ﺃﺧﺒﺎﺭ

مُشاركون بالجلسة الأولى للمُؤتمر:

 

تقريب الهوّة بين الأجيال لتحقيق حوار بناء بين الأديان

 

 

الدوحة - العرب - 2014- 03- 26   

 

أكد رئيس الأساقفة في قطر المطران مكاريوس على ضرورة الحوار على الصعيد النظري والعملي، واعتبر أن أحد أشكال الحوار هو الصلاة والتسبيح والتوسّل لله، أما الحوار عن طريق الأفعال قال المطران مكاريوس: إن ثمة وسائل عديدة لتحويل الأقوال إلى أفعال وأعطى مثالاً على ذلك الإذن الذي أعطته دولة قطر للمسيحيين لبناء كنائسهم في الدوحة، حيث يمارس الشباب المسيحيون فرصة ممارسة شعائرهم وكذلك يمارس المسلمون الشباب شعائرهم ويقيمون صلاتهم في المساجد في شتى أنحاء العالم المسيحي.


وأضاف المطران مكاريوس في الجلسة العامة الأولى من أعمال مؤتمر الدوحة الدولي لحوار الأديان في دورته الحادية عشرة بعنوان «دور الشباب في تعزيز قيم الحوار»، والتي تناولت نظرة الأديان للشباب، أن لدى الشباب اهتمامات مختلفة مقارنة مع الأجيال الأكبر سناً، وشدّد على ضرورة إقامة حوار أكثر صدقاً يوطد الحوار بين الأجيال، وقال: إن من هم أكبر سناً يعتقدون أن الشباب يفتقرون للتجارب والخبرات.


وأكد المطران مكاريوس أن اللقاء الحواري بين الناس يسمح بالتعبير عن أوجه التشابه والاختلاف وكذلك التضامن بين جميع البشر.
من ناحيته ، تناول الباحث الدكتور محمد منصور علم من الهند قضية الحوار من منظور الهند، وقال: يجب أن نؤطر الحوار تاريخياً في الأمس والحاضر وصولاً لتعزيز قيمه فالحوار ليس تغليب ما هو شخصي على مصلحة الآخرين وليس إنشاء معادلة هيمنة شخص على آخر أو فكر على فكر آخر، وليس تقاذف اللوم والتهم وليس عن التوافق والخلاف ولكن الحوار هو عمليّة بلسمة الجراح وتبادل الأفكار من دون إرغام أي أحد على اتخاذ موقف معيّن.


وأضاف، أن مجتمعنا مسالم ولا تزال بلادنا بمنأى عن الفتن الطائفيّة والمذهبيّة المُشتعلة في بعض البلدان ولدينا حوالي 780 مليون شاب دون الـ25 وإن لم نساعد الشباب فلن يلتحقوا بركب التعليم والتدريب وتنمية المهارات، وأود هنا التوقف عند بعض برامجنا للحوار بين الحضارات فقد نظمنا في العام 2008 مؤتمراً دولياً حول الحوار والتوصّل إلى فهم مُشترك بحضور زعماء من البوذية والهندوسية وفي العام 2009 نظمنا مؤتمراً آخر للحوار ونظمنا مؤتمراً هاماً لتعزي الروابط بين المجتمعات المحليّة في العام 2003، ولعل أبرز المؤتمرات كان في العام 2005 حيث نظمنا مؤتمراً للحوار بين الحضارات بحضور رئيس الوزراء الهندي آنذاك والأكاديميين والمثقفين والقادة الدينيين، وقد أصدرنا 350 كتاباً حول الحوار بين الحضارات.


وتابع : من أجل الاستفادة من طاقات الشباب وتسخيرها للحوار بين الأديان يجب أن نعلم أن الشباب هم قادة الغد بما يمتلكون من طاقة وحماس وعزيمة وعلى الشيوخ مساعدتهم بخبراتهم وأفكارهم ومن المهمّ بالنسبة للشباب المسلمين الالتحاق بالحوار بين الأديان وأداء دور قيادي في المستقبل واستسقاء قيم الحوار التي كان مهدها الإسلام.


وفي حديثه عن موضوع الندوة، قال الحاخام مايكل سليسنجر من البرازيل: إن شبكات التواصُل الاجتماعي كفيس بوك وتويتر وإنستجرام هي وسائل مفيدة وهامة لتعبئة الشباب ودعوتهم للحوار، وأضاف أن هذا هام جداً لحث الشباب على المشاركة في حوار الأديان، حيث يبحث الشباب اليوم عن الأسباب التي تحثهم على المشاركة الفاعلة وعلينا إيجاد الحوافز المقنعة للشباب لدفعهم للحوار وفي القرن الحادي والعشرين نرى أن غياب الالتزام السياسي قد أحبط عزيمة الشباب ومن رغبتهم في التغيير .


وفي مقاربته لموضوع الجلسة ونظرة الأديان للشباب قال البروفيسور، إقبال سكراني من المملكة المتحدة أن هناك حاجة لإشراك الشباب في النشاطات الحواريّة الدينيّة وهناك تركيز كبير على قضية الحوار، وأضاف سكراني أن مسائل الشباب لديها تأثير كبير على مسار الحياة فالشباب يمثلون قوة كبيرة في العالم المعاصر وهم يشكلون مجموعة فكرية ويتواصلون من خلال وسائل التواصُل الاجتماعي ولديهم دور كبير والتزام وهم يطلبون التوضيحات والتفسيرات بدلاً من قبول الأمور كما هي ولم يعد الشباب يعتمدون المقاربات السلبيّة للأمور ولم يعودوا يقبلون الممارسات التقليديّة والشباب يحتاج لتفسيرات من أجل المساهمة في النمو الاجتماعي والابتكار والقيادة وهذه المسائل لا تستثني أحداً.