كلمة الرئيس البشير في افتتاح منتدى الدوحة 2017م

موقع بيزنيس كلاس
بواسطة - admin
مايو 14 مايو 2017م

توجّه فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهوريّة السودان، بخالص الشكر والتقدير والثناء لدولة قطر، أميراً وحكومة وشعباً، على تنظيمها لمنتدى الدوحة واستمراريّة عقده على مدى الدورات السابقة حتى أصبح اليوم في مصاف المنابر العالميّة الهامة التي تسهم في الأمن والسلم العالميين.


ونوّه فخامة الرئيس السوداني في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحيّة للمنتدى صباح اليوم بفندق شيراتون الدوحة، باهتمام منتدى الدوحة بقضايا الأمن والاستقرار في العالم وسعيه نحو إيجاد الحلول الفكريّة والعلميّة لها، لافتاً إلى أن المنتدى يضع المشاركين فيه خلال هذه الدورة، أمام تحدّيات كبيرة خاصة وأن موضوع الدورة يمسّ قضيّة تعنى بالنواحي الإنسانيّة والأخلاقيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة.


وقال فخامته إن الأعداد الكبيرة لظاهرة اللجوء في العالم، حيث وصل عدد اللاجئين اليوم نحو ربع مليار شخص، لها أثرها الواضح على استقرار المجتمعات وتنميتها في الدول المصدّرة والمستقبلة لهم، وتعتبر من أهمّ المؤشرات لحالة الاستقرار والأمن والأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة للدول، مشيراً إلى أن قضيّة اللجوء أصبحت اليوم من أهمّ القضايا على الساحة العالميّة، مضيفاً القول (اجتماعنا هنا اليوم يدلّ على حجم هذه الظاهرة التي تلازم الإنسان منذ فجر التاريخ).


وأكد الرئيس البشير في كلمته على أن استقبال السودان لأعداد هائلة وكبيرة من اللاجئين، ينبع من إيمانه الراسخ بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتقاليد أهله وبقناعات راسخة منه، في ظلّ ظروفه التي يتقاسم فيها موارده المتاحة مع اللاجئين إليه، التزاماً أيضاً بالمواثيق والقوانين الدوليّة الخاصة باللاجئين التي ظلّ ملتزماً بها لنحو نصف قرن من الزمان وحتى الآن جرّاء الأزمات في عدد من الدول المجاورة.


وأوضح أن عدد اللاجئين في السودان يتجاوز الآن مليوني لاجئ وطالب لجوء، يتمتعون بكامل حقوقهم مثل حقوق المواطن السوداني نفسه، لافتاً إلى أن السودان هو أوّل دولة تسنّ قانوناً لتنظيم اللجوء منذ عام 1974م، وأتبع ذلك بقوانين مماثلة عامي 2014م و2015م (تعي) كذلك بمكافحة الإتجار بالبشر التي تستهدف هذه الفئات الهشّة.


واعتبر تجربة السودان في هذا المجال رائدة بمعنى الكلمة، سيّما وأنه تتاح للاجئين بالتعاون مع المفوّضيّة السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة فرصة الاعتماد على أنفسهم، فضلاً عن تنفيذ برامج للعودة الطوعيّة أو إعادة توطينهم في دول أخرى.


وأعرب فخامة الرئيس السوداني عن الشكر الجزيل للدول الشقيقة التي تتعامل مع بلاده في قضيّة اللاجئين وتقديم العون والمساعدة لهم، وقال إن دولة قطر الشقيقة تأتي في مقدّمة هذه الدول.


كما أشاد الرئيس السوداني بدور قطر الرائد والمقدّر في تحقيق السلام والاستقرار في دارفور عبر وثيقة الدوحة للسلام في دارفور، مشدّداً على أن إسهامات قطر في هذا المجال لا تخطئها عين، وهو ما أنهى الأزمة و"إفرازاتها" على الصعيد الداخلي والخارجي.


واستعرض فخامته السُبل الكفيلة للقضاء على مشاكل وظاهرة اللجوء والهجرة غير القانونيّة، ومن ذلك تحقيق الاستقرار والتنمية في الدول المصدّرة لهم ومعالجة الأزمات ذات الصلة من جذورها.


وطالب في سياق ذي صلة المجتمع الدولي للقيام بدوره الإنساني في تقديم العون لهذه الفئة ومعالجة جذور الأزمة سياسيّاً واقتصاديّاً واجتماعيّاً، مؤكداً أن السودان سيتعاون مع كل جهد إنساني يسعى لهذا الغرض.
وجدّد فخامته الشكر لدولة قطر لاهتمامها بمثل هذه القضايا الهامة، التي يؤكد عليها استمراريّة عقد هذا المنتدى الهام.