الصفحة الرئيسية  |  البرنامج   |   المشاركين  |  الأخبار |   الكلمات   |   ألبوم الصور   |  الفيديو   |  في الصحافة   |   مواقع مهمة   |  اتصل بنا
   

( استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كلغة متطورة للحوار)
للدكتور / ناجي بن إبراهيم العرفج
مدير مؤسسة التواصل والحوار الحضاري
www.etawasol.org المشرف العام على موقع التواصل الالكتروني
رئيس قسم اللغة الإنجليزية – فرع جامعة الإمام في الأحساء
المملكة العربية السعودية

تأسيس الشبكات الاجتماعية
الشبكات الاجتماعية عبارة عن مواقع على الإنترنت يتواصل من خلالها ملايين البشر الذين تجمعهم اهتمامات أو تخصصات معينة، ويتاح لأعضاء هذه الشبكات مشاركة الملفات والصور وتبادل مقاطع الفيديو وإنشاء المدونات وإرسال الرسائل وإجراء المحادثات الفورية وغير ذلك.
وتم تسمية هذه الشبكات بالاجتماعية لأنها تتيح التواصل مع الأصدقاء وزملاء الدراسة وتقوي الروابط بين أعضاء هذه الشبكات في فضاء الإنترنت، ومن أشهر هذه الشبكات :
facebook.com فيس بوك -
youtube.com يوتيوب -
twitter.com تويتر -
myspace.com ماي سبيس -

وكان أول ظهور لهذه الشبكات في التسعينيات الميلادية، ففي عام 1995م تم تصميم موقع للتواصل بين مجموعة من الأصدقاء والزملاء الذين جمعتهم الدراسة في مراحل حياتية معينة وفرقتهم ظروف الحياة العملية في أماكن متباعدة، وكان هذا الموقع يلبي رغبة هؤلاء الأصدقاء والزملاء في التواصل فيما بينهم إلكترونياً. ( اسم الموقع ).classmates.com
بعد ذلك توالى تأسيس مواقع الشبكات الاجتماعية، إلى أن أصبحت هذه الشبكات تستقطب أكثر من ثلثي مستخدمي الانترنت. وبرز دور هذه الشبكات الفاعل في الظروف الطارئة والأحداث العالمية، مثل تكاتف مستخدمي هذه الشبكات لقيادة حملة تبرع كبيرة لضحايا ومنكوبي زلزال هايتي، حيث تم جمع ملايين الدولارات لضحايا هذه الكارثة من خلال هذه المواقع. كما كان لهذه الشبكات الاجتماعية دورا كبيرا ومؤثرا في صناعة القرار على مستوى الأحداث العالمية اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ، مثل دورها الفاعل في الثورات العربية أو ما يوصف بالربيع العربي .
ومما يجدر ذكره أن موقع الفيس بوك ( الذي أطلقه مارك زكربيرق في عام 2004 م ) يحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم في مجال التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت، حيث يشترك فيه أكثر من 750 مليون مستخدم .

جدول يبين قائمة بالشبكات الاجتماعية التي تضم أكثر من 100 مليون مستخدم
A list of all virtual communities with more than 100 million active users.( From Wikipedia)

الاسمName Active user accounts
عدد المستخدمين التاريخDate
Facebook
750 million July 2011
Tencent QQ
674 million August 2011
Qzone
480 million March 2011
Netease
360 million May 2011
Windows Live Messenger
330+ million June 2009
Tencent Weibo
233 million August 2011
Habbo
203 million February 2011
Twitter
200 million January 2011
Sina Weibo
200 million August 2011
Skype
145 million March 2010
Vkontakte
135+ million February 2011
Badoo
121+ million July 2011
Orkut
120+ million August 2010
Bebo
117 million July 2010
LinkedIn
100+ million March 2011

وسائل التواصل الاجتماعي كلغة متطورة :
لم تنل وسيلة من وسائل نقل ونشر المعلومات في تاريخ البشرية ما نالته الإنترنت من سرعة في الانتشار والقبول بين الناس ، وعمق في التأثير في حياتهم على مختلف أجناسهم وتوجهاتهم ومستوياتهم ، وما يميز الإنترنت هو تنوع طبيعة المعلومات التي توفرها ، وضخامة حجم هذه المعلومات التي يمكن الوصول إليها .
وتتميز الانترنت وتطبيقاتها ومن أبرزها وسائل التواصل الاجتماعي بأنها تتجاوز حدود المكان والزمن .
وتعتبر الانترنت المصدر الأول والمفضل للمعلومات والأخبار ، ومن المتوقع أن وسائل الإعلام التقليدية كالصحف والمجلات والإذاعات لن تلبث أن تنقرض على يد الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الالكتروني وخاصة عبر الجوالات النقالة والبلاك بيري وما في حكمها.
ومما يجدر ذكره ، فإن الإذاعة وصلت إلى 50 مليون مستمع بعد 38 عاما، أما التلفزيون فقد وصل إلى 50 مليون مشاهد بعد 18 سنة ، بينما حققت الانترنت أكثر من 50 مليون مستخدم خلال 4 سنوات فقط ، أما وسيلة التواصل الاجتماعي الفيس بوك فقد وصلت إلى أكثر من 200 مليون مستخدم في أقل من عام ! وهذا مما يدلل على سرعة وفاعلية استخدامات وسائل الاتصال الاجتماعي وتطورها بشكل مذهل .
ومن أبرز سمات وسائل التواصل الاجتماعي ( الانترنت بشكل عام ) واستخداماتها كلغة أو وسيلة متطورة ما يلي :
1- اللامكان :
حيث تتخطى الإنترنت كل الحواجز الجغرافية والمكانية التي حالت منذ فجر التاريخ دون انتشار الأفكار وامتزاج الناس ، وتبادل المعارف ، ومن المعروف أن حواجز الجغرافيا منها اقتصادي (تكلفة شحن المواد المطبوعة من مكان إلى آخر) ومنها فكري وثقافي (حيولة بعض الدول دون دخول أفكار وثقافات معينة إلى بلادها) ، أما اليوم فتمر كميات هائلة من المعلومات عبر الحدود على شكل إشارات إليكترونية لا يقف في وجهها شيء.
2- اللازمان :
إن السرعة الكبيرة التي يتم بها نقل المعلومات عبر الشبكة تسقط عامل الزمن من الحسابات ، وتجعل المعلومة في يدك حال صدورها ، وبالتالي فهناك مساواة وتكافؤ في الفرص بين كل أبناء البشر في حق الحصول على المعلومة في نفس الوقت وبالتالي فنحن نعيش في عصر ما يمكن وصفه بـ(المساواة المعلوماتية).
3- التفاعلية :
تعودت وسائل الإعلام التقليدية أن تتعامل معك كجهة مستقبلة فقط ، ينحصر دورك في أن تأخذ ما يعطونك وتفقد ما لا يعطونك ، ولذلك فهم الذين يقررون ما تقرأ أو تسمع أو تشاهد أما في عصر الإنترنت فأنت الذي تقرر ماذا ومتى تريد أن تحصل عليه من معلومات ، وأكثر من ذلك فبإمكانك الآن من خلال منتديات التفاعل والحوار أن تنتقل من دور المستقبل إلى دور المرسل أو الناشر، وهذه تمكن الناس من التحرك على أرض مستوية دون أن يطغى صوت أحدهم على الآخر ، ولهذا أهمية كبيرة بلا شك في حوار الأديان .
كما يؤكد بعض المتخصصين بأن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت يجعل المستخدم أكثر انفتاحا وصراحة.

4- اقتصادية الاستخدام :
حيث أصبحت خدمة الإنترنت من الخدمات الأساسية في الحياة والتي يتم توفيرها للجميع بشكل مجاني أو شبه مجاني ( بأسعار معقولة يستطيع أن يتحملها الغني والفقير)، الأمر الذي يجعل من الإنترنت الوسيط الذي يصل إلى أكبر عدد من شرائح المجتمع ولا سيما الفقيرة منها ، علاوة على ذلك تتمتع الإنترنت بميزة الربط الدائم ، حيث إنه ومع تطور التقنيات التي تمكنك من الاتصال بالإنترنت، لم تعد بالضرورة تقتصر على استخدامها من جهازك الحاسوبي في العمل أو المنزل ، بل أصبح بإمكانك أن تتصل بالشبكة من مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأدوات والوسائل مثل الأي باد والبلاك بيري والهواتف النقالة وغيرها.


5- تنوع التطبيقات :
ما ذكرناه من أمثلة قليلة على استخدامات وفوائد الإنترنت ما هو إلا غيض من فيض ، إذ إن التطبيقات والخدمات التي تقدمها الشبكة تبلغ سعتها سعة الحياة فمن المواقع الدينية والثقافية لمختلف الأجناس والشعوب إلى التطبيقات التعليمية والتربوية التي تخدم أطفالنا في تعلمهم واستكشافهم للعالم ، إلى الخدمات التي تسهل الاتصال كالبريد الإلكتروني وغرف الحوار ، إلى التطبيقات التجارية التي تحول العالم بأسره إلى سوق صغيرة يستطيع فيها البائع والمشتري إتمام صفقاتهم في لحظات ، إلى المواقع الترفيهية والإخبارية والمعلوماتية والأكاديمية والمرجعية التي تخدم الباحثين والمطلعين في شتى المجالات.

6- سهولة الاستخدام :
لا تحتاج أن تكون خبيراً معلوماتياً أو مهندساً أو مبرمجاً حتى تستخدم الإنترنت ، ولا يحتاج رواد الشبكة إلى تدريبات معقدة للبدء باستخدامها ، بل إلى مجرد مقدمة أو تعريف موجز يوضح له المبادئ الأولية للاستخدام.

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في حوار الأديان : ضوابط وتوجيهات
امتدادا لحديثنا حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كلغة متطورة ، فحري بهذه اللغة التقنية المتطورة أن تكون متحضرة وراقية في طرحها وتواصلها في الحوار بشكل عام وحوار الأديان بشكل خاص .
وفي هذا الصدد ، يؤكد الإسلام – كبقية الأديان السماوية الأصيلة – على جملة من الضوابط والتوجيهات من أهمها :
أولا: العدل مع الجميع سواء كانوا أقرباء أو غرباء ، أصدقاء أم أعداء .
يقول الله الخالق – سبحانه وتعالى - : (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ). (القرآن الكريم ، سورة المائدة - آية 8 والمعنى أي لا يحملنكم بغض أقوام على ترك العدل، فإن العدل واجب على كل أحد، في كل أحد في كل حال).
ثانيا: الاحترام المتبادل وعدم النيل من الأديان الأخرى أو الأنبياء أو الرموز والشخصيات الدينية.
ثالثا: الأمانة والصدق والمصداقية والموضوعية في الحوار .
رابعا: الحوار بالتي هي أحسن ، باستخدام أفضل الأساليب والقول الحسن. يقول الله تعالى : ( وقولوا للناس حسنا ) القرآن الكريم ، سورة البقرة آية 83 . وعن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " لم يكن النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم سباباً ولا فحّاشاً ولا لعّاناً " (رواه البخاري، رقم الحديث 6031).
خامسا: حسن الظن في الآخرين والسماحة والعفو .
سادسا: حسن الخلق ورقي المعاملة . يقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : " وخالق الناس بخلق حسن " ( رواه الترمذي، رقم الحديث 1987 ).

سابعا: تقوى الله في السر والعلن والإيمان بعلم الله وإحاطته بكل شيء ، فهو سبحانه يعلم ما نقول وما نعمل وما نرى وما نسمع وما نرسل وما نستقبل عبر وسائل التقنية والانترنت والشبكات الاجتماعية وغيرها ( وإن كان ذلك بأسماء مستعارة أو بالاعتقاد بأنه لا يعرفه أحد ) ، فالله هو العليم السميع البصير . ( وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) القرآن الكريم ، سورة الكهف – أية 49
إن هذه المبادئ والضوابط مهمة في التعامل والحوار مع الناس بشكل عام وفي الحوار بين أتباع الأديان الإبراهيمية بشكل خاص ، حيث إن إله موسى وعيسى ومحمد – عليهم السلام – هو إله واحد ، الواحد الأحد رب العالمين . وهؤلاء الأنبياء والمرسلين هم أخوة في مهمتهم ووظيفتهم التي كلفهم الله الخالق بها ، رسالتهم واحدة هي طاعة الله وعبادته وحده , فحري بأتباع هؤلاء الرسل أن يكونوا أيضا أخوة متحابين في حوارهم وتواصلهم وتعاملهم وتعاونهم في خير أنفسهم وخير الإنسانية كافة.

خاتمة وتوصيات :
- هذه الدراسة ألقت بعض الضوء على وسائل الاتصال الاجتماعي واستخداماتها في الحوار والاتصال الإنساني ، حيث أنها تعتبر من أهم أدوات التفاهم والتغيير والتطوير والتفاعل الفعال بين الأفراد والجماعات و نشر الوعي الديني وحوار الأديان .
- أكدت هذه الدراسة على أنه من أبرز الوسائل المستخدمة في الاتصال البشري في هذا العصر هي وسيلة الشبكة العنكبوتية العالمية وبشكل خاص الشبكات الاجتماعية. ويدلل على ذلك الإحصاءات والأرقام الكبيرة لعدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتوتير ويوتيوب والمدونات والبريد الالكتروني وغيرها من وسائل .
- توصي الدراسة بتفعيل استخدام هذه الوسائل الاجتماعية كلغة متطورة ومتحضرة في التواصل والحوار بين أتباع الأديان ، وخاصة أتباع الأديان السماوية / الإبراهيمية بحكم وحدة الرسالة والمرسل ( الله الذي أرسل موسى وعيسى ومحمد – عليهم السلام ).
- توصي هذه الدراسة بأن يتم الحوار بين أتباع الأديان - بشكل مباشر ميداني أو بشكل غير مباشر افتراضي ، عبر الانترنت والوسائل الاجتماعية وغيرها - وفق ضوابط وتوجيهات سامية منها : العدل والاحترام المتبادل وعدم النيل من الأديان الأخرى أو الأنبياء أو الرموز والشخصيات الدينية والأمانة والصدق والمصداقية وحسن الظن والسماحة والعفو وتقوى الله وحسن الخلق ورقي المعاملة .

   
يفتتح مؤتمر الدوحة التاسع لحوار الأديان أعماله الاثنين 24 أكتوبر في فندق الشيراتون في الدوحة، قطر، باشتراك أكثر من مئتي شخصية دينية و أكاديمية من خمسة و خمسين بلداً.
يتطرق المؤتمر هذه السنة إلى موضوع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الحوار بين الأديان، عبر جلسات وورش عمل تمتد لثلاث أيام متواصلة.
يعقد مؤتمر الدوحة التاسع لحوار الأديان بإشراف مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان و اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات
.
تنبيهات بريدية  
للحصول على آخر الأخبار والتحديثات من فضلك أدخل عنوان بريدك الإلكتروني