا العقل ولا المنطق ولا تتماشى مع الفطرة الإنسانيّة فهو يذبح ويفجر، مبرّراً أفعاله بحبّ الله، مخلفاً ضحايا أبرياء في دور العبادة والأسواق والبيوت والمؤسّسات التعليميّة وغيرها من المؤسّسات الوطنيّة.


ومن جانب آخر تتعرّض الأديان الرئيسيّة لهجمة شرسة تطال معتقداتها ومقدّساتها، بل يتعرّض أتباعها في كثير من الأحيان إلى مضايقات واعتداءات عنصريّة أو حتى جسديّة بسبب  انتماءاتهم الدينيّة والعرقيّة. وهذا ما يدفع، ببعض الأشخاص، إلى ردود أفعال غير محسوبة قد تسيئ إلى الدين نفسه.


لذا  ينبغي التصدّي لخطاب الكراهيّة والتشدّد والغلو بكل أشكاله ومصادره، سواء كان ديني أو غير ديني بتغليب لغة الحوار والتسامح، على لغة العنف والكراهيّة والتعصّب وازدراء الأديان والمعتقدات والمذاهب.


تلك السلوكيّات السلبيّة الناجمة عن  كل الأطراف سواء في الدول الشرقيّة أو الغربيّة تعيق السعي لبناء مجتمعات  تتعايش فيها الأديان والثقافات المختلفة بروح من  التسامح والتعايش السلمي، لتحقق بذلك الأمن المجتمعي المنشود.


ويُمكن في هذا الصدد أن تلعب القيادات الدينيّة دوراً هاماً، بحكم التأثير الروحي والفكري، والاحترام الذي تحظى به هذه القيادات في مجتمعاتها.


فالمشروع الإرهابي الذي أصبح يُهدّد السلم المجتمعي والدولي لا يمكن أن يعالج  فقط بمقاربة سياسية أو أمنية، إنما يحتاج إلى مشروع تنويري فكري بديلاً لأجيالنا القادمة.
فمن ضرورات الأمن الروحي التصدي لكل الإنحرافات الضالة والمعتقدات الفاسدة والتأويلات المغرضة والتفسيرات الخاطئة التي تثير الفتن الدينيّة، والتعصّبات العرقيّة والاضطهاد والظلم حيث تؤدّي إلى تمزّق النسيج الروحي للمجتمع، وذلك بالأساليب المناسبة وبالمناهج الملائمة، ممّا يقتضي مواجهة الفكر المنحرف أو الإرهاب الفكري بالأفكار السويّة.


وفي سبيل هذه الغاية فقد رأى مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان أن يخصّص مؤتمر الدوحة السنوي لحوار الأديان هذا العام حول هذه القضيّة المحوريّة، تحت عنوان:

 

"الأمن الروحي والفكري في ضوء التعاليم الدينيّة"

 

وأهمّ المحاور التي سيُعالجها المؤتمر:
الجلسة الرئيسيّة الأولى للمحور الأول: الدين وحدة إنسانيّة مشتركة للأمن الروحي والفكري
الأمن الذي يحققه السلام الفكري شرط أوّلي لكل مجتمع يخطط للحياة ويسعى للنمو والتطوّر والتقدّم والازدهار، فهو حجر الزاوية في أمن الوطن الذي يجمع بين (أمن الدولة) و(أمن الشعب). وهو جزء أساسي من المنظومة المتكاملة المترابطة للأمن في مفهومه العام ومدلوله الشامل ومضمونه العميق.  فالأمن الفكري هو سلامة النظر الذهني والتدبّر العقلي للوصول إلى النتائج الصحيحة بلا غلو ولا تفريط بهدف غرس قيم ومبادئ إنسانيّة تعزّز روح الإنتماء والولاء لله ثم للوطن.


ثلاث جلسات فرعيّة متزامنة في المحاور التالية:

  • كيف نحدّد جوهر العلاقة بين الأمن الحسّي والأمن الفكري؟
  • حماية حقوق الأفراد وحرّياتهم الدينيّة والفكريّة في المجتمع.
  • الوازع الديني منبع القيم الأخلاقيّة.

 

الجلسة الرئيسيّة الثانية للمحور الثاني: أساليب ووسائل زعزعة الأمن الفكري والأخلاقي

كيف يستمرئ الإنسان القتل والاحتراب ويرفض السلم والوئام؟ هل هناك مفاهيم عقديّة أو دينيّة أو أخلاقيّة وراء ذلك؟ وما هي  أسباب اكتساب الأشخاص لعدوانيّة موجّهة دينيّاً تجاه الآخر وموجّهة ثقافيّاً تجاه القيم والمبادئ الأخلاقيّة ممّا يؤدّي إلى تفشي الفتن ويسبّب اضطهاد للأقليّات الدينيّة المسالمة بغض النظر عن انتماءاتهم الدينيّة. 

 

ثلاث جلسات فرعيّة متزامنة في المحاور التالية:

  • دور الإعلام السلبي في تشكيل المبادئ والقيم الفكريّة والأخلاقيّة.
  • وسائل التواصُل الاجتماعي وتأثيرها على زعزعة الأمن الفكري.
  • تأثير بعض رجال الدين المتشدّدين والقيادات السياسيّة على الشباب.

 

الجلسة الرئيسيّة الثالثة للمحور الثالث:  سُبل تحصين الشباب من العنف الفكري والأخلاقي والتظليل الثقافي

القيود الأمنيّة الإعلاميّة والثقافيّة أوشكت على التلاشي في ظلّ زمن العولمة الكونيّة، وحلّ بدلاً عنها الانفتاح الإعلامي والثقافي، فأصبح الحلّ الأفضل هو تحصين الشباب من الغلو الفكري القادم بتقوية أمنهم الروحي والفكري. وتحصين أفكار الناشئة من التيّارات الفكريّة الضالة والتوجّهات المشبوهة. وهذه مسؤوليّة مشتركة تقع على عاتق الجميع.

 

ثلاث جلسات فرعيّة متزامنة في المحاور التالية:

  • دور الأسرة والبرامج التعليميّة المقدّمة في المدارس والجامعات في إنشاء جيل مسالم فكريّاً.
  • إظهار وتعزيز دور الكفاءات في الوسط الديني والإعلامي والفكري والثقافي.
  • الحذر من دعم مظاهر التشدّد والغلو بجميع انواعه، ومحاربته، وعزله عن المجتمع.

 

حلقة نقاشيّة في المحور الرابع: استراتيجيّات حماية الأمن الروحي والفكري... قراءة في استشراف المستقبل

تظافر جميع المؤسّسات فى إرساء القيم الخلقيّة فى نفوس الشباب عن طريق القدوة الحسنة والإلتزام الأمين حتى لا يرى الفرد من صور الفعل ما يُنافي حقائق ما يتلقاه عن الدين وتعاليمه وما اكتسبه من قيم أخلاقيّة. الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى المسؤوليّة المشتركة في تعميق القيم وتنميتها لدى الشباب، عن طريق التخطيط والتنسيق بين كافة مؤسّسات المجتمع والدولة.

 

تحميل