أخبار
قطر تؤكد بقوّة حماية الخليج وتعزيز مُكتسباته

بقلم - صالح الأشقر:
جريدة الراية
الأحد 8/2/2015م

 

دعا سعادة الدكتور خالد بن محمد العطيّة وزير الخارجيّة القطري إلى ضرورة تعزيز التعاون الفاعل والتكامُل الشامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة من أجل تحصينها وتعزيز نسيجها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني وحماية مُكتسباتها وترجمة طموحات آمال أبنائها تجنّباً لأيّة هزّات أو أزمات تؤثرعلى مسيرتها وتنعكس على رفاهيّة مُواطنيها.


وأكد وزيرالخارجيّة القطري في كلمته التي افتتح بها الاجتماع الأول للهيئة الاستشاريّة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون يوم الأول من فبراير الجاري ثقته الأكيدة بأن مرئيّات أصحاب السعادة أعضاء الهيئة في المجلس تساهم في ترجمة أهداف المجلس إلى المزيد من التنمية وتحقيق التقدّم والازدهار للدول الأعضاء.


ونبّه إلى أن المنطقة العربيّة تمرّ بظروف استثنائيّة وتحدّيات داخليّة وأزمات خارجيّة تلقي بظلالها القاتمة على المنطقة والعالم.. مُشيراً إلى ضرورة مُواجهة هذه التحدّيات والحدّ من تأثير تلك الأزمات انطلاقاً من قوّة المسيرة الخليجيّة والتي تعزّز حضور مجلس التعاون في الخريطة العالميّة.


وحول هذه التوجّهات القويّة والحريصة في الحفاظ على دول مجلس التعاون فإنه يحق لكلّ قطري أن يعتزّ ويزداد شموخاً بين أشقائه في دول المجلس بهذا التأكيد القطري القويّ عبر كلمة وزير الخارجيّة الهامة والمُناسبة جداً في الظروف السياسيّة الخليجيّة الحاليّة وما تحمله كلمة الوزير من المعاني الوطنيّة والمُعبّرة عمّا يجول في ضمير كل مُواطن حول خليجه العربي أولاً وأمّته العربيّة ثانياً.


والمُؤكد أن كلمة الوزيرالقطري تعبّرعن المواقف الخليجيّة التي جاءت في إطارها الأكبر والأوسع... مُشدّدة على الأمل من مجلس التعاون الخليجي أن يظلّ يُراقب على الدوام مسيرة التطوّرات المُتلاحقة على الساحة العربيّة وفي كل منطقة الشرق الأوسط.


ويُفترض في أمّتنا العربيّة أن تعي الزمن وتعايش القرن 21 وبعيداً عمّا تمارسه بعض دولها من العشوائيّة، ما يُؤدّي إلى العنف والدمار الذي لا علاقة له في القضايا الاستراتيجيّة والزمان المُناسب لذلك وكأن هذه الأمّة تعيش في القرون الوسطى بعيداً عن الزمن الحضاري الراهن.


الدول التي تشكل دول مجلس التعاون أغلبها خرجت إلى الوجود مع مُنتصف القرن العشرين الماضي رغم هذا التأخّر إلا أن النيّة والعزيمة الصادقة والقلوب المُؤمنة بالله وبالمُستقبل والوصول بشعوبها إلى دول متطوّرة للعيش مع هذا العالم فقد تحرّكت سريعاً لتعرف ما لها وما عليها في مُشاركتها هذا العالم الذي أصبح يُشيد ويحترم هذه التجربة الخليجيّة الناجحة.


لقد كانت كلمة سعادة وزير الخارجيّة القطري الدكتورالعطيّة تحمل عدّة معانِ هامة على المُستوى القطري والخليجي والعربي وجميعنا نتابع يومياً وفي كل ساعة ما يدور من الأنباء المُزعجة في المنطقة العربيّة التي يُحاول خليجنا الناهض وما يزال يُحاول العمل على الخروج من هذه الأوضاع المُزعجة إلى الاستقرار والتطوّر والنمو الإيجابي.


والمعروف الثابت وفي كل الأزمنة أن النجاح والفشل في بناء الدول يعود سببه ومُسبّباته إلى مدى الوعي والتقدير والإدراك للقائد ومن حوله من المعاونين على المُستوى المُناسب من السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين وفي كل المجالات التي تساعد على قيام وتطوير الدولة الحديثة.


ولسوء الحظ فإن الإنسان خاصة القيادي يُصاب أحياناً بأمراض غريبة منها: إذا ابتلاهم ربّ العالمين بمُصيبة فإنهم يرغبون أن تنتقل مثل هذه المُصيبة إلى الأشقاء والجيران للتخفيف من انتقادهم وأن هذه المُصيبة عامة ومع كل ذلك نأمل أن يشفي الله كل القلوب العربيّة من مرض الغيرة ويُهديهم إلى الأخوة العربيّة الحقيقيّة حتى يتمكنوا من التفرّغ والتفكير بمُستقبلهم ومُستقبل أجيالهم القادمة.


والمُؤكد أن دول مجلس التعاون التي منحها الله الثروة البتروليّة والسير في الطريق القويم لبناء حياتها ومُستقبل أجيالها كمجموعة واحدة ومُتحابة تهتم باستقرار شقيقاتها العربيّات لأن السعادة أو الحياة الهانئة تثمر وتزيد الخيرات على الأمم والشعوب إذا عمّت وتوسّعت على الجار وجار الجار.


وكلنا يعلم بما فيه الكفاية عن السياسات الأوروبيّة والولايات المتحدة واليابان وهي الدول الغنيّة في العالم والأكثر تقدّماً مدى حرص تلك الدول الغنيّة على استقرار الدول المُجاورة لها حتى ولو أدّى الأمر إلى أن تقوم هذه الدول الغنيّة بالمُساعدات الماليّة والسياسيّة وفي كل المجالات لجعل تلك الدول الجارة تشعر بأهمّية الاستقرار للجميع ومهما كلف ذلك من الثمن لهذا الاستقرار.

وإذا كان العديد من الدول العربيّة قد بلي بأعمال العنف والإرهاب بطريقة من الصعب تحميل فشل السلطة أو الجماعات الإرهابيّة كل هذه الأعمال الإرهابيّة لأن المُتسبّب الأول والأخير في استيراد أعمال العنف وعدم الاستقرار ونزيف الدماء ماضياً وحاضراً ومُستقبلاً هو عدم العدل بين المُواطنين وتفضيل بعضهم على بعض لمجرّد أن المُفضلين أكثر غزارة في القيل والقال وصناعة النكت وفنون إخراجها.

 

 

 

اتصل بنا

ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ

+974 40118300 / +974 44431258 : ﻫﺎﺗﻒ

ﺍﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ 2015© ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ