مشاركون في ندوة الإعلام وقضايا التنمية
قصور في تغطية وسائل الإعلام العربيّة لمعاناة اللاجئين

كتب - نشأت أمين
جريدة الراية
 الثلاثاء 16/5/2017م، الساعة 1:18 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة

 

http://www.raya.com/Views/Shared/news/shared/images/detailed2_bullet_arrow.jpg وسائل الإعلام مطالبة بتبديد المخاوف من استقبال اللاجئين
http://www.raya.com/Views/Shared/news/shared/images/detailed2_bullet_arrow.jpg نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين خلق ردود فعل خطرة في الدول المستقبلة

 

أكّد المشاركون في ندوة الإعلام وقضايا التنمية والاستقرار وأزمة اللاجئين، وجود قصور شديد من جانب وسائل الإعلام العربيّة في الاهتمام بمعاناة اللاجئين.. مشيرين إلى أن وسائل الإعلام الغربيّة رغم أنها ليست مطالبة بالحديث عن المحن التي يعاني منها اللاجئون في العالم العربي، إلا أن اهتمامها بقضاياهم أكبر من اهتمام وسائل الإعلام في عالمنا العربي.


وأوضح المُشاركون، في الندوة التي أدارها الإعلامي ماجد عبد الهادي، أن المرء لا يرى في وسائل الإعلام العربيّة سوى مشاهد القتل والتشريد لدرجة أن البعض يشعر بأننا قوم نجيد فنّ القتل ولا نجيد فنّ الحياة. وقال سعادة السيّد ناصر بن عبد العزيز النصر الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، خلال مشاركته في الندوة، إن العالم يعيش في الوقت الحالي أوضاعاً تتّسم بالبلبلة والقلق، مشيراً إلى أن هناك حالة هجرة عالميّة لم نرَ لها مثيلاً منذ أجيال، حيث تولد عنها موجة نزوح هائلة لكتل بشريّة ضخمة هربت فراراً من لظى الصراع والفقر.


وأوضح أن نزوح هذه الأعداد خلق ردود فعل شديدة الخطورة في أوساط الدول المستقبلة للاجئين، حيث رأى البعض هناك أنها تشكل ضغوطاً على المنافع العامة في تلك الدول، ناهيك عن النظر إليهم بنظرة العاجز عن التكيّف مع الأوضاع السائدة فيها، لا سيّما فيما يتعلق بالعادات والتقاليد، فضلاً عن الربط بينهم وبين الخوف من الهجمات الإرهابيّة.
ولفت إلى أنه تزامن مع ذلك تزايد أعداد الحكومات التي تؤيّد اتخاذ إجراءات قاسية تستهدف مجتمعات اللاجئين والمهاجرين، وكذلك تصاعد قوّة الأحزاب المعارضة لاستقبالهم.


واستعرض النصر تاريخ نشأة تحالف الحضارات.. مشيراً إلى أنه انطلق قبل 10 أعوام عندما كان العالم يشهد ارتفاعاً في وتيرة محاور الاستئصال فيما بين الثقافات، حيث تبذل المنظمة جهداً كبيراً من أجل التصدّي لظاهرة كره الأجانب. وقال إنه في ظلّ أجواء الخوف والريبة التي تسيطر على المجتمعات في شتّى أرجاء العالم الآن فإن المنظمة ترى أنه تقع على عاتق الصحفيين مسؤوليّة تشجيع التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات. وأشار إلى أن التحالف منذ قيامه يولي اهتماماً كبيراً لدور وسائل الإعلام وتأثيرها في حياة الأقليّات في المجتمعات.
وقال د. فهد الحارثي مدير مركز اسبار للدراسات والبحوث والإعلام بالمملكة العربيّة السعوديّة إن مصطلحات الاستدامة والتنمية أصبحت غريبة على المجتمعات العربيّة، وأصبح القتل والتشريد هو الأقرب إلى الفكر في المجتمعات العربيّة بسبب الحروب الأهليّة والنزاعات والحروب بالوكالة التي تحدث في العديد من الدول العربيّة.
وأكّد أن المرء لا يرى في وسائل الإعلام العربيّة سوى مشاهد القتل والتشريد، لدرجة أن البعض يشعر بأن العرب قوم يجيدون فنّ القتل ولا يجيدون فنّ الحياة لذلك فهم يقتلون أنفسهم.
وأوضح أن العرب قتلوا وشرّدوا من أهلهم وذويهم أضعاف ما فعلت إسرائيل بالعرب أنفسهم.. مشيراً إلى أن هناك 8 ملايين سوري مشرّدين بينهم 4 ملايين طفل بخلاف النازحين الذين تجاوز عددهم 10 ملايين نازح. وأكّد أن هذه الأرقام التي ليس لها مثيل في أيّ مكان بالعالم لا يعرفها الكثير من الإعلاميين العرب.
وشدّد على ضرورة وجود واجب أخلاقي وإنساني وديني على وسائل الإعلام تجاه هذه القضيّة، وأن تلتفت إلى الأوضاع في مخيّمات اللاجئين أينما كانوا مثلما تلتفت إلى ميادين القتل والخوف.


بدوره، قال محمّد أبو عساكر المسؤول الإعلامي الإقليمي بالمفوّضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بفلسطين إن هناك 65 مليون لاجئ ونازح وطالب لجوء على مستوى العالم، مشيراً إلى منطقة الشرق الأوسط رغم أنها لا تمثل سوى 10% من العالم، إلا أنها تحتضن 40% من اللاجئين على مستوى العالم.


وأكد أن المفوّضيّة السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة تبذل جهوداً كبيرة من أجل إيصال صوت هؤلاء اللاجئين إلى دول العالم من خلال العديد من الوسائل، بينها وسائل التواصل الاجتماعي.من جانبه، تحدّث د. خالد الجابر مدير مركز الشرق للأبحاث عن مسبّبات اللجوء، مشيراً إلى أن هناك إجماعاً على أن الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة والانفجارات الاجتماعية التي تشهدها دول العالم الثالث والحروب والصراعات الأهلية، تعدّ أبرز ما يدفع المواطنين إلى الهجرة أو اللجوء، يضاف إلى ذلك الشعور بالحرمان السياسي، والحرمان من الحق في العيش الكريم، ومغريات الهجرة المقدّمة مقارنة بالوضع في الوطن الأم.


وأشار إلى أنه يمكن القول إن الاهتمام الذي أبدته وسائل الإعلام العالميّة باللاجئين وقضاياهم بالتحديد في العالم العربي خلال السنوات الماضية تصاعد بشكل كبير مع انفجار الأزمة السوريّة التي ما زالت مستمرّة منذ 2011م وتدفّقات اللاجئين على دول الجوار والدول الأوروبيّة والاحتياجات الإنسانيّة المرتبطة بها، وأكّد أنه من المفارقات أنه رغم كون عواصم عربيّة مثل دمشق، وبغداد، وصنعاء، وطرابلس، تشهد أكبر أزمة لجوء ونزوح في العالم العربي، فإن وسائل الإعلام العربيّة لم تكن هي صاحبة أكبر قدر من التدفّق الإعلامي والإخباري والمعلوماتي المتعلق بتلك الظاهرة. ولفت إلى أنه في المقابل، فإن العديد من وسائل الإعلام في الدول الأوروبيّة تبنّت خلال السنوات الماضية خطاباً داعماً لقضيّة اللاجئين، وخصّص بعضُها مساحات من الدعوات والمطالبات باستيعاب اللاجئين ومساعدتهم على تخطّي أزماتهم وإدماجهم داخل المجتمعات الأوروبيّة من خلال آليّات عديدة اقتصاديّة واجتماعيّة وتعليميّة.

 

الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني:
تبنّي نموذج دولي واضح للتحرّك الإنساني

 

دعا سعادة الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس أمناء الصناديق الإنسانيّة بمنظمة التعاون الإسلامي إلى تبنّي نموذج دولي واضح للتحرّك الإنساني لمواجهة الأزمات والكوارث ومساعدة اللاجئين والنازحين. وقال:"أتمنّى من الأمم المتحدة أن تقود حركة تصحيحيّة لتحرّك المنظمات الإنسانيّة، حتى لا تكون الأنشطة الخيريّة مجرّد ردّة فعل وتقتصر على تقديم المعونات والمساعدات".


ولفت إلى أن التصدّي للنزاعات والحروب هو العلاج الفعّال لأزمات اللاجئين حول العالم. وقال "إن الحروب هي السبب الرئيسي لحالات اللجوء في العالم، فنحو 90 بالمائة من اللاجئين في الوقت الراهن، تركوا أوطانهم هروباً من الحروب والصراعات". وطالب المؤسّسات الإنسانيّة المحليّة والإقليميّة والأمميّة باعتماد برامج إنسانيّة تنمويّة منتجة، ليكون اللاجئ منتجاً وليس مستقبلاً للمساعدات فقط.  كما نبّه إلى أهمّية دراسة مناطق اللجوء بدقّة حتى لا تذهب الجهود الإنسانيّة سُدى.

 

أكّدوا حرص قطر على معالجة مشكلة اللاجئين.. مشاركون بالمنتدى:
رحيل الأسد بداية الحلّ للأزمة السوريّة

  • ممارسة النظام السوري التهجيرَ القسري سبب تدفّق اللاجئين

كتب - ابراهيم بدوي:

 

أكّد عددٌ من المشاركين في جلسة دور المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان في التعامل مع قضايا اللاجئين، حرص قطر على معالجة أزمة اللاجئين.. مُشيرين إلى أن المجتمع الدولي فشل في التعامل مع الأزمة السوريّة واستجابته لم تكن على قدر تطوّرات الأوضاع هناك، بينما وفّرت منظمات حقوق الإنسان المساعدات الإنسانيّة بشكل كبير. ونوّهوا بأن النظام السوري لا يزال يمارس التهجير القسري ضدّ الشعب، ما يلعب دوراً أساسيّاً في استمرار تدفّق اللاجئين والنازحين.
وأشاروا إلى أن هناك مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري تحت الحصار واحتمالات التجويع. مضيفين إن المجتمع الدولي ليس موحّداً تجاه أزمة اللاجئين مثل الاتحاد الأوروبي الذي لا توجد له سياسة موحّدة في هذا الاتجاه، إلا أن بعض الدول قامت بمجهود كبير مثل ألمانيا والسويد واستقبالهما أكبر عددٍ من اللاجئين السوريين. وشدّدوا على أن أزمة اللاجئين السوريين سببها ديكتاتوريّة بشار الأسد وفرضه الحصار والقصف، ومع غياب آليّة للمساءلة فإنه يواصل قتل الشعب السوري، وكلما غادر الأسد مبكراً وصلنا إلى حل للأزمة سريعاً ولا بدّ من التعامل مع أزمة اللاجئين باحترام. وأشاروا إلى ضرورة إيجاد تشريعات جديدة تضفي حماية إضافيّة للاجئين تلتزم بها كافة الدول وتشكل خريطة طريق في كيفيّة التعامل مع اللاجئين حول العالم، وأيضاً بحث كيفيّة توفير الأمن والاستقرار في حالة عودة اللاجئين إلى أوطانهم والتعاون والعمل معاً من أجل مواجهة المشكلات الناجمة عن أزمة اللجوء مثل الاتجار بالبشر، وتكثيف هذا التعاون على المستويين الثنائي والمتعدّد الأطراف. واستعرضت الجلسة أزمة اللاجئين في نيجيريا والاضطرابات التي أحدثتها جماعة بوكوحرام المتطرّفة وممارساتها ضدّ المواطنين وأهمّية وقف النزاعات كبداية أساسيّة لحلّ أزمة اللاجئين، لأنه لا أحد يريد أن يترك وطنه. وشدّدوا على أهمّية تنفيذ العدالة والمساءلة ضدّ كل من ارتكب أعمالاً إجراميّة في هذه النزاعات، لافتين إلى مطالبة بعض اللاجئين بهذه المساءلة وإجراء تحقيقات وصرف تعويضات لما أصابهم من أضرار ماديّة ونفسيّة جسيمة مع ترحيبهم بتدخّل محكمة العدل الدوليّة في هذه التحقيقات لتحقيق العدالة والبعد عن النزاعات القبليّة.