"إثراء المستقبل": "داعش" وترامب والنفط مشكلات تواجه العالم

الدوحة ـ أنور الخطيب
(العربي الجديد) – 1 يونيو 2016 م

 

جلسة اختتام مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي

 

خلص المشاركون في ختام فعاليّات أعمال مؤتمر "إثراء المستقبل الاقتصادي"، اليوم الأربعاء، في العاصمة القطريّة الدوحة، إلى التعبير عن قلقهم من المستقبل، بسبب القلاقل التي تشهدها المنطقة العربيّة والعالم، وأبرزها استمرار تهديدات تنظيم "داعش"، وانهيار أسعار النفط، كذا الخطاب الذي يروّجه المرشّح للانتخابات الأميركيّة دونالد ترامب .


في السياق، قال مدير مركز تنمية الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا، البروفيسور ستيفن سبيغل، في الجلسة الختاميّة للمؤتمر، إن "حالة القلق متشابهة في دول العالم العربي، جراء تصاعد حدّة الأزمات والتهديدات، وفي مقدّمتها تهديدات تنظيم (داعش) الإرهابي، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وانعدام الأمن، والحاجة إلى النمو الاقتصادي، وتوزيع الثروة".  


وبيّن أن تقارير المشاركين في المؤتمر خلصت إلى أن "تدخّلات القوى طويلة الأمد على الأرض باتت مكلفة، وأن دول الشرق الأوسط مطالبة بالوحدة لمواجهة التحدّيات التي تحيط بها"، لافتاً إلى أنها تكافح حاليّاً لمعرفة كيف يمكن مقاومة تنظيم "داعش" الذي يخوض حرب عصابات، وأثبت أن لديه تأثيراً على الاقتصاد العالمي، بعدما تسبّب في تدمير البنى التحتيّة.
وحول سياسات دول المنطقة، قال إن نقاشات المشاركين أشارت إلى أن المملكة العربيّة السعوديّة تركّز حاليّاً على إعادة الأمن إلى الدول العربيّة، وقتال "داعش"، في وقت تعتبر فيه إيران عدوّاً، وأن هناك إجماعاً عربيّاً على دعم تدخل تركيا في شؤون المنطقة، لأن دول المنطقة تيقنت من أنه لا يمكن لدولة أن تعمل بمفردها في وجه التهديدات، ولا بدّ من دعم دول الجوار.


وبالنسبة لأوروبا، أكد المشاركون أنها "تواجه أزمة اقتصاديّة، إلى جانب مشكلات مختلفة، مثل "الإسلاموفوبيا"، إلى جانب قضيّة اللاجئين"، لافتاً إلى وجود إجماع على ضرورة تقديم المساعدات للدول التي تحتضن هؤلاء اللاجئين، لمواجهة الأعباء المادية التي تقع عليها.
ولفت سبيغل، إلى استمرار الأزمة في سوريّة واليمن ودول أخرى، وقال إن المشاركين حمّلوا روسيا وأطرافاً أخرى مسؤوليّة تعقيد الوصول إلى حلّ لإنهاء الحرب في سوريّة واليمن، مضيفاً أن عدم الاستقرار في تلك الدول، يتسبّب في مضاعفة أعداد اللاجئين والنازحين على دول أوروبا.


وفي الجانب الاقتصادي، قال المتحدّث ذاته، إن المشاركين في المؤتمر اتّفقوا على أن الاقتصاد العالمي يشهد ثورة صناعيّة رابعة، مع زوال بعض الصناعات، مقابل دخول الشباب إلى قطاع الأعمال، واستمرار انخفاض أسعار النفط، رغم ارتفاع الاستهلاك، واعتماد الولايات المتحدة على الإنتاج المحلي للنفط، لافتاً إلى أن الخبراء اعتبروا أن سعر 100 دولار للبرميل كان يمثل "فردوساً" لبضعة أعوام، ومن الأفضل لمنتجي النفط أن يتعاملوا مع التداعيات الاقتصاديّة لهذا التغيير.
وأوضح البروفيسور، أن مرحلة التغيير الاقتصادي لا يمكن تأجيلها، وعلى دول العالم الاتجاه لدعم المؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة التي تؤمّن وحدها ما بين 50 و60 في المائة من مناصب العمل في دول قارة أفريقيا؛ مع ضرورة تغيير النظام التعليمي نحو التدريب المهني، ودعم قطاع رجال الأعمال.


وكان مساعد وزير الخارجيّة القطري للشؤون الخارجيّة، سلطان المريخي، الذي ألقى الكلمة الختاميّة للمؤتمر، قد لفت إلى إجماع المشاركين على التحدّيات الجسام التي تواجهها دول العالم ومنطقة الشرق الأوسط، خاصة الأمن الدولي والاستقرار الاقتصادي ومشاريع التنمية.
وأكد المريخي ضرورة العمل على بلورة رؤية مشتركة للتصدّي بحزم للمشاكل والأزمات الناجمة عن هذا الوضع، وقال في هذا الصدد، إن "هذا لا شك يُعتبر من صميم دور مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي، بوصفه يمثل فرصة فريدة تجمع عدداً كبيراً ومتميّزاً من القادة والخبراء الاقتصاديين والعلماء للتفكير بعمق لمجابهة هذه التحدّيات".