الأحد 04 أكتوبر 2015م - قنا
تحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدّى (حفظه الله ورعاه)، تنعقد فعاليّات المُؤتمر التاسع عشر لمُنتدى الأعمال الدولي ومعرض التكنولوجيا فائقة التطوّر بالدوحة، وذلك خلال الفترة من السادس وحتى الثامن من شهر أكتوبر الجاري.
ومن المُقرّر أن يفتتح معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخليّة المُؤتمر الذي يُقام بمركز قطر الوطني للمُؤتمرات، وذلك حسبما أعلن سعادة السفير عبد الله فخرو المُدير التنفيذي للجنة الدائمة لتنظيم المُؤتمرات في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحفي عقد هنا اليوم، للإعلان عن المُؤتمر والتفاصيل المُتعلقة بانعقاده .
وقال سعادة السفير عبد الله فخرو إن المُؤتمر يهدف إلى بناء جسور للتواصُل بين رجال الأعمال في كلا البلدين (قطر وتركيا) لبحث الفرص الاستثماريّة والتجاريّة المُشتركة وإمكانية نقل التكنولوجيا الحديثة بين الطرفين، خاصة وأن المؤتمر يجتذب نخبة من المتخصّصين في الهيئات والوزارات القطريّة والتركيّة ومنها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطريّة ومجلس قطاع تكنولوجيا المعلومات التركي، ووزارة الداخليّة ووزارتا الدفاع القطريّة والتركيّة، وممثلون عن هيئات الطيران المدني في البلدين.
وأضاف أن المؤتمر سيُناقش عدّة محاور أهمّها، تعزيز فرص التعاون في قطاعات الاتصالات والأمن الداخلي بين البلدين، وتنمية الشراكة التقنيّة بين تركيا وقطر في مجال الطيران المدني، وتطوير نقل التكنولوجيا بين واحة العلوم والتكنولوجيا القطريّة والشركات التركيّة الناشئة، وتنمية فرص الاستثمار والتجارة الثنائيّة وكذلك مناقشة نقاط التعاون المُشتركة في المجالات الاقتصاديّة المختلفة وبحث إمكانيّة إقامة شراكات تضمن نقل التكنولوجيا الحديثة بين الطرفين.
وأوضح سعادته أنه من المقرّر أن يُصاحب المؤتمر "معرض التكنولوجيا فائقة التطوّر" المُتخصّص في صناعة التكنولوجيا والذي يضمّ عارضين في مجالات حماية الصناعات الدفاعيّة فائقة التطوّر كالرادارات وأجهزة الاتصالات، والطائرات بدون طيّار، وأجهزة مراقبة الطرق والسيارات وأنظمة الرادارات والملاحة المدنيّة والعسكريّة.
ولفت إلى أن عدداً كبيراً من الجانب التركي والدول الإسلاميّة سيُشارك في هذا المؤتمر والمعرض، حيث أكد حضور المؤتمر أكثر من ألف شخصيّة من جمهوريّة تركيا والدول الإسلاميّة الصديقة وعدد من رجال الأعمال والهيئات والوزارات بدولة قطر تعدّى الـ200، بجانب حضور وفد إعلامي من تركيا مكوّن من 60 شخصاً لتغطية المعرض وفعاليّاته.
وأعرب عن أمله في نجاح فعاليّات النسخة الحاليّة من المؤتمر وأن تحقق أهدافها المرجوّة، إلى جانب عقد المزيد من المؤتمرات المماثلة والتي من شأنها توفير فرص للتعاون الثنائي بين البلدين، ومُعبّراً عن سعادته بالتعاون مع الجهات التركيّة ممثلة بجمعيّة رجال الأعمال والصناعيين المستقلين (الموصياد) في تنظيم المؤتمر الذي يُعقد تحت شعار (تطوير التعاون المُستدام في التكنولوجيا فائقة التطوّر، والصناعة الدفاعيّة).
وأعاد إلى الأذهان أن اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات كانت قد عقدت الأسبوع المنصرم مؤتمراً صحفياً في اسطنبول للإعلان عن تنظيم المؤتمر بالدوحة.
القوّات المسلحة القطريّة ستشارك بالمؤتمر والمعرض بصورة فعّالة
وقال العميد الركن محمد خليفة الكواري ممثل وزارة الدفاع نائب رئيس اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات، إن القوّات المسلحة القطريّة ستشارك بالمؤتمر والمعرض بصورة فعّالة، مُنوّهاً إلى أن القوّات المسلحة تشارك بالمعرض ليس فقط كونها جهة قطريّة بل ستشارك أيضاً بواسطة الشراكة القطريّة التركيّة المتمثلة في شركة (بي أم سي) والتي هي نواة تعاون بين الجانبين القطري والتركي بمجال الصناعات ويتمّ تطوير الشركة للاستفادة من التقنيّات التكنولوجيّة الموجودة بتركيا، خاصة وأن القوّات المسلحة القطريّة عملت مع نظيرتها التركيّة على تطوير العلاقات والاستفادة من التطوّر التكنولوجي الذي تمتلكه.
وأضاف أن المشاركة في هذا المعرض والمعارض بشكل عام تعتبر إحدى ركائز التعاون بين الجانبين من أجل ترسيخ التقنيّة للنهوض بالقدرات العسكريّة لكلا البلدين وخلق صناعات عسكريّة وقدرات متقدّمة لمواكبة التطوّرات في مجال الدفاع.
وقال السيّد شريدة الكعبي عضو مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين إن تركيا بالنسبة لنا هي وجهة جاذبة للاستثمار، واقتصادها يتمتع بالعديد من المزايا التنافسيّة كسوق حرّة غنيّة بالفرص في مجالات متنوّعة كالصناعة والتجارة والتكنولوجيا وغيرها، كما يربطنا بها علاقات تاريخيّة وإنسانيّة من شأنها أن تسهل دخول المستثمر ورجل الأعمال القطري إلى السوق التركيّة.
وأضاف نحن ننظر لهذا المؤتمر كخطوة لاحقة للمؤتمرات العامة الثنائيّة القطريّة والتركيّة التي سبق واستضافتها الرابطة وخطوة أولى نحو مؤتمرات متخصّصة تدخل في صلب المواضيع وتطرح أفكاراً علميّة يُمكن للطرفين الاستفادة منها، فتكنولوجيا اليوم تتعدّى كونها قطاعاً حديثاً ومجالاً اقتصاديّاً جديداً، فقد أصبحت تدخل في تحديث وتطوير كافة المجالات الاقتصاديّة الأخرى مثل القطاع المصرفي، والصحّي والصناعي وغيرها من المجالات الاقتصاديّة. وأعرب عن أمله في نجاح المؤتمر وأن يُحقق أهدافه المرجوّة.
وقال السيّد حسن جاسم السيد، الأمين العام المُساعد للبرامج الحكوميّة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المجلس الأعلى للاتصالات، إن العمل مع الجانب التركي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يُضيف إلى حجم الاستثمارات المتبادلة بين دولة قطر وجمهوريّة تركيا، ويُعدّ تطبيقاً لإرادة قادة البلدين في تعزيز التعاون الثنائي، وتعدّ دولة قطر كونها مركزاً للتكنولوجيا في المستقبل، وجهة للعديد من الشركات التي ترغب في الدخول باستثمارات بهذا المجال بدولة قطر لتكون جزءاً من الطفرة الإلكترونيّة التي تشهدها قطر، فالدولة تعمل بالتكنولوجيا المُتقدّمة في مجالات الحكومة الإلكترونيّة والصحّة الإلكترونيّة والتعليم الالكتروني، فضلاً عن أنه سيتمّ قريباً إطلاق استراتيجيّة مدن المعرفة التي تضع دولة قطر على قائمة الدول الأكثر استخداماً لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ودعا الشركات التركيّة لاستغلال الفرص الحقيقيّة المتاحة بالسوق القطريّة، آملاً أن يُحقق المؤتمر نجاحه المرجو وأن يكون للشركات التركيّة دور مهمّ في التنمية الوطنيّة بدولة قطر.
العلاقات القطريّة التركيّة شهدت تطوراً كبيراً
وقال السيّد غازي ميزيرلي ممثل رئيس جمعيّة رجال الأعمال والصناعيين المستقلين (الموصياد)، إن العلاقات القطريّة التركيّة شهدت تطوراً كبيراً، ونحن في دولة قطر الشقيقة لإقامة فعاليّتين اقتصاديّتين: معرض التكنولوجيا المتطوّرة، ومُنتدى الأعمال الدولي التاسع عشر، وذلك بحضور لفيف كبير من المؤسّسات والهيئات بالجمهوريّة التركيّة ونظرائهم من دولة قطر .
ولفت إلى أن جمعيّة رجال الأعمال والصناعيين المستقلين (الموصياد) تعدّ من الجمعيّات غير الربحيّة ولها فروع في العديد من الدول العالميّة وتقوم بعدّة نشاطات اقتصاديّة وإنسانيّة وخدميّة، ولها دور كبير في تنمية القطاعات الاقتصاديّة، حيث تأسّست في عام 1990م بخمسة من رجال الأعمال، وتطوّرت خلال 25 عاماً لتصبح من أقوى الجمعيّات المدنيّة بتركيا بعدد 11 ألف رجل أعمال يُمثلون 11 ألف شركة مختلفة، وتمثل صادرات أعضاء الجمعيّة 17 بالمائة من صادرات تركيا والدخل القومي التركي .
وتسعى الجمعيّة من خلال نشاطاتها للوصول إلى المرتبة المتقدّمة في إحياء وتفعيل العمل الاقتصادي المُشترك بين الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، تحت شعار (أخلاق عالية وتكنولوجيا متقدّمة)، وأقيم معرض الموصياد التجاري الدولي الخامس عشر في اسطنبول العام الماضي بمشاركة عدد كبير من ممثلي الحكومات المحليّة والدوليّة على مساحة بلغت 100 ألف متر مربع، واحتوى على مختلف القطاعات بمشاركة 746 شركة محليّة ودوليّة، بالإضافة إلى ما يزيد على 150 ألف زائر من تركيا و7246 مشاركاً من خارج تركيا .
إن مُنتدى الأعمال الدولي يهدف إلى تأمين الانفتاح التجاري المُشترك والأسواق العالميّة من خلال إحياء العلاقات التجاريّة والاستثماريّة المُشتركة بين مختلف رجال الأعمال بالعالم، والمُنتدى يجمع رجالات السياسة والاقتصاد ورجال الأعمال في مكان واحد لبحث المشكلات التي تواجه العالم الإسلامي وإيجاد الحلول المناسبة لها وإقامة المؤسّسات البديلة ليكون المُنتدى مركزاً استراتيجيّاً يمتلك القوّة الدافعة لتحقيق هذه الأهداف .
وردّاً على أسئلة للصحفيين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم قال السيّد غازي ميزيرلي ممثل رئيس جمعيّة رجال الأعمال والصناعيين المستقلين (الموصياد)، إن المؤتمر الدولي التاسع عشر لمُنتدى الأعمال ومعرض التكنولوجيا المُتقدّمة الذي يُعقد بمدينة الدوحة خلال الفترة من 6 حتى 8 أكتوبر الجاري، مختصّ بالجوانب التكنولوجيّة والاستثماريّة، ويُقام على مساحة 5 آلاف متر مربّع بمُشاركة 67 شركة تركيّة متخصّصة في الصناعات المدنيّة والعسكريّة والسيّارات المُصنّعة في تركيا وبمُشاركة مؤسّسات ووزارات قطريّة بالمعرض، ويأتي تنظيم الجانب التركي للمؤتمر والمعرض المُصاحب بهدف الوصول إلى شراكات بين الجانبين القطري والتركي تقدّر بـ5 مليارات دولار .
وأضاف في مؤتمراتنا عادة نطرح مشاريع ورجال الأعمال يتبنّون هذه المشاريع، ونعلن أننا سنطرح مشروع الطائرة المدنيّة التي ستصنع في تركيا (تي آر) والتي يتمّ الإعلان هنا للمرّة الأولى في قطر، ونبحث عن شركائنا القطريين لتصنيع هذه الطائرة بشكل مُشترك بين قطر وتركيا .
البحث عن شركاء لتصنيع التكنولوجيا في قطر
بدوره، أوضح السيّد عمر يالديز الرئيس التنفيذي لمعرض ميناء التكنولوجيا المُتقدّمة، أن هناك وفداً يضمّ 67 شركة تركيّة تضمّ أهمّ الشركات في قطاع التكنولوجيا لتقديم آخر الصناعات التقنيّة والعسكريّة التي استطاعت الحصول عليها مع حوالي 1000 رجل أعمال ومسؤولين حكوميين في ضيافة دولة قطر، وقال "نحن هنا ليس لبيع منتجات تقنيّة فحسب، بل نبحث عن شركاء لتصنيع التكنولوجيا هنا في قطر أو بمكان آخر، فالعلاقات التجاريّة والاستثمارات العقاريّة وصلت إلى وضع جيّد بين قطر وتركيا ونرغب في تطوير العلاقات وصولاً للقطاعات التكنولوجيّة والتقنية".
وأضاف "ليس هدفنا إقامة هذا المعرض في قطر بل إقامة شراكة مُستدامة مع دولة قطر التي ستكون بمثابة الانطلاقة لتعزيز الشراكات مع دول العالم الإسلامي، والاستثمار في التكنولوجيا، واليوم يصل وزير الدفاع التركي مع الوفد الرسمي المُشارك له لعقد لقاءات رسميّة مع الجانب القطري، وعلينا مواكبة العلاقات السياسيّة المتطوّرة وإقامة علاقات استراتيجيّة متميّزة تهدف إلى انطلاق شراكات بين الشركات التركيّة والقطريّة".
وأكد السيّد أوزر بالكيز الأمين العام لمُنتدى الأعمال الدولي أن المؤتمر له أهمّية خاصة في تعزيز العلاقات الاقتصاديّة والاستثماريّة التي تجمع بين دولة قطر وتركيا، فهو منصّة غير حكوميّة تجمع رجال الأعمال من كافة دول العالم بهدف التعاون التجاري، وبدأت هذه المبادرة في باكستان عام 1995م وجمعت حوالي 600 رجل أعمال من 23 دولة إسلاميّة ومنذ ذلك الحين قمنا بتنظيم 18 مؤتمراً في إحدى عشرة دولة مختلفة والفكرة من المُنتدى تأسيس شبكة أعمال عالميّة من أجل دعم التجارة وعلاقات الاستثمار والتعاون التجاري بين الدول المختلفة .
وأضاف سيكون هناك 5 جلسات تعقد تحت مظلة المؤتمر تهدف إلى تعزيز التعاون في الصناعات ومجال التكنولوجيا المتقدّمة وستركّز جلسات على الابتكارات التكنولوجيّة والصناعات الدفاعيّة والطيران المدني والأمن وغيرها من القطاعات التي تغطي كافة جوانب التعاون المُشترك بهدف دعم العلاقات الاقتصاديّة بين البلدين .
ويُشارك بمُنتدى الأعمال الدولي التاسع عشر 30 دولة من مختلف أنحاء العالم، وهو مُنتدى عمل يجمع هذه الدول سنوياً للمشاركة في اجتماعات الأعمال والأنشطة التجاريّة ويُوفر شبكة أعمال عالميّة موثوقاً بها، وقد تعاونت رابطة رجال الأعمال القطريين والموصياد في مُنتدى الأعمال الدولي التاسع عشر على إنشاء الموضوع الرئيسي لمُنتدى الأعمال تحت عنوان "الشراكة البينيّة: تطوير التعاون المُستدام في التكنولوجيا العالية والصناعات الدفاعيّة".
وسيكون الموضوع الرئيسي للمؤتمر بعنوان "القوى الكبرى: مستقبل الشراكة بين تركيا وقطر". بجوهر التعاون بين قطر وتركيا في المجال الاقتصادي الذي تمّ تشكيله منذ سنوات عديدة، وجلب مشاريع أخرى كمشروع التكنولوجيا الفائقة كخطوة هامة نحو المستقبل .
ويتبع حفل الافتتاح، خمس جلسات على مدار يومين ستركز على موضوعات مختلفة، منها قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر، الطيران المدني في قطر وتركيا، الأمن السيبراني، أمن الوطن وتفاصيل التعاون المستقبلي بينهما. كما سيتمّ التطرق خلال الحلقات النقاشيّة إلى موضوعات حول أهمّية الفرص التجاريّة والاستثماريّة بين قطر وتركيا، وضمان نقل وتبادل التكنولوجيا بين البلدين .