منتدى الدوحة: لربط المبادرات الإقليميّة والدوليّة لإحلال السلام

الثلاثاء 24 أيار/ مايو 2016م - 11:29
ليبانون فايلز

أكد المشاركون في الجلسة الختاميّة لأعمال منتدى الدوحة السادس عشر، على ضرورة "ربط المبادرات الإقليميّة والدوليّة لإحلال السلام وتعزيز الأمن والسلم الدوليين، ومنح الفرصة لجيل الشباب، ودعم الابتكار وفرص الأعمال والاستثمارات، وصولاً إلى المطالبة بأجندة جديدة لمجلس الأمن".
وناقش المنتدى على مدار ثلاثة أيّام، وسط حضور إقليمي ودولي رفيع، "سُبل تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي في ضوء التحدّيات الكبرى التي تواجه عالم اليوم في مجالات الدفاع والأمن والاقتصاد والطاقة وقضايا المجتمع المدني". 


ونوّه السيّد سلطان بن سعد المريخي مساعد وزير الخارجيّة للشؤون الخارجيّة في كلمة له خلال الجلسة الختاميّة للمنتدى بالمساهمة القيّمة للمشاركين خلال المناقشات. 
وأشار إلى أن "جلسات المنتدى تناولت خلال الأيّام الثلاثة الماضية موضوعات الأمن العالمي وأمن الشرق الأوسط والطاقة والاقتصاد وأجندة التنمية المُستدامة والمجتمع المدني منوّهاً بالمناقشات الثريّة التي شارك فيها كبار القادة والسياسيين والخبراء من مختلف دول العالم". 
وأكد أن "الجلسات أبرزت اهتمام جميع المشاركين بهذه المسائل وتبادل الأفكار والرؤى وطرح الحلول لمواجهة التحدّيات السياسيّة والاقتصاديّة التي تواجه الجميع وتستدعي التعاون الجماعي لجعل عالمنا أكثر أمناً واستقراراً". 


وثمّن مساعد وزير الخارجيّة للشؤون الخارجيّة "الأطروحات والأفكار التي قدّمت حيال المسائل والقضايا المطروحة لا سيّما فيما يتعلق باحتواء مشكلة تدهور الأمن وتصاعد حدّة الإرهاب والنزاعات المسلحة في مناطق مختلفة من العالم وتدهور أسعار النفط والتأكيد على العمل الجماعي لتحقيق التنمية المُستدامة 2030 التي تهمّ الجميع". 


خلص المشاركون في جلستي الأمن الإقليمي والدولي إلى أهمّية "مفهوم الحوكمة وعلاقته بالأمن، وأهمّية الجانب الثقافي والدور الذى تقوم به منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ودور الشباب، وأهمّية التعليم كطريقة أساسيّة لمواجهة التحدّيات". 
كما شدّدوا على ضرورة "تدريب الشباب فى دول مجلس التعاون، ودور الأمم المتحدة ومجلس التعاون في دعم الإجراءات الأمنيّة. وضرورة تناغم الدبلوماسيّة مع الأمن، وأهمّية التنمية الإنسانيّة، وكلها محاور طرحت ضمن مناقشة إشكاليّة إعادة بناء الدولة". واتفقوا على أن "الإصلاح لا بدّ أن يكون جذريا، مع إيجاد سوق جديدة تناسب عالم اليوم المتغيّر، والاهتمام بالأجندة الخضراء والتعليم". 


كما أجمع المشاركون على أن "عالم اليوم يشهد حالة فوضى وانعدام للأمن، في وقت تبدو أوروبا غائبة عن الساحة الدوليّة، مقابل حضور أكبر لدول "البريكس"، مؤكدين على ضرورة "دعم الدبلوماسيّة المتعدّدة الأطراف، وإنشاء منصّة متوسطيّة لتنمية القدرات الإنسانيّة وحلّ كافة القضايا المتعلقة بمنطقة المتوسّط". وأكدوا على ضرورة "إيجاد قيادة إنسانيّة لمعالجة مشاكل العالم، في ظلّ تنامي الإرهاب وبروز بعض الحركات والجهات التي لها تأثيرها على المجتمعات الأكثر هشاشة". 
وأوصوا في جلسة "الأمن" الأولى، بضرورة "ربط المبادرات الإقليميّة والدوليّة لإحلال السلام، ومنح الفرصة لجيل الشباب، ودعم الابتكار وفرص الأعمال والاستثمارات، وصولاً إلى المطالبة بأجندة جديدة لمجلس الأمن، في ظلّ إقرار الجميع بصعوبة انفراد أيّ دولة أو قدرتها على حلّ المشاكل بمفردها، مع الحاجة الملحّة إلى استحداث إلى منصّة إقليميّة ودوليّة".


وخلصت جلسة "الطاقة" التي ناقشت موضوعات متعلقة بتبعات أزمة الطاقة والفرص والتحدّيات، بحضور ممثلين عن دول مجلس التعاون إلى ما وصفوه "بالدروس المستفادة من أزمة النفط العالميّة. واتفقوا على وجود حاجة لمراقبة مركبة ومتنوّعة إزاء أزمة الطاقة، وارتباط ذلك بالبيئة"، لافتين إلى أن "إدارة الطاقة أمر أساسي ويتطلب مشاركة الجميع". 
وشهدت الجلسة مناقشة "رؤية قطر في مجال الطاقة، وتطوير الطاقات المتجدّدة، وطرح إشكاليّة بروز أزمة النفط وتأثيراتها، وأشكال إدارة الأزمة". كما ناقش الحاضرون "قضايا ملحّة تتعلق بما تواجهه دول العالم نتيجة تدنّي أسعار النفط، والحاجيات المستقبليّة، وانعدام المساواة، وارتباط الطاقة بالتنمية البشريّة والتنمية المُستدامة". 


واقترح المتحدّثون في ختام الجلسة، "ضرورة توسيع المشاركة في منتدى الدوحة، من الجنسين، إلى جانب دعوة القطاع الخاص وتشجيع المبادرات الشبابيّة".
وأكد محمّد كريشان، المذيع بقناة الجزيرة ورئيس جلسة الأمن الإقليمي والدولي الثانية أن "المناقشات أظهرت أن الوصول إلى تسويات لنزاعات المنطقة ليس بالأمر السهل وأن منظمة الأمم المتحدة لا يمكنها فرض تسويات على الفرقاء والأطراف المتنازعة ولكنها تلعب دوراً مسهّلاً لكافة الأطراف. وأكدت المناقشات على أن منطقة الشرق الأوسط تحوّلت إلى منطقة جذب لكل التناقضات ولم تقتصر على الصراعات الداخليّة فقط ولكنها أصبحت ساحة مفتوحة لأطراف إقليميّة ودوليّة وأن الوضع أصبح أكثر تعقيداً ممّا يبدو عليه". 


ونوّه كريشان "بحديث المبعوثين الأممين لليمن والعراق بأنه لا بدّ من التحلي بالصبر للوصول إلى تسويات"، لافتاً إلى تعليق "صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وتحذيره من أن الأوضاع فى فلسطين مرشحة للانفجار وقد تؤدّي لحدوث الكثير من التداعيات تتجاوز في تأثيرها ما تشهده بقاع أخرى في المنطقة". وسلط الضوء على "ما طرحه عريقات من تحذيرات في حالة إقدام تنظيم الدولة "داعش" على القيام بعمليّات قتل لمدنيين إسرائيليين وما يمكن أن يؤدّي إلى تحوّل داعش إلى حركة ربما تستقطب المزيد من العناصر في حالة وصول الرأي العام إلى قناعة بأن تسوية حلّ الدولتين أصبح مستحيلاً".


بدوره قال عباس عروة رئيس مؤسّسة قرطبة بسويسرا عن دور المجتمع المدني:"إن أعمال المنتدى أظهرت تثميناً لدور المجتمع المدني في تنمية وتطوير المجتمعات، والتأكيد على ضرورة إدماج كل فئات وطاقات المجتمع لإحداث تجانس بينها وتجنّباً لأيّ توتّرات قد تحول دون بناء المجتمعات والدولة الراشدة والتنمية المُستدامة. كما أكدت المناقشات على أنه يجب ألا يتمّ النظر إلى منظمات المجتمع المدني باعتبارها تهديداً للدولة أو الحكومة ولكنها شراكة تهدف ليس فقط إلى تحسين وتقويم الخدمات للمواطنين ولكن أيضاً إلى تقديم النصح السياسي للحكومة وربما تحدّي سياسات العمل الحكومى من أجل تطويرها ولذلك فلا بدّ من التعامل مع المجتمع المدني باعتباره شريك في تسيير الشؤون العامة وليس كمعارض أو طرف يهدّد السلطة. كما شدّدت المناقشات على ضرورة الحيلولة دون تحوّل الفاعلين في المجتمع المدني إلى التربّح من تمويل المجتمع المدني"، لافتاً إلى "وجود بعض الحالات التى استطاع فيها المجتمع المدني القيام بالعديد من الأنشطة لخدمة المجتمع بطرق إبداعيّة وبإمكانيّات بسيطة للغاية". 


وأكد أحمد الكواري الخبير الاقتصادي ورئيس الجلسة المتخصّصة حول التنمية المُستدامة "إن قطر لديها رؤية واضحة للتحول الاقتصادي"، لافتاً إلى أن "المناقشات أكدت حاجة العالم إلى حشد الطاقات والجهود وتعزيز الإرادة السياسيّة لمواجهة المشكلات التي يعانيها عالم اليوم، وتحويل الالتزامات السياسيّة إلى واقع عملي وخصوصاً فيما يتعلق بتنفيذ أجندة التنمية المُستدامة 2030 التي أقرّها زعماء العالم العام الماضي. كما أشارت الجلسة إلى التحدّيات مرتبطة بالنمو السكاني والتجارة والطاقة والمؤسّسات الأمميّة" . 


واشار الكواري إلى "كلمة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة والذي قال فيها إن لدى دولة قطر وغيرها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة رؤى واضحة للتحوّل الاقتصادي وتحقيق التنمية المُستدامة . كما أكد على أن قطر أطلقت رؤيتها 2030 بهدف التحوّل إلى اقتصاد متنوّع غير معتمد على النفط الغاز وتقوم بخطوات إيجابيّة للوصول إلى هذا الهدف". 


وأكد على "ما قاله الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني أن مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة هو من أنجح التجمعات الاقتصاديّة في المنطقة "وهو تجمّع فاعل وعملي قاد إلى نتائج إيجابيّة كبيرة ويمتلك تجربة اقتصاديّة فريدة".
وأكد "إنجاز الاتحاد الجمركي وأن السوق الخليجيّة المشتركة في مراحلها الأخيرة وهناك الكثير من المبادرات الاقتصاديّة المشتركة التي تدعم تطوّر الاقتصاد الخليجي"، مضيفاً "بأن الاقتصاد الخليجي تكاملي ومتقارب ونجح لعوامل كثيرة".


بدوره أكد إبراهيم فريحات رئيس الجلسة المتخصّصة بعنوان "أمن الخليج: الحوار بدل النزاع"، "إجماع المشاركين على أن الحوار هو الطريق الأفضل لإحلال الأمن في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين أن إيران ليس لها مستقبل بالمنطقة في ظلّ انتهاج سياساتها التوسّعية والعدائيّة ضد الدول العربيّة". 
ولفت إلى أن "المناقشات توصّلت إلى أن أفضل حوار يمكن إجراؤه هو حوار "دايتون" حيث كانت الولايات المتحدة حاسمة وقويّة في مفاوضات البوسنة، أما الآن فنجد إدارة أوباما ضعيفة ومتردّدة، وعلى هذا الأساس يمكن القول إن الحوار ممكن ولكن شرط أن يكون حاسماً. كما طالبت الجلسة بالتركيز على المشاريع الاقتصاديّة والتنمويّة بدل المشاريع السياسيّة والعسكريّة".