مؤتمر الدوحة الثاني عشر لحوار الأديان "الأمن الروحي والفكري في ضوء التعاليم الدينيّة" خلال الفترة من 16 إلى 17 فبراير 2016م الدوحة - قطر
ﺃﺧﺒﺎﺭ

مشاركون في مؤتمر الدوحة لحوار الأديان يدعون لتعزيز الجوانب الروحية والفكرية للشباب

 

 

الدوحة في 17 فبراير 2016م خليج العرب – "قنا"


دعا مشاركون في منتدى الدوحة الدولي الثاني عشر لحوار الأديان إلى تعزيز الجوانب الروحيّة والفكريّة للشباب وتهيئة البيئة المناسبة لذلك وفق رؤية تكامليّة تشمل الأسرة والمؤسّسات التعليميّة والدينيّة ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها .


وأكد المشاركون خلال مداخلاتهم في الجلسة العامة الثالثة التي عقدت صباح اليوم، تحت عنوان "سُبل تحصين الشباب من العنف الفكري والأخلاقي والتضليل الثقافي" على دور الأسرة والبرامج الدينيّة والتعليميّة والقادة الدينيين في مواجهة العنف والتشدّد بجميع أنواعه .


وقال الدكتور عثمان بكار الأستاذ الجامعي من بروناي "إن التمكين الفكري والروحي للشباب المعاصر أصبح حاجة ملحة لمواجهة كل أشكال العنف الديني والسياسي والأسري والمجتمعي والفكري الذي يزداد ضراوة في الوقت الراهن".


ورأى أن من أسباب زيادة العنف تراجع المحتوى الديني في النظام التعليمي وتراجع دور الأسرة وتخلف الأنظمة التعليميّة. وقال "المطلوب الآن تهيئة بيئة فكريّة روحيّة للشباب وفق منهج تكاملي".


كما أكد أن معالجة ظاهرة العنف والتطرّف تتطلب عودة إلى جذورها ومسبّباتها "وعدم علاج الأعراض وترك الأمراض"، مشدّداً على أن إصلاح النظام التعليمي وخاصة التعليم الديني هو المدخل المناسب لمواجهة التطرّف والعنف .


ومن جانبه، قال السيّد إدوارد كاسيلر من المملكة المتحدة" إن مدّ جسور التواصل بين الشباب في الأديان الإبراهيميّة الثلاثة أحد وسائل حمايتهم من التطرّف والعنف".


وأضاف أن المطلوب اليوم هو إيجاد هذه البيئة التي تساهم في تحقيق التقارب والتعايش بين الشباب بمختلف أديانهم وتأكيد الحرّيات الدينيّة .
وتطرّق الدكتور محمّد السمّاك من لبنان إلى الظاهرة الدينيّة التي صبغت القرن العشرين والتداخل بين أتباع الأديان السماويّة الثلاثة في العالم .
وقال" إن الظاهرة الدينيّة هي المسيطرة اليوم على العالم وهناك تداخل بين أتباع الأديان وخصوصاً الأديان السماويّة الثلاثة، فثلث المسيحيين في العالم يعيشون في العالم الثالث، وثلث المسلمين يعيشون في بلدان غير إسلاميّة".


وأكد الدكتور السمّاك أن هذا التداخل يفرض وبقوّة البحث عن السُبل الكفيلة بتحقيق التعايش وتعزيز قيم التسامح والسلام بين أتباع الأديان .
وتحدّث في الجلسة أيضاً السيّد رانكو اوستوجيك من كرواتيا مستعرضاً تجربة بلاده في تحقيق التعايش بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم من أتباع الأديان .


كما تطرّقت الدكتورة مريم الهيتامي من المغرب إلى تجربة بلادها في مواجهة أفكار التطرّف والعنف والإجراءات والخطوات التي اتخذت سواء على الصعيد التشريعي أو التعليمي أو الاجتماعي لتحصين الشباب وإيجاد بيئة فكريّة روحيّة لهم تقيهم من وحل التطرّف .
ومن المقرّر أن يعقد المشاركون ثلاث حلقات نقاشيّة متزامنة بعد ظهر اليوم للبحث عن سُبل تحصين الشباب من العنف الفكري والأخلاقي من خلال التركيز على دور الأسرة والبرامج التعليميّة إلى جانب دور الكفاءات في الوسط الديني والإعلامي، فضلاً عن البحث عن سُبل مواجهة مظاهر التشدّد ومحاصرته وعزله عن المجتمع .