أكد جورجيوس كاتروجكالوس، وزير الدولة للشؤون الخارجيّة في اليونان، أن منتدى الدوحة يعكس قوّة قطر وتأثيرها في محيطها الإقليمي، لافتاً إلى أن هذا المنتدى هام جداً في الوقت الحالي، لأنه يناقش قضايا اللاجئين والتنمية والاستقرار خاصة من منطقة الشرق الأوسط التي تمرّ بالعديد من المشكلات، مؤكداً أن هذه الدورة سوف تخرج بنقاشات مهمّة من أجل محاولة الحصول على نتائج وحلول لمختلف القضايا الإقليميّة والدوليّة. 

وأشاد الوزير اليوناني، في حديث لصحيفة "الشرق" القطريّة الصادرة اليوم، بالدور الذي تقوم به دولة قطر في الدعم الإغاثي والإنساني، وأيضاً دعم اللاجئين، مشدّداً على أن بلاده تقدّر ما تقوم به الدوحة على كافة الأصعدة في تلك المجالات. 

واعتبر أن اختيار قضيّة اللاجئين على رأس أجندة المؤتمر كان في غاية الأهمّية. ونحن نودّ أن نتعاون في هذا المضمار من خلال امتلاكنا لتجربتنا الخاصة، فكما تعلم فإن اليونان واجه العديد من الصعوبات الاقتصاديّة، ومشكلة اللاجئين، ونحن نتعامل مع تلك المشكلات بشكل إيجابي وفعّال. 

وأكد على أن مشكلة اللاجئين في اليونان أصبحت أزمة واضحة، حيث يتدفّق اللاجئون السوريّون على اليونان عبر البحر، وبالرغم من أن البلاد تمرّ بأزمة اقتصاديّة إلا أننا نحاول التعامل مع وضع اللاجئين بشكل إيجابي وإنساني، حيث لا نتعامل معهم كأنهم في السجون، بل ندعهم يذهبون إلى حيث أرادوا الذهاب سواء إلى الدول الأوروبيّة أو غيرها من الدول الأخرى، لأن الفرص الاقتصاديّة الآن في اليونان قليلة بعض الشيء في ظلّ وجود تلك الأزمة الاقتصاديّة. 

وأشار إلى وجود حوالي 60 ألف لاجئ في اليونان وبطبيعة الحال قد مرّ غيرهم كثيرون إلى بعض دول أوروبا الأخرى الأكثر ثراء. 

وحول دور قطر في التوسّط وحلّ النزاعات الإقليميّة والدوليّة أشار إلى أن دور قطر في الوساطة وحلّ النزاعات أصبح متعدّد الجوانب من خلال استخدام كافة وسائل الدبلوماسيّة، وقد استطاعت دولة قطر تذليل العقبات في مختلف المواقف الصعبة، وهذا يعبّر عن قوّة قطر الدبلوماسيّة. 

كما نوّه بالعلاقات القوّية للغاية بين اليونان وقطر، مؤكداً أن هذه العلاقات تاريخيّة وعميقة. وبشكل عام فإن اليونان قريبة جداً للعالم العربي، وهناك روابط مميّزة بين الجانبين، مضيفاً أن هذه العلاقات الاقتصاديّة متنامية ومتصاعدة في مختلف القطاعات. واليونان الآن يحاول أن يكون مركزاً للطاقة في المنطقة. ونحن لدينا العديد من خطوط الطاقة التي تفيد المنطقة برمّتها. وأستطيع أن أؤكد أن اليونان يمكن أن يكون بوّابة الغاز القطري إلى دول الاتحاد الأوروبي. 

وكشف عن أن بلاده تسعى إلى تعميق العلاقات الاقتصاديّة والتبادل التجاري والاستثماري. ورغم الأزمة الاقتصاديّة فإن الاقتصاد اليوناني سوف يتعافى قريباً. "ومن جانبنا نحن نبحث عن الاستثمارات التي يمكنها إنعاش الاقتصاد اليوناني، وقطر من أهمّ تلك الدول في الاستثمار"، مشيراً إلى أن المناخ الاستثماري الآن في اليونان مشجّع جداً.