ﺃﺧﺒﺎﺭ

ورشة عمل حول "أسباب البطالة والحلول" ضمن فعاليّات مُؤتمر إثراء المُستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط
الدوحة في 12 مايو 2015م - قنا

ناقشت ورشة عمل اليوم، ضمن فعاليّات مُؤتمر إثراء المُستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط المُنعقد في الدوحة، وتتواصل فعاليّاته على مدار ثلاثة أيام، أسباب البطالة بين الشباب في منطقة الشرق الأوسط والحلول المطروحة لمُواجهتها  .


وأكد المُشاركون في الورشة التي عقدت تحت عنوان "مُكافحة البطالة بين الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" على ارتفاع نسب البطالة في منطقة الشرق الأوسط، حيث بلغت وفقاً لإحصائيّات 2013م لنحو 28% وهو ما يُعتبر ضعف معدّل البطالة العالمي  .
وأفادوا بأن هناك العديد من الدول العربيّة التي تجاوزت فيها نسبة البطالة هذا المتوسّط مثل تونس التي بلغت نسبة البطالة بها 32 بالمائة ومصر التي بها نسبة بطالة 29 بالمائة و35 بالمائة في فلسطين  .


وألمحوا إلى أن الشباب يتصدّر بشكل أساسي نسب البطالة بين البالغين ليُصبحوا على قمّة الهرم في هذا الشأن، مُستعرضين التكاليف التي تمنى بها الاقتصاديّات التي يرتفع بها مُعدّلات البطالة  .
وشدّدوا على أهمّية طرح المزيد من المُبادرات والبرامج التي من شأنها العمل على مُواجهة النسب المُرتفعة من البطالة وضرورة طرح مُناقشات جدّية حول السُبل الفعالة لتقليل البطالة خاصة في أوساط الشباب في منطقة الشرق الأوسط  .
ونوّهوا بأن هناك ارتفاعاً في نسب البطالة من الشباب في دول مثل الجزائر وإيران والعراق وليبيا وسوريا واليمن في حين تمكنت عدد من الدول من تقليص البطالة بين فئة الشباب ضاربين المثل بدولة تركيا  .
وأضافوا أنه في حين تمكنت تلك الدول من تجاوز هذه المشكلة ما تزال دول مثل العراق والسودان يُواجهون هذه المشكلة ويسعون لحلها  .
وأشار المُشاركون إلى أن هناك مُشكلة في تحقيق التوازن بين مدخلات سوق العمل في منطقة الشرق الأوسط والخارجين منه وأنه في حين تفشل معظم الاقتصاديّات في مُواجهة هذه المشكلة فإن هناك عدداً من الدول تمكنت من تخطي هذه العقبة سواء عبر إصدار قوانين من شأنها تحقيق هذا التوازن أو إطلاق برامج تعمل على تحقيقه  .


وأوضح المُشاركون في الورشة التي عقدت تحت عنوان "مُكافحة البطالة بين الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" أن هناك مشكلة متعلقة بالتعليم ومخرجاته ومدى استجابته لمتطلبات سوق العمل في الشرق الأوسط  .
ونبّهوا إلى أهمّية وجود ترشيد في مخرجات التعليم والتعرّف على متطلبات سوق العمل بما يعمل على تحقيق متطلبات العمل في السوق بالمنطقة  .
وأكدوا أن الشباب في منطقة الشرق الأوسط خاصة في الدول العربيّة يفتقدون العديد من المهارات التي يتطلبها سوق العمل، مثل كتابة التقارير، وأنه من المهمّ السعي لتوسيع نطاقات ومهارات التعليم وخبرات الحياة العمليّة للشباب في الدول العربيّة بما يعمل على تلبية رغبات أرباب العمل  .
وطالبوا بضرورة العمل على توعية الشباب بمتطلبات سوق العمل ورغبات أصحاب العمل بشكل يُمكنهم من التوافق مع تلك المتطلبات نظراً لافتقار العديد من الشباب المعلومات بشأن ما يجب أن يتعلمونه بشكل يمكنهم من دخول سوق العمل  .
ونوهوا بأن مهارات مثل التواصل والكتابة والتحدث والتعرف على التقييم هي مهارات يجب العمل على إكساب الشباب في الشرق الاوسط وحثهم على تعلمها  .
وحذّروا من ظاهرة انعدام تكافؤ الفرص بين الطبقات الاجتماعيّة المُختلفة في مجال العمل وانتشار هذه الظاهرة في العديد من دول الشرق الأوسط حيث تضعف فيها مشاركة الفئات الاجتماعيّة المُنخفضة من تواجدها في الفئات الأكثر نجاحاً مثل تركيا  .
وأرجعوا أسباب انتشار البطالة وارتفاع نسبة الشباب العاطلين عن العمل أيضاً في منطقة الشرق الأوسط إلى نظرة بعض الشباب الخاطئة لفرص العمل إلى جانب التباطؤ الاقتصادي  .
وأضافوا أنه مع التباطؤ الاقتصادي التي تشهده العديد من دول منطقة الشرق الأوسط فإن ذلك يُقلل فرص الوظائف الحكوميّة، وظائف القطاع العام الذي ما زال ينظر له العديد من الشباب على أنه الفرص الأجدر بالالتحاق بها وبالتالي التعطل عن العمل حتى الحصول على أحد هذه الوظائف  .


وأشاروا إلى أن مشكلة البطالة ترتبط في جزء منها بالعادات والقيم الاجتماعيّة التي تحرم العديد من الشباب من الانخراط في وظائف بعينها  .
كما شدّد المُشاركون على أن أهم وسائل حلّ تلك المشكلة هو السعي لتغيير قناعات الشباب بشأن الوظائف والعمل على التعرّف بشكل واضح على متطلبات سوق العمل وأصحاب الأعمال بشأن الخبرات التي يرغبون في توظيفها والسعي لتحقيق التوافق بين تلك الرغبات والمهارات ومخرجات التعليم لدى الشباب  .